الدروس الخصوصية بين السلبيات والحلول؟!
دمشق- بشير فرزان
كثيرا ما نرى هذه الأيام إعلانات عن مدرس خصوصي لمرحلة واحدة أو لعدة مراحل تعليمية ويمكن أن يكون لمادة فقط وربما لمواد متعددة فالمهم اصطياد اكبر قدر ممكن من الطلاب الباحثين عن المزيد من العلامات للتفوق أو للذين يسعون لإدراك ما فاتهم في سباق التفوق .
لقد أصبحت ظاهرة الدروس الخصوصية من الظواهر الشائعة في هذه الأيام بعد أن ألغت مفهوم الحصرية للطبقات الغنية حيث باتت للدروس الخصوصية تنتشر في أوساط ذوي الدخل المحدود وخاصة بوجود قناعات بعد فعالية التعليم في المدارس العامة في ظل هذه الازمة .
ومن الواضح أن هذه الظاهرة دخلت عالم الموضة أو ” البريستيج ” فهي الآن ضمن مسابقات التباهي والتفاخر اليومي بين العائلات التي انحصر اهتمامها بالفروق الوهمية فالمهم بالنسبة لهم القول أن هناك مدرس خصوصي في بيتهم اما الأولاد الذين توجهوا إلى الشارع للتسكع وقضاء المزيد من الوقت في مقاهي الانترنت فهذا الأمر لا يعنيهم أبدا .
وطبعا كل ما يحدث في هذا المجال يخدم مجموعة من المدرسين الذين امتهنوا التدريس التجاري وباتوا يتسابقون في بورصة الأسعار دون أي اعتبار للرسالة التعليمية التي تقتضي الاحترام والتبجيل .
ومن الأمور التي تثير الدهشة أن التدريس الخاص بدأ يستحوذ على مرحلة التعليم الأساسي وخاصة المرحلة الأولى حيث نرى الكثير من العائلات بدأت بتسليم أطفالها للمدرسين الخصوصيين دون الانتباه إلى الأذى الذي يمكن أن يصيب العلاقة مابين الطالب والمدرسة بعد أن ينحصر اهتمامه بما يتلقاه من مدرسه الخصوصي فقط وهذا يدفعه إلى إهمال واجباته المدرسية وعدم التركيز في المدرسة والاعتماد بشكل كلي على حصصه التعليمية في المنزل .
إذا هناك من يستغل طموح الأهل بان يحقق أبنائهم أعلى الدرجات التي يمكن من خلالها ضمان تفوقهم وفي مقابل ذلك هناك من يضع السبب في انتشار هذه الظاهرة بالمناهج الدراسية و الأسئلة التي توضع في نهاية العام الدراسي وبين كلا الحالتين تبرز ضرورة الانتباه إلى ما يجري من قبل وزارة التربية والعمل بشكل جاد وبخطوات جادة لتحسين مستوى الأداء التدريسي في المدارس العامة التي أصبحت تصدر الطلاب إلى ميدان الدروس الخصوصية .