روسيا تدعو واشنطن للكفّ عن تحريض وسائل الإعلام بشأن “غزو روسي مزعوم” لأوكرانيا
دعت روسيا الولايات المتحدة الأمريكية إلى التوقف عن تحريض وسائل الإعلام بشأن الغزو العسكري المزعوم لأوكرانيا والعمل على تسوية الأزمة في هذا البلد بالطرق الدبلوماسية.
وقالت السفارة الروسية لدى واشنطن في بيان نشرته على صفحتها على فيسبوك: “ندعو وزارة الخارجية الأمريكية إلى عدم تغذية الهيجان العسكري للصحفيين والتركيز على حل المسائل المهمة للتسوية الدبلوماسية للنزاع الأوكراني الداخلي”.
وأضاف البيان: “إن دولاب الهستيريا المعادية لروسيا المستمر في الدوران في الولايات المتحدة لا يسمح للزملاء الأمريكيين بالنظر إلى الأمور بشكل موضوعي، وإن التنويم المغناطيسي الذاتي حول حتمية الهجوم الروسي على أوكرانيا لا يزال مستمراً”.
ويأتي هذا البيان تعليقاً على الحديث الأخير للمتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس لقناة (سي إن إن) الذي حاول خلاله اتهام موسكو بنشر معلومات كاذبة عن الوضع حول أوكرانيا.
ووصل الأمر إلى حدّ أنه عشية المقابلة مع برايس قامت هذه القناة خلال تقرير مباشر من كييف بإطلاق العد التنازلي للغزو المزعوم الذي حدّدته في صباح أمس الأربعاء.
إلى ذلك، أكدت الرئاسة الروسية أن حدة التوترات العسكرية في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا تصاعدت بشكل ملموس خلال الساعات الـ24 الماضية واصفة الوضع هناك بأنه خطير جداً.
وأوضح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمترى بيسكوف للصحفيين، أن سلطات كييف حشدت قدرات هجومية ضخمة عند خط التماس مع جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن ممثلي العديد من الدول والمنظمات الغربية منها حلف الناتو يشنون عدواناً إعلامياً سافراً ضد روسيا.
وقال بيسكوف: “نتابع خلال آخر 24 ساعة تقارير تزعم حفاظ روسيا على قدرات هجومية ضخمة عند الحدود، لكن الحديث يدور عن أراضٍ خاصة بنا، إلا أنه ليس هناك حتى مسؤول غربي واحد يتحدث عن القدرات الهجومية الضخمة التي حشدتها القوات المسلحة الأوكرانية عند خط التماس”.
كذلك أكد بيسكوف حق روسيا السيادي في تحريك قواتها داخل أراضيها، مشدّداً على أن بلاده ليست جاهزة ولن تقبل المطالبات المتعلقة بتحرّك القوات على أراضيها.
وقال: “لسنا مستعدين ولن نقبل المطالبات حول كيفية توزيع القوات المسلحة على أراضي بلدنا.. هذا حقنا السيادي ولا ننوي مناقشته مع أحد”.
ووصف بيسكوف التصريحات المتعلقة حول الحشد والنقل الإضافي المزعوم للجنود الروس إلى الحدود مع أوكرانيا بأنها “اتهامات لا أساس لها” كما هو الحال دائماً.
من جهتها، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا اليوم، أن تصريحات السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض جين بساكي حول المقابر الجماعية للمدنيين في دونباس غير مسؤولة.
وكانت بساكي قالت أمس: إن التصريحات الروسية حول المقابر الجماعية في دونباس هي معلومات مضللة حيث تبحث موسكو عن طريقة لتبرير الغزو المحتمل المزعوم لأوكرانيا.
وكتبت زاخاروفا على تلغرام: ربما سمحت بساكي لنفسها بهذه التصريحات بدافع الجهل.. هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها شرح حقيقة الشك في معاناة سكان دونباس، مضيفة: أطلب بيانات الاستخبارات الأمريكية التي تشير إليها طوال الوقت وألا تسمح لنفسها بالتحدث بطريقة غير مسؤولة عن الموضوعات المأسوية التي ليس لديها فكرة عنها.
وحثّت بساكي على عدم التحدث بمثل هذه الغطرسة عندما يتعلق الأمر بالضحايا المدنيين وعدم الانحدار إلى التكفير.
وفي حديث لقناة زفيزدا الروسية، انتقدت زاخاروفا تصريحات المسؤولين الأمريكيين الذين يدّعون أن لديهم بيانات بشأن “الغزو” الروسي المزعوم لأوكرانيا ووصفتها بأنها “مشينة”.
وقالت: إن كييف التي كانت تدّعي منذ سنوات أنها ضحية العدوان الروسي تقول اليوم إنها لا ترى غزواً وطلبت من رعاتها الغربيين تخفيف حدة خطابهم لأنه يخرّب كل شيء في أوكرانيا من الاقتصاد والاستثمارات إلى النظام العام أيضاً”.
وكانت عدة وسائل إعلام غربية روّجت لكذبة “الغزو الروسي الوشيك” لأوكرانيا وحدّد بعضها ساعة الصفر يوم الـ15 وبعضها الآخر يوم الـ16 من شباط الجاري.
من جهة ثانية، أعلنت جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك المعلنتين من جانب واحد أن القوات الأوكرانية قصفت أحياء سكنية ومواقع فيهما بقذائف الهاون.
ونقلت وكالة نوفوستي الروسية عن وزارة الداخلية في دونيتسك قولها اليوم: إن “القوات الأوكرانية قصفت صباح اليوم مواقع في جنوب دونيتسك بقذائف الهاون”، مشيرة إلى أنه “وبهدف حماية السكان المدنيين وجدت قوات الأمن نفسها مجبرة على الردّ بإطلاق النار”.
بدوره أوضح جهاز الشرطة في دونيتسك أن الأوضاع على خطوط التماس تأزمت بشكل حاد حيث يحاول الجيش الأوكراني بدء أعمال عدوانية نشطة وقام بإطلاق أكثر من 60 قذيفة نحو دونباس منذ بداية هذا اليوم.
من جهته، أعلن قائد القوات الشعبية في لوغانسك يان ليشتشينكو أن الوضع على خط التماس في منطقة دونباس تصاعد بشكل كبير، حيث تحاول قوات كييف تصعيد الصراع.
وقال ليشتشينكو: “إن التشكيلات المسلحة لأوكرانيا انتهكت بشكل صارخ اليوم نظام وقف إطلاق النار مستخدمة أسلحة يجب سحبها من المنطقة وفقاً لاتفاقيات مينسك”.
ودعا ليشتشينكو المراقبين الدوليين إلى تسجيل القصف الصادر من القوات المسلحة الأوكرانية واتخاذ إجراءات لمنع إراقة الدماء في دونباس.
وفي وقت لاحق، أسقطت القوات الشعبية في جمهورية لوغانسك الشعبية المعلنة من جانب واحد طائرة دون طيار تستخدمها القوات الأوكرانية.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن رئيس دائرة الميليشيا الشعبية يان ليشينكو قوله اليوم: لتصحيح نيران المدفعية في منطقة سكنية استخدم العدو طائرة دون طيار من نوع كوادروكوبتر أسقطتها نقطة المراقبة الجوية للقوات الشعبية بالتعاون مع معدات الحرب الإلكترونية.
وربطت القوات الشعبية التابعة لجمهورية لوغانسك القصف العنيف للقوات الأوكرانية بوصول الرئيس فلاديمير زيلينسكي إلى المنطقة حيث أصدر بعد رحيله تعليمات بتصعيد النزاع.