رداً على الآلة الدعائية المتوحشة.. بوتين: الغرب إمبراطورية الكذب
ترأس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعاً حكومياً لبحث سبل مواجهة العقوبات الغربية التي تفرض على روسيا والتي شملت البنك المركزي الروسي.
ووصف الرئيس الروسي في بداية الاجتماع الغرب بأنه “إمبراطورية الكذب”، وقال: دعوتكم للحديث عن القضايا المتعلقة بالاقتصاد والتمويل وبالطبع العقوبات التي يفرضها علينا ما يسمّى المجتمع الغربي.. هذه إمبراطورية الأكاذيب التي تعمل على فرض عقوبات ضد بلدنا.
من جهته أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف: إن الرئيس بوتين أوعز للحكومة بالإبقاء على جميع معدلات الفائدة في القروض الممنوحة كما هي، أي أن القروض التي منحها قبل الـ28 من شباط 2022 لن يتم تعديل معدل فائدتها.
من جهة ثانية، أعلن بيسكوف أن روسيا ستنطلق من مبدأ مصلحتها عند اتخاذ قرار بشأن الردّ على العقوبات الشخصية ضد رئيسها.
وقال بيسكوف في تصريح للصحفيين رداً على سؤال بهذا الصدد: “سيتم بناء ردود روسيا بشكل أساسي من وجهة نظر مصالحنا الخاصة وسنفعل ما هو في مصلحتنا”، مبيّناً أن “روسيا كانت تستعدّ بشكل منهجي للعقوبات المحتملة بما في ذلك العقوبات الشديدة التي تواجهها البلاد الآن”.
ولفت بيسكوف إلى أن قرار الرئيس الروسي بنقل قوات الردع إلى وضع خاص للخدمة القتالية جاء بعد تصريحات لممثلين على مستويات مختلفة حول حالات النزاع المحتملة وحتى تصادمات واشتباكات بين ناتو وروسيا الاتحادية، واصفاً تصريحات وزير الخارجية البريطاني حول اشتباكات محتملة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي بأنها “غير مقبولة”.
واعتبر “أن ما يعنيه الرئيس بوضع قوات الردع في المناوبة القتالية هو واضح ويجب أن نفهمه بهذه الصورة ولا معنى آخر ولا خلفية مزدوجة له.. إنه واضح تماماً وهو أمر شامل للقائد الأعلى”.
وفي شان آخر، أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين أن الجماعات النازية الأوكرانية تستخدم المدنيين كدروع بشرية وهذا “أمر غير مقبول وإجرامي”، موضحاً أن المهمة الرئيسة للجيش الروسي في أوكرانيا هي سلامة السكان المدنيين وهو يفعل كل شيء من أجل هذا الأمر.
ووصف بيسكوف الاتحاد الأوروبي بأنه “منظمة تتخذ موقفاً غير ودّي وإجراءات ذات طابع عدائي تجاه روسيا”.
وقال بيسكوف: من وجهة نظر روسيا يمكن أن يصبح إمداد الأراضي الأوكرانية بالأسلحة والذخيرة عاملاً بالغ الخطورة ومزعزعاً للاستقرار ولن يسهم بأي حال من الأحوال في الاستقرار في أوكرانيا أو استعادة النظام وعلى المدى الطويل يمكن أن يكون له عواقب أكثر خطورة.
وشدّد بيسكوف على أن قرار الاتحاد الأوروبي بإغلاق الأجواء أمام شركات الطيران الروسية “لن يمرّ دون ردّ وستسترشد روسيا في ذلك بمبدأ المعاملة بالمثل وبمصالحها الخاصة”.
مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أكد من جهته أن الجيش الروسي لا يستهدف المدنيين ولا البنى التحتية في أوكرانيا كما تشيع الآلة الدعائية الغربية، موضحاً أن سكان أوكرانيا مهدّدون بسبب توزيع السلطات المتطرفة فيها للأسلحة بشكل عشوائي على المجرمين واللصوص الذين تم الإفراج عنهم من السجون عمداً.
وأوضح نيبينزيا في كلمة خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم: إن القوميين المتطرفين يضعون المدفعية الثقيلة في الأماكن السكنية ويستخدمون الدفاعات الجوية من بين المباني، مؤكداً أن الجيش الروسي لا يستهدف المستشفيات والمدارس ولا يهدّد حياة المدنيين لأن التهديد الحقيقي الذي يواجههم يأتي من قيام هؤلاء المتطرفين القوميين بأخذ السكان رهائن يختبئون وراءهم ويستخدمونهم دروعاً بشرية.
ولفت نيبينزيا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي خبيرة بنشر مثل تلك الأخبار الملفقة وغير الحقيقية حيث يتم تداول آلاف منها.
وبيّن نيبينزيا أن الأزمة لم تبدأ عند بدء العملية العسكرية الروسية وإنما منذ 8 سنوات، وذلك عندما لم يلتفت الغرب لهواجس روسيا الأمنية ولم يحاول تسوية الوضع في أوكرانيا داخل مجلس الأمن، مؤكداً أن محاولة تجاوز موقف روسيا وتجاهله تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة.
من جهته، اعتبر رئيس لجنة التشريع الدستوري بمجلس الاتحاد الروسي أندريه كليشاس، أن العقوبات المفروضة على روسيا ستؤدّي إلى عواقب وخيمة على الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
وقال كليشاس وفقاً لوكالة نوفوستي: “سياسة العقوبات التي ينتهجها الغرب مدمّرة للأنظمة القانونية في أوروبا والدول الأنجلوساكسونية”، مشيراً إلى أن الغرب سيدرك في القريب العاجل العواقب الوخيمة لهذه التصرفات على دوله.
