قضية العالمة انتهت ببيان شكلي.. والخلل الإداري يتفاقم!
ناصر النجار
لخص اجتماع اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم مع الحارس إبراهيم عالمة كل مشكلات رياضتنا وأمراضها والكوارث التي تلحق بها، فالكل يغني على ليلاه، والرياضة باتت في المقام الأخير إن بقي مقام، فلم تكن هناك لجنة ولا تحقيق، بل كان اجتماعاً عادياً غابت عنه اللجنة المؤقتة، وأمين السر، وإداريو المنتخب الوطني، ومن يعنيه الأمر من قريب أو بعيد، ليكون جلسة ودية حضرها رئيس اللجنة المؤقتة نبيل السباعي، وعضو اللجنة أحمد قوطرش، والحارس إبراهيم عالمة، وهذا الأمر مستغرب لأن ما تحدث به العالمة من المفترض أن يهز كيان رياضتنا وليس كرة القدم وحدها، لكن الأغرب كان البيان الذي أصدرته اللجنة المؤقتة عن هذا الاجتماع وما تمخض عنه، ومنه نقتطف:
(تبيّن أن هناك خللاً إدارياً في المنتخب يتوجب الوقوف عنده، والتركيز على تلافي الثغرات التي يجب أن يتم تداركها، علماً أن اللجنة قامت بحل الجهازين الإداري والفني فور العودة من الإمارات بعد المباراتين أمام الإمارات وكوريا الجنوبية في تصفيات الدور الحاسم لنهائيات كأس العالم 2022، واللجنة ستقوم بدراسة كل ما تم تداوله، وستتخذ الإجراءات والضوابط المناسبة بما فيه مصلحة كرة القدم السورية).
هذا البيان يتعامل مع القصة ببرود ولامبالاة، والأمور اتجهت نحو (تبويس الشوارب)، “ويا دار ما دخلك شر”، والاهتمام المفقود تبيّن من مستوى الحضور وعددهم، وتبيّن لنا ذلك من ناحية إلصاق التهم بالجهازين الفني والإداري اللذين تمت إقالتهما من قبل اللجنة المؤقتة بعد العودة من الإمارات، وبذلك يكون الكلام المنشور والتهم الكثيرة قيّدت ضد مجهول!.
المشكلة في الأمر أن المناقشة دارت حول (الكراتين)، وهي جزئية بسيطة لا تحتاج أي نقاش، وهو موضوع شخصي بحت يمكن تناوله بأية طريقة ضمن الاتحاد، أما المواضيع المهمة الكثيرة الأخرى فقد تم تجاوزها، وفي مطلعها القضايا المالية، وتذاكر السفر، والرحلات الطويلة بالمواقف الكثيرة، والأموال التي يتم تحصيلها دون أن يعرف أحد مصيرها، وموضوع التجهيزات الرياضية، والتجهيزات الطبية، كل هذه الأمور أثارها العالمة بلقائه، لكن اللجنة المؤقتة لم تناقشه إلا بموضوع الصناديق الثلاثة التي تخص عضو اللجنة المؤقتة أحمد قوطرش.
أحد المطلعين على خفايا الأمور أوضح لـ “البعث” أن أحد أعضاء المكتب التنفيذي (مع بعثة المنتخب) أحضر من هناك تسع حقائب كبيرة، والكلام نفسه لغيره من المرافقين للمنتخب، فلماذا لم تتم إثارة هذا الموضوع وسؤالهم، وأثيرت قضية هذه الصناديق فقط بطريقة تثير الشك والريبة، وتطرح العديد من التساؤلات؟.
أحد الخبثاء من داخل قبة الفيحاء أكد أيضاً أن الموضوع برمته طرح للفت النظر إلى مثل هذه القضية الصغيرة من أجل نسيان قضايا أهم، وقد يكون العالمة أراد تعويض إخفاقه وهبوط مستواه بمثل هذه الفقاعة لوقف الهجوم الشرس عليه من بعض وسائل التواصل الاجتماعي.
بكل الأحوال، القضية تدل على وهن رياضتنا، وعلى ضعف القائمين عليها، وعدم قدرتهم على ضبط الأمور واتخاذ القرارات المناسبة لتصحيح المسار، لذلك لن تسجل قضية العالمة ضد مجهول لوحدها، فهناك يومياً الكثير من القضايا على الشاكلة ذاتها في كل المؤسسات الرياضية، حيث بات الحل صعباً ويحتاج إلى معجزة، لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل كل ما يحدث في رياضتنا ناجم عن خلل إداري كما جاء في البيان؟!.