بعد أن كاد احتضارها بخرج إلى العلن .. ورود ونباتات الزينة تؤمن نصف حاجة السوق المحلية وتصدر للخارج
البعث – قسيم دحدل
أغلى من الذهب وأبقى من النفط..”مقولة” أُطلقت عليها بعد تحولها من زراعة تكميلية ورفاهية إلى زراعة ذات مردود اقتصادي مترافق بقيمة مضافة لدخولها في عمليات التصنيع.
إنها الورود والزهور ونباتات الزينة السورية، هذا ما كان وصل إليه واقعها وحال تناميها وتطور زراعاتها، وما كان من آمال معقودة عليها بأن تصبح من الزراعات التصديرية والمناقسة عالمياً قبل الخريف العربي، خاصة ما بين عامي 2000 و2010 حيث فترة ازدهار تصديرها واستطاعتها الخروج من السوق المحلية إلى الأسواق الإقليمية فالعالمية لتصل ويكون لها حضورها المُعتبر في بورصة الوردود العالمية بهولندا.. هذا ما أكده محمد شبعاني رئيس لجنة الزهور والمشاتل في اتحاد غرف الزراعة لـ”البعث”، مبيناً أن بداية العام الماضي كانت نقطة العودة والرجوع لهذه الزراعة، بعد أن كانوا أعلنوا احتضارها خلال سنوات الأزمة، حيث وصلت نسبة المزارعين الذين تكروا هذه الزراعة نحو 80%، نتيجة لغياب الاستقرار بشقيه الزراعي والاقتصادي وعدم القدرة على تأمين مستلزمات ومتطلبات هذه الزراعة.
10- 15 ألفاً للخليج
عودة مبشرة تمثلت بالقدرة على تأمين 50% من احتياجات السوق المحلي، تزامناً مع بعض حالات التصدير إلى الأسواق اللبنانية والعراقية والخليجية حيث تستقطب الأخيرة كميات كبيرة من ورود الزينة وأشجار الحدائق، بلغت ما بين 10 إلى 15 ألف شتلة للخليج والعراق، لافتاً إلى وجود صعوبات تصديرية، يتغلبون عليها بطرق التفافية.
تنافسية محققة
شبعاني أكد تنافسية المنتجات السورية حيث العديد من العوامل تساهم في ذلك سواء لناحية الجودة أو التكلفة، يضاف إليه رخص اليد العاملة، والخبرة الكبيرة والمتميزة للمزارع السوري، مشيراً إلى توفركل المحفزات التي تمكن من أن نكون منافسين في السوق العالمية، نظراً للموقع والمناخ المناسبين جداً، حيث التباين المناخي فوق سطح البحر وتحته والفصول الأربعة والشمس، الأمر الذي يجعل من سورية المكان المميز والأنسب لهذه الزراعة وتنوع محاصيلها ومنتجاتها، التي تعني ضخ عائدات هامة بالقطع الأجنبي.
وللدلالة على أهمية هذه الزراعة ودورها وجدواها الاقتصادية والتجارية، سنعرض لأكثر دول العالم إنتاجاً وتصديراً للورود، حيث تعد الأخيرة جزءاً أساسياً لكثير من الناس ليس فقط للتهادي بينهم، بل أصبح لها مكانة كبيرة في دول عدة خصوصا بعد دخولها مجال التجارة الأمر الذي أدى للاعتماد عليها في دعم الاقتصاد الوطني في الدول الأكثر إنتاجاً لتلك الزراعة، عبر مساهمة تجارتها بمبالغ كبيرة تصل إلى مليارات الدولارات سنوياً في موازنات تلك الدول، وإليكم نبذة صغيرة عن أكثر عشرة دول إنتاجاً وتصديراً للورود وهي:
هولندا، وتأتي في المركز الأول عالمياً حيث يصل العائد السنوي من تلك الصناعة إلى نحو 3.2 مليار دولار وبنسبة أكثر من 40% من الإنتاج العالمي، ومن أهم أماكن زراعة الورود في هولندا (كوكنهوف) التي تعد إحدى أجمل المعارض الدولية والتي تحتوي على نحو 7 مليون زهرة من أهمها:الأقحوان، والزنبق، والنرجس، والقرنفل.
