سياسي ألماني: تعليق مشروع “نورد ستريم” مع روسيا نفاق سياسي
يبدو أن أولى بوادر الرفض الأوروبي للسير خلف الولايات المتحدة الأمريكية في مشروعها بشرق أوروبا ومحاولة فرض وقائع سياسية جديدة من بوابة أوكرانيا، قد بدأت تظهر على العلن، فبعد اعتراف روسيا الاتحادية باستقلال جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك، سارعت الدول الغربية إلى تنفيذ إملاءات واشنطن بفرض عقوبات على موسكو ، حيث أعلن المستشار الألماني أولاف شولتس أنّه أصدر تعليماته لوزارة الاقتصاد الألمانية لاتخاذ “الخطوة الإدارية اللازمة” من أجل إلغاء شهادة “نورد ستريم 2” الآن، ما يعني سحب وثيقة من وزارة الاقتصاد، نفذت وكالة الشبكة الفيدرالية على أساسها شهادة مشغل خطوط أنابيب الغاز، الأمر الذي لاقى رد فعل عنيف من الساسة الألمان الذي اعتبروه نفاقاً سياسياً على حساب الشعب الألماني وخدمة لواشنطن ومشاريعها، حيث انتقد رئيس لجنة البوندستاغ (البرلمان الاتحادي) الألمانية للمناخ والطاقة، كلاوس إرنست، البيان المتعلق بتعليق اعتماد “نورد ستريم 2” (التيار الشمالي-2)، ووصف نائب البوندستاغ، في مقابلة مع “RBC”، قرار الحكومة الألمانية بأنّه “إشكالي”، لأنّ مثل هذا الإجراء يؤثر أيضاً في أوروبا، مضيفاً أنّ الوضع مع المشروع الروسي “قد يتغير”.
وقال إرنست: “لم يتم إيقافه بشكل نهائي. هذا يشير إلى تعليق الشهادة. ومن دون الحصول على شهادة، لا يمكن إطلاق خط أنابيب الغاز”.
ورأى النائب أنّ تعليق المشروع “نفاق”، لأنّ الولايات المتحدة “زادت واردات النفط من روسيا مؤخراً. لم أسمع أنّها محدودة إلى حد ما”.
وبحسب قوله، فإنّ إطلاق خط الأنابيب سيكون له أثر إيجابي في أكثر من 10 دول، والعكس سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الغاز في ألمانيا بشكل ملحوظ، موضحاً أنّ برلين ستضطر إلى شراء غاز طبيعي مسال أغلى ثمناً وأقل صداقة للبيئة من واشنطن أو الوقود الأزرق الروسي، ولكن بأسعار متضخمة بسبب العبور عبر أوكرانيا.
في حين اعتبر السفير الروسي في برلين سيرغي نيتشايف اليوم أن قرار السلطات الألمانية تجميد مشروع التيار الشمالي 2 ناجم عن ضغوط خارجية على خلفية الأزمة الأوكرانية. وقال نيتشايف للصحفيين الروس بعد وضع أكاليل الزهور في النصب التذكاري للجنود السوفيت الذين سقطوا في برلين: إن الحكومة الألمانية صرحت دائماً من قبل بأن نورد ستريم مشروع تجاري اقتصادي بحت لا يرتبط بأي حال من الأحوال بالأحداث السياسية ولكن الآن هذا الموقف على ما يبدو قد نتج عن الضغط النشط من زملائنا في الخارج.
وأعرب نيتشايف عن أمله في أن يكون قرار السلطات الألمانية بشأن التيار الشمالي 2 مؤقتاً وأن تسود البراغماتية مشدداً على ان المشروع ضروري لأمن الطاقة في أوروبا وللاقتصاد الذي يتطلب موارد منه.
يُذكر أنَّ “نورد ستريم 2” هو خط أنابيب غاز بسعة 55 مليار متر مكعب سنوياً، يمتد من الساحل الروسي، مروراً ببحر البلطيق إلى ألمانيا.