باعتراف القائمين عليها.. كرتنا عائمة على مستنقع من الفساد فكيف لها أن تتطور؟
ناصر النجار
لم يغيّر رئيس اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم، نبيل السباعي، في تصريحاته الأخيرة كلامه الذي سرده في المؤتمر الصحفي الذي عقد بشأن قضية إبراهيم عالمة، بأي شيء سوى أنه تكلم بصراحة أكثر، ووضع النقاط على الحروف، وكشف أسماء العديد ممن يحاولون عرقلة العمل في الاتحاد استناداً إلى مصالحهم الشخصية وطمعهم، لنخلص إلى شيء مفاده أن القرار الرياضي ضعيف ما دام هؤلاء الأشخاص العابثون لا يلقون أي ردع، وربما كانوا – وما زالوا – يلقون الدعم والتأييد على كل أفعالهم.
الجيد أننا سمعنا لأول مرة مسؤولاً كروياً يتكلم بكل صراحة، ويسمي الأمور بمسمياتها، ويضع النقاط على الحروف وهو مازال على رأس عمله، لكن النقطة الأهم في كل الحديث قوله: هناك دائماً من يعرقل العمل في كرة القدم، وهنا عرفنا سبب مرض كرتنا، وعرفنا أن هناك من لا يريد لكرتنا التقدم والازدهار، وهذا الأمر تكلمنا عنه بصراحة ووضوح في “البعث”، ولكن اليوم اختلفت الصورة لأن مسؤولاً كروياً رفيعاً اعترف شخصياً بذلك، وهو سيد الأدلة، ولم يعد هناك خيار للتأويل والدفاع والتورية.
المواضيع من الجهة العامة تقاس بنقطتين اثنتين: ليس من المنطق أن يكون اتحاد كرة القدم بعهد صلاح رمضان يفتقد للخبرة، وكذلك بعهد فادي دباس وحاتم الغايب، وبين هذه الاتحادات الثلاثة لجنتان مؤقتتان، وقوام هذه الاتحادات واللجنتين أكثر من ثلاثين شخصاً، فهل كل هؤلاء يفتقدون للخبرة والإدارة؟ وهل “عدمت” كرتنا الخبراء من أصحاب النزاهة؟ لذلك نصدق أن هناك من يتدخل ويعرقل من أجل المصالح الشخصية الضيقة، وقد تكون هذه المصالح ليست بذات بال، إنما هدفها تفشيل القائمين على العمل، أو تصفية خلافات شخصية سابقة، وكل ذلك على حساب كرة القدم، فضلاً عن المصالح المادية الأخرى التي تهتم بالمنافع الشخصية على حساب المنافع العامة التي تسهم بتطور الكرة، ومن المعلوم أن كل خطوة بالاتجاه الخاطئ تبعدك خطوات عن جادة الصواب.
النقطة الثانية أن قوانين اتحاد كرة القدم صارت بالية وهشة، ومع التطور الكروي في كل المجالات، من المفترض أن ينفض الغبار عن النظام الداخلي لاتحاد كرة القدم، وعن لوائحه الأخرى، سواء العقوبات، أو المسابقات، أو الاحتراف، وغيرها، وأن نبدأ من جديد بصياغة قوانين جديدة لا يستطيع أحد التعدي عليها مهما كان شأنه، وتكون مفتاح العمل الكروي الجديد.
خسرنا في الموسمين الماضيين كل شيء، خسرنا مالياً وفنياً وإدارياً، والأهم خسارتنا بالأخلاق، فما يجري في الكواليس أمر معيب، ولا ينم عن غيرة على كرتنا، فالكل يغني على ليلاه، لذلك نحن مقبلون على انتخابات جديدة وعهد جديد، وكل ما نأمله أن يتم تلافي كل الأخطاء السابقة، وأن يتم دعم الخبراء الصادقين المخلصين النزيهين، وأن يُمنحوا الإمكانيات والحصانة بآن معاً، فيكفي كرتنا ما يحدث بها من غوغاء وفوضى ممنهجة، وآن لها أن تخرج من مستنقع الفساد.