وكولومبيا ثانياً بعائد سنوي يصل إلى 1.5 مليار دولار، مما جعلها تحتل المركز الثاني عالمياً بحجم إنتاج يصل إلى 16.5%، وتصل نسبة العمالة إلى نحو 130 ألف عامل من مزارعين وعمال وموظفين ينتمون لشركات توفر خدمات تلك الصناعة.
الإكوادور وتنتج 10.5% من حجم الإنتاج العالمي، ما جعلها تحتل المرتبة الثالثة عالمياً، ومن أهم الأنواع التي تنتجها كل من (جيسوفيلا، وليمونيه، ولياتريس)، هذا بخلاف 60 نوعا تزرع على مساحة تقدر 2000 هكتار، ومن الدول التي يتم التصدير إليها كل من (إيطاليا، وكندا، وروسيا، وفرنسا)، ويبلغ العائد السنوي إلى 819 مليون دولار سنوياً.
وتأتي كينيا في المرتبة الرابعة عالمياً والأولى إفريقياً بتصديرها للزهور وتحديداً إلى كل من دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا، ويصل حجم إنتاجها عالمياً إلى 8.5%، ومن أهم الأنواع إنتاجا لها (زهرة القرنفل)، وجدير بالذكر أن نسبة العمالة في ذلك المجال يصل إلى 500 ألف كيني، ويصل العائد إلى 662 مليون دولار سنوياً.
وبعدها إثيوبيا بالمرتبة الخامسة عالمياً بحجم إنتاج يصل إلى نحو 2% عالمياً، وتلعب تلك الزراعة والتجارة دوراً كبيراً في دعم الاقتصاد الإثيوبي حيث يصل عائدها إلى نحو 662 مليون دولار سنويا، ويرجع سبب ذلك النجاح إلى معاونة الجهات المسؤولة في الحكومة كل من المزارعين والمصدرين على جذب المستثمرين الأجانب في ذلك المجال.
بينما حلت ماليزيا: بالمركز السادس، حيث تصل مساحة الأراضي المستخدمة بزراعة الورود في ماليزيا إلى 1218 هكتار، ومن أشهر الزهور إنتاجا(زهرة الأقحوان، والأوركيد)، ويصل حجم إنتاجها عالميا إلى 1.2%، و بعائد سنوي 98 مليون دولار.
أما بلجيكا فتأتي في المرتبة السابعة عالمياً حيث وصل العائد السنوي إلى 85 مليون دولار، وبنسبة 1.1% من الإنتاج العالمي، وجدير بالذكر أن تلك الزراعة تحتل نحو نصف مساحة البلاد ما كان سببا في زيادة جمالها.
وجاءت إيطاليا ثامناً بحجم إنتاج 1% من الإنتاج العالمي وبعائد وصل لنحو 84.5 مليون دولار سنويا، ويعتبر كل من نباتات الزينة وزهرة القرنفل أشهر النباتات تصديرا فيها.
أما ألمانيا فحلت بالمرتبة التاسعة، بنسبة إنتاج 1% عالمياً، فهي تعتبر من الدول الصاعدة في هذا المجال وتحاول جاهدة السعي وراء تطورها وازدهارها، وقد بلغ العائد نحو من 83 مليون دولار.
عربياً تربعت فلسطين في المرتبة العشرة عالمياً بزراعة الورود وتصديرها حيث يصل حجم إنتاجها إلى نحو 1% من الإنتاج العالمي، ويرجع السبب الرئيسي في تلك المكانة إلى المناخ المشمس والدافئ على مدار العام بأكمله، ومن أشهر الأنواع التي تنتجها (شقائق النعمان)، وتقوم فلسطين بتصدير 90% من إنتاجها إلى دول الاتحاد الأوربي، ويصل عائد صادراتها إلى نحو 68 مليون دولار سنويا.
ومن الجدير ذكره أخيراً، أنه يوجد في هولندا أجمل زهرة في العالم والتي يطلق عليها (قوس قزح) وهي نتاج حقن الورود بألوان وصبغات أثناء مرحلة نمو الزهرة ثم تأتي مرحلة تفتحها وهي تحمل تلك الصبغات والألوان لتظهر كأجمل وردة في العالم.
Qassim1965@gmail.com