هل سيمارس المجلس المركزي دوره في حل المشكلات الرياضية؟
ناصر النجار
يعقد المجلس المركزي للاتحاد الرياضي العام أولى جلساته هذا العام يوم الأربعاء المقبل، وبغضّ النظر عن جدول الأعمال وما فيه من مواد، إلا أن التساؤل المحق: هل يمارس المجلس المركزي دوره الكامل في العملية الرياضية، أم إنه صورة تقليدية لا تقدّم ولا تؤخر؟.
ولكي نفهم طبيعة العلاقة بين المكتب التنفيذي والمجلس المركزي لا بد من معرفة من هم أعضاء المجلس المركزي، الأعضاء هم: المكتب التنفيذي واللجان التنفيذية في المحافظات ورؤساء الاتحادات الرياضية الأولمبية، وهؤلاء يشكلون السواد الأعظم من المجلس.
لذلك الملاحظة الأولى أن أعضاء المجلس المركزي ينضوون تحت إمرة المكتب التنفيذي في العمل الرياضي، وبالتالي لا يستطيعون الخروج عن المألوف في الاجتماع، لأن ذلك سيكون له عواقب وخيمة، وبصريح العبارة لا أحد يقدر على انتقاد المكتب التنفيذي بأي قرار صدر أو سيصدر. لذلك فإن مهمّة المجلس المركزي بالدرجة الأولى هي شرعنة قرارات المكتب التنفيذي لتكون قانونية، وإن خالفت القانون، كعملية إقالة الإدارات سواء في الأندية أو الاتحادات الرياضية، وهذا أبسط شيء يمكن الحديث عنه، وهناك أمور أخرى أكبر وأعظم ليس مكانها هذه العجالة.
ما يدفعنا للحديث عن هذا الاجتماع هو الوضع المتردي لرياضتنا، وقد وصلت إلى الحضيض وتعاني من المشكلات والعقبات العديدة التي تحتاج حلاً، على أن تبدأ خطوات الحلّ اليوم وليس غداً.
ومن الممكن ألا نلقي باللائمة الكاملة على الاتحاد الرياضي بالعديد من العقبات، وخاصة الأمور التي تتعلق بأسعار السوق والغلاء الفاحش، لكن اللوم يأتي من باب عدم التدخل الإيجابي لمواجهة هذه الأزمات وإيجاد الحلول الموضعية للمعالجة، وإذا بقينا على هذه الشاكلة فإن الرياضة ستنتهي فعلياً، ولن نجد من يمارسها بعد الآن، وهناك لقاءات عديدة أجريناها مع عدد من رؤساء الاتحادات الرياضية الذين تحدثوا عن هجرة الكوادر الرياضية إلى المهن الخاصة والابتعاد عن الرياضة ومثلهم العديد من اللاعبين، فأحد الحكام الدوليين (مثلاً) بلعبة رياضية تحوّل إلى سائق (سوزوكي) وقال: أريد أن أطعم أولادي، فالرياضة لم تعد تطعم خبزاً!!.
في المؤتمرات الرياضية المختلفة سمعنا أنيناً من الجميع عن حاجة الجميع إلى المستلزمات الرياضية والتجهيزات غير المتوفرة، فهل صارت مهمّة الرياضي تأمين تجهيزاته الرياضية ومستلزمات التدريب؟ وكيف نطلب من الرياضيين تحقيق البطولات وهم بحاجة إلى التجهيزات البسيطة والضرورية للتدريب؟!.
هذا غيض من فيض، فهناك العديد من المشكلات والعقبات في الاتحادات الرياضية والأندية تعاني منها رياضتنا على صعيد المنشآت والاستثمار والمشاركات الداخلية والخارجية، ولا يكفي أن نقول إن نصف أنديتنا الكبيرة مفلسة والكثير من الأندية عجزت عن تأمين رواتب لاعبيها وكوادرها وموظفيها في الأشهر القليلة الماضية.
من خلال هذا الواقع الصعب والمرحلة الحرجة التي تمرّ بها رياضتنا فكل الآمال أن يمارس المجلس المركزي دوره الكامل في العملية الرياضية، وأن يجد الحلول المجدية لموضوع الاستثمار والمنشآت ويجد المنابع التي تغدق على رياضتنا المال الوفير، وتحرك القوانين التي بات بعضها بحاجة إلى تغيير أو تعديل لتواكب التطور الرياضي، ودون ذلك لن نحقّق النهوض الرياضي المطلوب.
فهل نشهد نقلة نوعية في هذا الاجتماع أم إننا سنقول: “لا تندهي ما في حدا”؟!!.