بوتين يأمر بوضع قوات الردع الاستراتيجي في حالة تأهّب
وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزارة الدفاع بوضع قوات الردع الاستراتيجي في حالة تأهب قتالي خاصة.
وجاء ذلك وفق وكالة سبوتنيك خلال لقاء بوتين مع وزير الدفاع سيرغي شويغو ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش الروسي فاليري غيراسيموف لبحث الوضع في أوكرانيا.
وقال بوتين: “الغرب لا يتخذ خطوات عدائية اقتصادية فحسب، بل أدلى مسؤولون بحلف الناتو بتصريحات عدوانية ضد روسيا”.
ويأتي هذا الإجراء الروسي في وقت تواصل فيه الدول الغربية التصعيد في أوكرانيا بإعلانها إرسال أسلحة وذخيرة إليها.
وفي سياق متصل، وجّه الرئيس الروسي التحية إلى القوات الروسية المشاركة في العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا على أدائها البطولي لواجبها.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بوتين قوله في بيان نشره الكرملين بمناسبة يوم القوات الخاصة الذي يصادف اليوم: “أودّ أن أشكر القيادة وأفراد قوات العمليات الخاصة والمتقاعدين في وحدات القوات الخاصة على ولائهم للقسم وعلى خدمتهم التي لا تشوبها شائبة باسم شعب روسيا ووطننا الأم العظيم”.
وشدّد بوتين على أن قوات العمليات الخاصة أثبتت بشكل متكرر استعدادها للعمل بكفاءة وبجدارة في أصعب الظروف أثناء تنفيذ المهام الأكثر تحدّياً ومسؤولية، مشيراً على وجه الخصوص إلى الجنود الذين يؤدون هذه الأيام واجبهم العسكري ببطولة في إطار العملية الخاصة لتقديم المساعدة إلى شعبي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك في دونباس.
ورأى الرئيس الروسي أنه من المهم اليوم أن يزيد مقاتلو وقيادة العمليات الخاصة من مستوى مهارتهم المهنية وقدرتهم القتالية وإتقان استخدام الأنواع الحديثة للأسلحة والمعدات القتالية واستخدام منجزات العلوم في هذا المجال والتفوق في كل شيء على أيّ عدوّ محتمل.
ودعا الرئيس بوتين منتسبي ومتقاعدي العمليات الخاصة إلى التمسك بقيم الشجاعة والبطولة وحب الوطن ونقل خبرتهم إلى الأجيال الناشئة.
وكان الرئيس الروسي بحث مع نظيره الأذربيجاني إلهام علييف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا.
ونقلت وكالة تاس عن الكرملين قوله في بيان: “إن الرئيسين بوتين وعلييف ناقشا في اتصال هاتفي أمس تطورات الوضع بالنسبة للعملية الروسية في أوكرانيا، كما تبادلا وجهات النظر حول بعض القضايا الثنائية والإقليمية الملحة كمتابعة لمحادثاتهما في موسكو في الـ22 من شباط الجاري”.
إلى ذلك، أكد السفير الروسي في بيروت ألكسندر روداكوف أن روسيا ليست في حرب بأوكرانيا بل هي أمام عملية خاصة لها أهدافها ولا تستهدف الشعب الأوكراني.
وأوضح روداكوف خلال مؤتمر صحفي عقده في مقر السفارة الروسية ببيروت اليوم، أن أهداف العملية الروسية تتلخص في حماية المواطنين الروس الذين تم استهدافهم من الجيش الأوكراني بأوامر من حكومة كييف وفي منع استخدام البنى التحتية الأوكرانية لتنفيذ تهديدات تستهدف روسيا من حلف ناتو الذي بات ينتشر على مقربة كبيرة من الحدود الروسية.
وأضاف روداكوف: إن من أهداف العملية الروسية أيضاً حماية الأمن القومي لبلاده، مؤكداً أن روسيا دولة عظمى تنشد السلام والأمن في العالم ولا تخضع للتهديدات الغربية المبتذلة كما أنها لا تنتهج سياسة عدائية تجاه أوكرانيا أو تجاه الأمريكيين أو الأوروبيين بل هي تمارس حقها المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة الذي يؤكد حق كل دولة بحماية شعبها وأمنها القومي.
من جهة ثانية أعرب روداكوف عن أسفه لبيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي جاء منافياً لمبدأ سياسة النأي بالنفس ولم يراعِ المصالح المشتركة والعلاقات الثنائية العميقة والطويلة بين روسيا ولبنان.
بدوره، أعلن فلاديمير ميدينسكي رئيس الوفد الروسي في المفاوضات المرتقبة مع أوكرانيا بمدينة غوميل البيلاروسية أن كييف وافقت على عقد الاجتماع وأن الوفد الروسي ينطلق إلى مكان إجرائه.
وجاء إعلان ميدينسكي عن موافقة كييف على عقد المفاوضات بعد محادثة هاتفية بين الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
وكان زيلينسكي رفض في وقت سابق إجراء مفاوضات مع موسكو في أراضي بيلاروس، معتبراً أنها لا تصلح منصة لمثل هذه المحادثات بسبب “أعمال عدائية” صادرة عن مينسك، وبعد ذلك أعلن رئيس الوفد الروسي الذي وصل إلى بيلاروس في وقت سابق أن بلاده تمهل كييف حتى الساعة الثالثة بعد ظهر اليوم لإرسال وفدها إلى غوميل.
بدورها قالت الرئاسة الأوكرانية: إن كييف وافقت على إجراء مفاوضات مع روسيا “دون شروط مسبقة” على أن تعقد ليس في أراضي بيلاروس وإنما على الحدود الأوكرانية البيلاروسية في منطقة نهر بريبيات.
وأضافت الرئاسة الأوكرانية: “إن لوكاشينكو قطع على نفسه عهداً بأنه أثناء سفر الوفد الأوكراني والمفاوضات نفسها وعودة الوفد ستبقى كل الطائرات والمروحيات والصواريخ المتمركزة على الأراضي البيلاروسية على الأرض”.
وفي أوّل ردّ روسي على العقوبات المالية الغربية، أعلن أندريه كليموف رئيس لجنة حماية سيادة الدولة التابعة للمجلس الفيدرالي الروسي، أن خروج روسيا من نظام “سويفت” لا يشكّل تهديداً للحسابات داخل البلاد كما يساعد على تحفيز انتشار الروبل كعملة دولية ويقلل من السيطرة الغربية على الحسابات.
ونقلت سبوتنيك عن كليموف قوله اليوم: عندما تجري معاملات من خلال “سويفت” فإن الدول الغربية ترى كل شيء وإلى من ترسل ويمكنها منع ما تريد في أي وقت، مشيراً إلى أن البنوك الروسية يمكنها استخدام أي نظام دفع بما فيه نظامها الخاص.
بدورها قالت جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “سويفت” اليوم: إنها تستعدّ خلال الأيام المقبلة لتنفيذ إجراءات جديدة للدول الغربية ضد بعض البنوك الروسية، مضيفة: إنها تتواصل مع السلطات الأوروبية لمعرفة التفاصيل المتعلقة بالكيانات التي ستخضع للإجراءات الجديدة.
وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا وكندا اتخذت أمس إجراءات لمنع بعض البنوك الروسية من استخدام نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك، وذلك في إطار التصعيد الغربي ضد روسيا.