عيد هادئ لرياضتنا.. والمشكلات ما زالت معلقة!
بهدوء غير معهود مرّ العيد الحادي والخمسون لتأسيس منظمة الاتحاد الرياضي العام، حيث لم تقم أي احتفالية ولم يجرِ أي نشاط بهذه المناسبة، واقتصر الأمر على “بوست” تهنئة على صفحة الاتحاد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
هذا الاحتفال الصامت جاء معبّراً عن الحال التي تعيشها رياضتنا، ومعاناتها من جملة من الأمراض التي بات بعضها مزمناً وعصياً عن العلاج. وهنا الحديث ليس عن النظام الداخلي أو الملاك العددي أو حتى قانون الاحتراف أو الاستثمارات، بل في تضخم الأنا عند بعض الموظفين والعاملين في الاتحاد، حيث يئست الكوادر من إيجاد صيغة للتعامل معهم في ضوء غياب المحاسبة.
الأيام الماضية، وبالتزامن مع عيد الرياضة، شهدت حادثتين أثارتا الانتباه وفتحتا باب التساؤل والانتقاد على مصراعيه، أولهما التصريحات التي أدلى بها حارس مرمى منتخبنا الوطني لكرة القدم، إبراهيم عالمة، وكشفه عن كمية فساد غير مسبوقة اجتاحت كرتنا وكلفتها خسارة مئات الملايين من الليرات، فضلاً عن تجاوزات غريبة وعجيبة الشكل والمضمون.
الاتحاد الرياضي من جانبه وقف إلى جانب الحارس العالمة، وطالبه بتقديم ما لديه لمحاسبة المخطئين، لكن المشكلة ليست هنا بل في سبب تفضيل العالمة أن يخرج عبر وسائل الإعلام للحديث عن هذه التجاوزات بدل أن يذهب للجهة المختصة في الاتحاد الرياضي ويخبرها بالأساس؟
الحادثة الثانية كانت في تكريم الاتحاد الرياضي للعداء عماد بركات على تحقيقه المركز الثاني في سباق دبي الصحراوي، لكن بعض المتابعين اكتشفوا أن العداء احتل المركز 79 قبل أن يعود الاتحاد الرياضي ويوضح أن بركات حصل على المركز الثاني في السباق بفئة من 40 لـ 60 عاماً وعلى المركز 79 في الترتيب العام.
لتبدأ بعدها الانتقادات رغم أن العداء له إنجازات سابقة يشهد له بها، لكن إخراج التكريم بهذه الطريقة لم يكن صحيحاً وقلّل من قيمة جهد العداء المخضرم ومنح الفرصة للمتصيّدين للحديث عن تضخيم بعض المشاركات للتغطية على الأخطاء!
سبق أن أشرنا إلى أن الطريقة التي تسير بها رياضتنا ليست مرضية بالمطلق، لكن الواضح أن المطلوب في الفترة المقبلة تنقية الأجواء في المقام الأول، فما يجري ضمن كواليس المكتب التنفيذي والعلاقة المتوترة مع اتحادات الألعاب لم يعد خافياً على أحد مع تعمّقه وتأثيره على اللاعبين واللاعبات.
“البعث”