شويغو: العملية العسكرية في دونباس مستمرة حتى تحقيق أهدافها
أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن الجيش الروسي سيواصل العملية العسكرية الخاصة في دونباس حتى تحقيق أهدافها، مؤكداً أن المهمة الرئيسة تتمثل في حماية روسيا من تهديد عسكري خارجي من الغرب.
وقال شويغو في مؤتمر عبر الهاتف اليوم: “سيواصل تجمّع القوات المسلحة لروسيا الاتحادية إجراء العملية العسكرية الخاصة حتى تتحقق الأهداف المحددة”، موضحاً أنه “يتم تنفيذ العملية من أجل حماية سكان دونباس ونزع سلاح أوكرانيا”.
وأضاف الوزير: “الشيء الرئيس بالنسبة لنا هو حماية روسيا من التهديد العسكري الذي تشكله الدول الغربية والتي تحاول استخدام الشعب الأوكراني في القتال ضد بلادنا”.
وشدّد شويغو على أن الجيش الروسي “لا يحتل الأراضي الأوكرانية بل يتخذ كل الإجراءات للحفاظ على أرواح المدنيين وسلامتهم”، مشيراً إلى أن “الضربات تنفذ فقط على أهداف عسكرية وبصورة حصرية بأسلحة عالية الدقة”.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات المسلحة الروسية دمّرت حتى الآن ما مجموعه 1325 هدفاً من منشآت البنية التحتية العسكرية الأوكرانية.
وأوضحت الوزارة في بيان جديد لها اليوم أن المنشآت الأوكرانية العسكرية المدمّرة تشمل 395 دبابة ومركبة قتالية مصفحة أخرى و59 راجمة صواريخ و179 قطعة من المدفعية الميدانية وقذائف الهاون التابعة للجيش الأوكراني.
وأضاف البيان: إن الجيش الروسي استهدف اليوم مطارين وثلاثة مواقع رادار للدفاع الجوي الأوكراني بأسلحة عالية الدقة.
وأشار بيان الوزارة إلى أنه منذ بداية العملية تقدّمت قوات جمهورية لوغانسك الشعبية إلى عمق يصل إلى 61 كيلومتراً وتقدّمت قوات جمهورية دونيتسك 19 كيلومتراً خلال اليوم الماضي بدعم القوات الروسية.
ولفتت الوزارة إلى أن وصول الوحدات الأوكرانية إلى شواطئ بحر آزوف بات مقطوعاً بشكل كامل، موضحة أن مفارز أمامية لقوات جمهورية دونيتسك الشعبية وصلت إلى حدود مقاطعة دونيتسك حيث التقت القوات الروسية التي سيطرت على مناطق على طول شاطئ البحر.
من جهة ثانية، أعلنت الوزارة عزمها توجيه ضربات بأسلحة فائقة الدقة للمنشآت التكنولوجية التابعة للأمن الأوكراني بهدف اعتراض الهجمات الإعلامية ضد روسيا.
وجاء في بيان نشرته اليوم أنه “منذ بدء العملية العسكرية الخاصة ازدادت الهجمات الإعلامية على مؤسسات الدولة الروسية أضعافاً، ومن بينها تهديدات بالقتل ترسل عبر الهاتف إلى مواطنين روس وبلاغات هاتفية عن تفخيخ مدارس ورياض أطفال ومحطات قطار وغيرها من منشآت المرافق العامة”.
وتابع البيان: إن “الهجمات الإعلامية تنفذ من المركز الـ72 الرئيسي الخاص بالعمليات الإعلامية النفسية التابع للقوات المسلحة الأوكرانية بالتعاون مع فرق العمليات السيبرانية في هيئة الأمن الأوكرانية باستخدام البرمجيات والمعدات الحاسوبية ومنشآت الاتصالات في العاصمة الأوكرانية كييف”.
