موجة الصقيع وأضرار البيوت البلاستيكية تسببت بارتفاع أسعار الخضار
البعث الأسبوعية- ميس بركات
تشهد أسعار الخضار والفواكه ارتفاعاً بشكل يومي تزامناً مع ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات، وبين العذر غير المُحق الذي أراد التجار التمسّك به بالظلم الذي وقع عليهم نتيجة رفع الدعم عنهم ولجوئهم إلى رفع الأسعار لتعويض خساراتهم المتكررة-حسب زعمهم- كان لتجار سوق الهال والباعة ذريعة إضافية تمثّلت بموجة الصقيع التي وجدوا فيها هذا العام ملاذاً للكثير من الأسئلة ، لتكون العاصفة وموجة الصقيع التي أتت على معظم البيوت البلاستيكية والتي رفعت أسعار جميع الخضار بشكل تلقائي سواء أكانت بلاستيكية أو موسمية ..خلاصاً مؤقتاً للجهات المعنية برفع الأسعار لتحتل موجة الصقيع المركز الأول بتعليق خسائر الفلاح والتجار والمواطن في آن معاً.
ولا ننكر الأضرار الكبيرة التي لحقت بالأراضي الزراعية خلال الفترة الماضية من هذا العام نتيجة موجة الصقيع ، إلّا أن السيناريو ذاته يتكرر في كل عام، وموجات الصقيع والحر باتت ضيفاً سنوياً لا يمكن تجاهله والأخذ بالحسبان الإجراءات الاحتياطية لعدم الوقوع في ذات المطب ككل عام، وعلى الرغم من قيام وزارة الزراعة بوضع قيود وشروط لإنشاء البيوت البلاستيكية إلّا أن اللوم الأكبر يتحمله المزارع خاصّة بعدم التزام وتقيد أغلبهم بهذه الشروط، لدرء وتخفيف الأضرار المحتملة من الصقيع والأمطار والرياح، في حين يجد المزارعون صعوبة في التقيّد بهذه الشروط نتيجة ارتفاع أسعار جميع المستلزمات الزراعية الخاصّة بالزراعات المحمية.
تكاسل المزارعين
وغير مرّة يؤكد لنا محمد كشتو “رئيس غرف الزراعة” عدم علاقة الغرفة بارتفاع أسعار الخضار والفواكه ورفضه الخوض في تفاصيل موجة الصقيع وأضرار البيوت البلاستيكية، في المقابل نفى أحمد حيدر “مدير الإنتاج النباتي” في وزارة الزراعة استمرار ارتفاع الأسعار كما يشاع حتى فصل الصيف، فموجة الصقيع أثرت بشكل خاص على الزراعات المحمية”بندورة-كوسا- خيار- باذنجان” ، بالتالي لن يستمر تحكم التجار بأسعار هذه الأنواع مع ارتفاع درجات الحرارة، لافتاً إلى أن ارتفاع تكاليف الزراعة والعملية التسويقية وانخفاض إنتاج الزراعات المحمية أدى لارتفاع أسعار الخضار، وأكدّ مدير الإنتاج النباتي أن كميات الأمطار الهاطلة وفرّت مخزون مائي جيّد للزراعات الصيفية بالتالي لن نشهد ارتفاع للأسعار كما يحصل حالياً، إضافة إلى سعي الوزارة إلى توفير مستلزمات الإنتاج الزراعي ضمن الإمكانات المتاحة وانتهاء مديرية التخفيف من آثار الكوارث من احصائيات خسائر الفلاحين الأخيرة ليصار إلى تعويضهم في القريب العاجل، بدوره لم ينكر مدير محمد أبو حمود “مديرية التخفيف من آثار الجفاف والكوارث الطبيعية” تأثير العوامل المناخية على ارتفاع سعر الخضار والفواكه، لكنّ لا يمكن حصر الارتفاع الحاصل اليوم بموجة الصقيع والتنين البحري خاصّة وأن جملة التغيرات المناخية وقلّة المياه وغيرها من المسببات القسرية أدّت إلى قلّة وضعف الإنتاج بالتالي تأثّر حركة السوق، مؤكداً أن جميع أنواع الزراعات المروية والبعلية تأثرت خلال الأعوام الأخيرة بهذه العوامل، وحصر أبو حمود عمل الصندوق بتعويض المزارعين المتضررين جرّاء كوارث طبيعية لا يمكن تفاديها كتعويضات للزراعات المحمية المتضررة نتيجة “التنين البحري” وأضرار الصقيع على أنفاق الخضار الباكورية والبالغة 98 دونم تقريباً والتي سيتم إقرار تعويضاتها خلال اليومين القادمين في اجتماع لمجلس الإدارة، لافتاً إلى حصول نوع من التكاسل عند بعض مزارعي البيوت البلاستيكية خلال موجة الصقيع لاسيّما وأن وزارة الكهرباء التزمت بإلغاء التقنين في تلك المناطق الأمر الذي لا يمكن تجاهله، حيث أشارت التقديرات الأولية للأضرار أن 95% من هذه البيوت لم تتأثر بموجة الصقيع، بل كان الضرر نتيجة التنين البحري، لكنّ تجاهل المزارعين للكثير من الإجراءات والضوابط الموضوعة من قبل الوزارة حال دون حماية مزروعاتهم ووقوعهم في خسائر كبيرة.
درء للخطر
المهندس الزراعي أحمد دوبا أكد عدم إلمام الكثير من مزارعي البيوت البلاستيكية بطريقة الزراعة المحمية، لاسيّما وأنه يجب الإحاطة بالموقع وطريقة الإنشاء وتوزيع ممرات الخدمة، إضافة إلى الإلمام بالأمراض الفطرية الموجودة في التربة والمنتشرة في منطقة الساحل نتيجة الرطوبة الشديدة، لذا من المهم تحليل الأراضي التي ستقام فيها الزراعات المحمية للتأكد من خلوها من آفات التربة الرئيسية كالنيماتودا والفيوزاريوم، كذلك لا بدّ من الحرص بأن تكون منطقة الزراعات المحمية جيّدة التهوية بعيدة عن المناطق المحاطة بالأشجار العالية لزيادة احتمالية الإصابة بالصقيع، وقدّر دوبا الطول المناسب للبيوت البلاستيكية بين 30-35 متر لضمان التهوية وتقليل الرطوبة، كذلك يجب الأخذ بالحسبان المسافات بين الزراعات حسب نوع المحصول، وأكد المهندس الزراعي على ضرورة احتياط الفلاحين لجميع التوقعات المناخية التي ستحصل خاصّة الصقيع من خلال استعمال شبكة الري بالرذاذ لتشغيلها عند حدوث الصقيع بالتالي تحافظ على المزروعات في البيت البلاستيكي ، إضافة إلى وضع طبقة نايلون ثانية لتأمين حماية أكبر من الصقيع.