” البعث” تكشف تفاصيل ما حدث في مشفى الأندلس بحلب
البعث _ لينا عدره
دحض رئيس جمعية المشافي الخاصة في حلب، الدكتور عرفان جعلوك، ما جاء على لسان رئيس الطبابة الشرعية في حلب، الدكتور هاشم شلاش، عن وجود ثلاث جثث متفحمة في مشفى الأندلس، جرّاء حريقٍ نشب في المشفى المذكور!
وفي تصريحٍ خاصٍ لـ “البعث”، اتهم الدكتور عرفان رئيس الطبابة الشرعية بحلب بالتسرع، والتضارب الواضح في تصريحاته، لاسيما وأنه كان صرَح صباح أمس لإحدى الوسائل الإعلامية بوجود الجثث المتفحمة، ليتراجع ظهيرة اليوم نفسه ويؤكد عدم وجود أي حرق على الجثث!
الدكتور عرفان اعتبر أن المعلومات التي حددت سبب الوفاة لم تستند إلى دليل علمي، وكل ما حدث “ربما كان مجرد تخمين!”، موضحاً أنه في مثل هذه الحالات، ولتحديد سبب الوفاة، يتوجب إجراء تحاليل وتشريح للجثث، الأمر الذي لم يتم، علماً أن الغرفة المحترقة كانت مغلقة وفارغة، وتتوضع على الواجهة الشرقية للمشفى، وبعيدة عن غرفة العناية المشددة، والحريق لم يمتد إلى أي مكان آخر في المشفى.
وكان عرفان أصدر بياناً باسم جمعية المشافي الخاصة بين فيه أن الحريق نشب حوالي الساعة الرابعة فجراً من صباح يوم الثلاثاء، 22 شباط، وكان بسبب تماس كهربائي في إحدى الغرف الموجودة في الطابق الأول للمشفى، حيث قام الموظفون بإطفاء الحريق باستعمال اسطوانات المطافئ، وإعلام فوج الإطفاء الذي حضر، وقام بإطفاء الحريق وتبريد الغرفة المحترقة.
وأوضح البيان أنه جرى نقل عشرة مرضى بسلام إلى مشاف أخرى بسيارات الإسعاف، وأن الوفيات التي حصلت في المشفى كانت ستحدث بوجود الحريق أو عدمه، وهو أمر يحصل بشكلٍ معتاد لبعض المرضى المسنين في الحالات الإنتهائية لمرضهم عندما ينقضي الأجل المحتوم.
وببينت الجمعية في بيانها أن الوفيات الثلاثة التي صادف انقضاء أجلها صباح اليوم نفسه كانت للسيدة ه. م (70 عاما) مريضة سرطان رحم لديها صمام دماغية والتهاب وريد خثري بعد عمل جراحي، وتوفيت نتيجة المضاعفات المتعلقة بمرضها ولا علاقة للحريق بوفاتها، وفق تقرير الطبيب المعالج د. جميل طرقجي، بينما كان سبب وفاة المريضة الثانية س. ك (80 عاما) بسبب نزف كونها مريضة مصابة بنزف هضمي حاد ناجم عن دوالي مري وتشمع كبد، لتتعرض لنوبة نزف ثانية ما أدى لوفاتها وفق تقرير الطبيب المعالج د محمود ناصر، إضافة إلى وفاة ثالثة لمريض (80 عاما) يعاني من احتشاء دماغي مرافق لنزف هضمي مع غياب وعي لتحدث الوفاة نتيجة عقابيل واختلاط لا علاقة للحريق بها، حسب تقرير د. محمود ناصر ود. بسام حايك.
ونوهت الجمعية في بيانها إلى فعالية وجودة تجهيزات الإطفاء في المشفى، مؤكدة حصر الحريق في غرفة واحدة وعدم وصوله لباقي الغرف المجاورة، الأمر الذي تزامن مع حضور مدير المشفى والأطباء المعالجين للإشراف على نقل المرضى بسيارات إسعاف مزودة بالأوكسجين خلافاً لرواية مرافقي المريضة ه. م الذين ذكروا أنها تعرضت لنقص أوكسجين.
وعبر مجلس إدارة المشافي الخاصة عن أسفه للتصريحات الصادرة عن بعض الجهات التي وصفها بـ “المسؤولة” حول وجود جثث متفحمة خلافاً للحقيقة، ولقيام بعض المواقع الإعلامية التي “تقص وتلصق” بنشر الخبر دون التحقق من صحته، ليحتفظ مجلس الإدارة بحقه في اللجوء للقضاء لملاحقة الجهات المشهرة، حسب ما تضمن بيان الجمعية.