وشدّد كليشاس على أنه يجب على الجميع اليوم أن يدركوا أنه لا توجد ضمانات لحقوق الملكية وحماية رأس المال والاستثمارات في أوروبا ولا في الولايات المتحدة.
وكانت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أعلنت في وقت سابق اليوم، أن العقوبات المفروضة على روسيا بسبب عمليتها العسكرية في أوكرانيا ستكون لها تكلفة على أوروبا نفسها.
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت أوروبا ستدفع ثمن العقوبات ضد روسيا، قالت فون دير لاين في مقابلة مع تلفزيون “يورونيوز: “نعم نحن نعلم أن كل حرب لها ثمن”، مشيرة إلى أن أوروبا ستواصل دعم أوكرانيا.
ولفتت أورسولا فون دير لاين إلى أن الاتحاد الأوروبي يريد أن يرى أوكرانيا جزءاً من الكتلة الأوروبية، لكن في الوقت نفسه من المهم أن توافق كييف على محادثات السلام مع روسيا.
وفرضت الدول الغربية خلال الأيام الماضية حزمة عقوبات اقتصادية على روسيا ردّاً على شنّ موسكو عملية عسكرية خاصة في أوكرانيا لحماية سكان جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك الشعبيتين.
وفي سياق متصل بالعقوبات، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول وفد روسيا برئاسة وزير الخارجية سيرغي لافروف إلى اجتماع مجلس حقوق الإنسان في جنيف.
ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا قولها في تصريح: إن “الأمم المتحدة لا تستطيع ضمان وصول الوفد الروسي برئاسة وزير الخارجية إلى اجتماع لجنة نزع السلاح ومجلس حقوق الإنسان في جنيف”، مشيرة إلى أن الأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش ملزمان بضمان وصول الوفد إلى مقر الأمم المتحدة ومكتبها في جنيف.
وأضافت زاخاروفا: إن الاتحاد الأوروبي يطلب تقديم وثائق بشأن الرحلة بسبب إغلاق الدول الأوروبية مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية.
إلى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الروسية اليوم سفيرة كندا لدى موسكو أليسون لوكلير وأعربت لها عن احتجاجها الشديد بسبب الأعمال العدائية التي وقعت قرب السفارة الروسية في أوتاوا.
وقالت الخارجية الروسية في بيان لها اليوم: “تم استدعاء السفيرة الكندية لدى روسيا إلى وزارة الخارجية حيث تم تقديم احتجاج شديد اللهجة على الأعمال العدائية التي قامت بها عناصر معادية بالقرب من السفارة الروسية في أوتاوا وكذلك القنصلية الروسية العامة في كل من مونتريال وتورونتو”.
وطالبت الخارجية الروسية كندا باتخاذ خطوات فورية وشاملة لضمان أمن السفارة الروسية في أوتاوا، محذرة من احتمال إجراءات جوابية روسية في حال تقاعس السلطات الكندية عن حماية السفارة الروسية وموظفيها.
وفي ردّ أوّلي على العقوبات الغربية، أغلقت روسيا مجالها الجوي أمام 36 دولة اتخذت إجراء مماثلاً بحق الطيران الروسي.
وقالت وكالة النقل الجوي الروسية في بيان اليوم: “وفقاً لقواعد القانون الدولي وكردّ على الحظر الذي فرضته الدول الأوروبية على تشغيل رحلات الطائرات المدنية لشركات النقل الجوي الروسية تم فرض قيود على تشغيل الرحلات الجوية من شركات النقل الجوي في 36 دولة”.
ولفت البيان إلى أن القيود الروسية تشمل شركات النقل الجوي في كل من النمسا وألبانيا وبلجيكا وبلغاريا وجزر فيرجن البريطانية وبريطانيا وهنغاريا وألمانيا وجبل طارق واليونان والدنمارك وايرلندا وايسلندا وإسبانيا وإيطاليا وكندا وقبرص ولاتفيا وليتوانيا ولوكسمبورغ ومالطا وهولندا والنرويج وبولندا والبرتغال ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وفنلندا وفرنسا وكرواتيا والتشيك والسويد وإستونيا، موضحاً أنه يمكن إجراء الرحلات الجوية من هذه البلدان بتصريح خاص صادر عن وكالة النقل الجوي أو وزارة الخارجية الروسية.
أمنياً، حذر الأمن الروسي من أن الاستخبارات الأوكرانية تنشط على الأراضي الروسية لتجنيد رعاياها والعمل ضد روسيا.
ووفقاً لوكالة نوفوستي أفاد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بأن أعداداً متزايدة من المواطنين الأوكرانيين يبلغون عن محاولات من الاستخبارات الأوكرانية لتجنيد الرعايا الأوكرانيين في روسيا.
وأوضح جهاز الأمن الاتحادي الروسي في العاصمة موسكو أن هذه المحاولات تحاول استخدام الأوكرانيين في عمليات تجسس وتخريب داخل روسيا. ودعا الأمن الفيدرالي الروسي إلى الإبلاغ عن الاتصالات بالأشخاص الذين يمكن أن تستخدمهم الاستخبارات الأوكرانية للقيام بأنشطة ضد أمن البلاد.