على وقع ارتفاع تكاليف العمليات العظمية.. المجتمع الأهلي يساهم بتخفيف الأعباء عن المرضى
دمشق- حياة عيسى
رغم الظروف الاقتصادية الراهنة والحصار الاقتصادي الجائر الذي أرهق كافة القطاعات، ولاسيما الطبية منها، إلا أن المشافي الحكومية استمرت بتقديم الخدمات التي تقع على عاتقها ضمن إمكانياتها المحدودة، بل استطاعت أن تجد سُبلاً عديدة لتخفيف عبء المرض، ولاسيما العمليات الكبيرة ذات التكلفة الباهظة من خلال التعاون والتنسيق مع العديد من الجمعيات الأهلية الخيرية التي قدّمت مساعدات جمّة لمساندة الفقراء وتخفيف معاناتهم، عبر تحمّلها القسم الأكبر من أجور العمليات الكبيرة التي قد تصل إلى أكثر من ستة ملايين ليرة.
نائب رئيس الشعبة العظمية في مشفى دمشق “المجتهد” الدكتور عبد المعين الزكار بيّن في حديث لـ “البعث” أن العمليات العظمية كتركيب الصفائح والبراغي من العمليات الضخمة والمكلفة جداً، ولاسيما في المشافي الخاصة، مشيراً إلى أنها في مشفى دمشق “المجتهد” تأخذ نوعين من القبول، أحدهما إسعافي عن طريق الإسعاف المركزي بالمشفى، وهو إجراء مجاني بالنسبة لغرفة العمليات وأجرة الطبيب الجراح والأدوية والتحاليل وقسم الأشعة، والآخر قبول عن طريق العيادة مأجور بكل شيء.
وأوضح الزكّار أن مستلزمات العملية (صفائح، براغي، أسياخ) كانت سابقاً قبل الـ٢٠١٨ تؤمّن عن طريق مناقصات للمشفى وبأقل الأسعار، أما بعد الـ٢٠١٨ وصدور القرار الوزاري المتضمن “الاستجرار المركزي” فقد أصبح تأمين المستلزمات عن طريق وزارة الصحة، لافتاً إلى أن هناك بعض الصفائح والبراغي والأسياخ بعقود قديمة يتمّ استخدامها في حال لزم الأمر لإجراء العمليات.
أما بالنسبة لعدم توفر المواد بالمشفى (براغي، أسياخ) لزوم عمليات جراحية معينة، أوضح الزكار أنه يتمّ التواصل مع الشركات المتعاقدة مع المشفى لتقديم موادها بشكل رمزي تقريباً، ويتمّ الاتفاق معها بوجود ذوي المريض كونها مدفوعة الأجر من قبلهم، ويتمّ تسجيلها على إضبارة المريض مع ذكر اسم الشركة والمادة المستخدمة والسعر ووصل من المشفى، ويعود سعرها حسب نوع الصفيحة وعدد البراغي المستخدمة، حيث تتراوح بين ١٥٠- ٢٠٠ ألف ليرة وسطياً، علماً أن تكلفتها في المشافي الخاصة تبدأ من ٤٠٠ ألف وقد تصل إلى مليون أو مليون ونصف المليون ليرة وسطياً، مع تأكيده أن لجرحى الحرب الذين احتاجوا لتركيب الصفائح أو البراغي نتيجة الأذيات الحربية معاملة خاصة بناء على أمر إداري بأن أي عمليات (طلق ناري، الأذيات الهرسية الانفجارية) تقدم الخدمة فيها مجاناً بكل مستلزماتها لمحتاجيها.
وتابع الزكار أن هناك الكثير من العمليات الجراحية التي يعمل المشفى على تطويرها (كالجراحة المجهرية للأطفال، عمليات تنظير الركبة)، وتقدم جميعها بأسعار رمزية أو شبه مجانية، مع الإشارة إلى دور الجمعيات الخيرية في المساعدة لتأمين المواد لزوم العملية، حيث يتمّ كتابة تقرير من المشفى بحالة المريض والاحتياجات اللازمة للعملية ليتمّ تقديمها للجمعية الخيرية التي تقوم بدورها بتحديد الشركة التي ستقوم بتأمين المادة اللازمة للمريض، لافتاً إلى أن هناك العديد من الجمعيات المتعاقدة مع المشفى كـ(العرين، القنوات، العافية، أهل الشام، الهداية، الرابطة الأدبية) تقوم بتأمين ما يلزم خلال يومين على الأكثر.
وفي السياق نفسه بيّن رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية بدمشق سارية سيروان لـ”البعث” أن آلية التعاون ومساعدة المريض في صندوق العافية تتمّ من خلال إجراء الدراسة الاجتماعية، ليتمّ بعدها الاطلاع على التقرير الطبي المقدم من قبل الجهة القادم منها، ومتابعة حالة المريض، وتقديم المساعدة حسب حالته، ولاسيما أن الجمعيات في الوقت الراهن تعاني ضعفاً في الموارد المالية مقارنة بعدد المرضى المخدمين من قبلها، حيث يدفع المريض جزءاً من السعر الخيري للعمل الجراحي، فمثلاً إذا كانت تكلفة العملية ٦ ملايين ليرة يقوم المريض بدفع مليون أو مليون ونصف المليون ليرة فقط، وباقي التكلفة تتحمّله الجمعية المانحة، حيث يأخذ المريض إحالة من الجمعية بالإضافة لإحالة من الشركة التي يأخذ منها البراغي أو الصفائح بعد أن يكون قد تمّ التنسيق معها من قبل الجمعية لتأمين الأدوات لزوم العمل الجراحي، مع الإشارة إلى وجود تعاون مع عدة مشافٍ سواء خاصة أو عامة، ويتمّ تحديد المشفى من قبل الطبيب متابع العملية.