صحيفة البعثمحليات

تحديث أسطولنا النقلي

تردّت خدمات شركات نقل الركاب بين المحافظات إلى درجة كبيرة، بعد أن تجاوز العمر الميكانيكي لسياراتها النورمات والمقاييس المعتمدة، فهرمت بولماناتها وصارت تصلح للدخول في مجموعة “غينيس” بعد أن تربعت، قبل الحرب، على عرش المنافسة الشريفة والتفنّن بتقديم الخدمات النقلية الراقية الحضارية والرخيصة الآمنة بعيداً عن حوادث السير المفجعة إلى حدّ كبير.

لكن توقف الكثير من شركات النقل وخروحها من الخدمة، بعد أن سُرقت آلياتها ونهبت وحرقت ودمرت بفعل تداعيات الحرب، ومغادرة العاملين فيها لأشغالهم وارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة والزيوت والأجور وقطع الغيار.. إلخ، أدى إلى تقلص أعداد الشركات العاملة والرحلات التي كانت تقوم بها على مدار الساعة لتصل الليل بالنهار ومغادرتها وانسحابها من الساحة، ما تسبّب بزيادة أعباء وصعوبات السفر بفعل تراجع وقلة الخيارات المتاحة أمام المسافرين.

ونظراً للحاجة الماسة للخدمات التي تقدّمها شركات نقل الركاب، ليس على مستوى النقل والشحن فحسب، بل على مستوى الحركة السياحية وتنشيطها عبر برامج سياحية برعت فيها، فإن المطلوب من الجهات ذات العلاقة العمل على إعادة الألق لهذا القطاع ودعم العاملين في هذه الاستثمارات بتقديم سلة متكاملة من المحفزات والمشجعات والتسهيلات الكفيلة بتحديث أسطول سياراتها وعصرنة خدماتها، وتحفيز عودة باقي الشركات للانخراط من جديد في هذا الميدان.

إن القيام بهكذا إجراءات كفيل بأن يعيد الحياة لهذا المرفق المهم، ولاسيما بعد الارتفاعات الخيالية غير المسبوقة في تكاليف التنقل والشحن وانعكاسه السلبي على حركة الناس وتنقلاتهم وتراجع استخدامهم لوسائط النقل الخاصة بين المحافظات والمدن بفعل الكثير من الإجراءات المعروفة للجميع… فهل نشهد نهضة حقيقية وجدية لأسطولنا النقلي المتهالك؟.

وائل علي

Alfenek1961@yahoo.com