واختتم البيان بتوجيه دعوة إلى المواطنين الأوكرانيين الذين يوظفهم القوميون الأوكرانيون لتنفيذ استفزازات ضد روسيا، وكذلك مواطني كييف الساكنين بالقرب من مراكز البث المذكورة لمغادرة منازلهم.
وفي الأثناء، أعلنت جمهورية دونيتسك الشعبية أن جهاز الأمن الأوكراني يُعدّ لاستفزازات مسلحة في مدينة ماريوبول بالتعاون مع القوميين المتطرفين وإلقاء اللوم على روسيا.
ونقلت وكالة تاس عن المتحدث باسم القوات الشعبية للجمهورية إدوارد باسورين قوله عبر قناة التلغرام التابعة للقوات: “إن وحدات من القوميين المتطرفين يعدّون بتوجيه من الأمن الأوكراني حالياً لاستفزازات مسلحة تستهدف المواطنين غير المقاتلين في مدينة ماريوبول وكذلك وحدات الجيش الروسي”.
وأوضحت قوات دونيتسك أن الأمن الأوكراني والقوميين يخططون لقصف المنازل السكنية والمدنيين في المدينة تحت ستار “الوحدات الروسية المشاركة في العملية العسكرية الخاصة في أراضي أوكرانيا”.
من جهة ثانية، كشف باسورين أن موظفي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا سلّموا القوات الأوكرانية إحداثيات الأهداف العسكرية في دونباس، قائلاً في تصريح للوكالة ذاتها: “وقعت في أيدينا وثائق تتضمّن إحداثيات الأهداف العسكرية وتتعلق بمنشآت ومواقع على أراضي جمهوريتنا”، ومضيفاً: “إن الجانب الأوكراني حصل على نصف هذه الإحداثيات تقريباً من ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا وهو أمر مذكور في هذه الوثائق بشكل صريح”.
وأشار باسورين إلى أن الجانب الأوكراني يستخدم هذه المعلومات في الأراضي التي تشهد القتال حالياً.
ولفت باسورين إلى أن الجيش الروسي وبالتعاون مع قوات دونيتسك قام بتنظيم ممرين إنسانيين لمغادرة سكان ماريوبول، مبيّناً أنه يمكن استخدام الممرين لمغادرة المدينة حتى يوم غدٍ.
وكان ممثلو منظمة الأمن والتعاون في أوروبا غادروا مكاتبهم في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين متجهين إلى روسيا.
وفي سياق التحريض الغربي المستمر على تصعيد الحرب وتأجيج الوضع في أوكرانيا، أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو عن نية بلاده تزويد السلطات الأوكرانية بأسلحة مضادة للدبابات وذخيرة مطوّرة.
ونقلت وكالة رويترز عن ترودو تأكيده أمس في تصريح للصحفيين، أن حكومته ستواصل تقديم الدعم لأوكرانيا (في مواجهة الجيش الروسي)، كما أعلن عزمه حظر جميع واردات النفط الخام من روسيا.
وقالت وزيرة الدفاع أنيتا أناند: “سنقدّم المزيد من الدعم الفتاك لأوكرانيا وسنرسل مئة من أنظمة الأسلحة المضادة للدبابات من طراز (كارل غوستاف) وألفي صاروخ وسنعمل على إيصالها في أسرع وقت ممكن”.
وأرسلت كندا من قبل أسلحة ودعماً إلى أوكرانيا، كما دعمت عقوبات غربية على موسكو بينها حظر روسيا عن نظام سويفت للمدفوعات المصرفية الدولية.
وفي استراليا أعلن رئيس الوزراء سكوت موريسون للصحفيين أن بلاده خصّصت 70 مليون دولار أسترالي لتمويل توفير أسلحة فتاكة لأوكرانيا، مضيفاً:”نحن نتحدث عن الصواريخ والذخيرة.. وسندعم كييف بالشراكة مع حلف شمال الأطلسي”، موضحاً أنه سيتم تسليم الأسلحة بسرعة لكنه لم يكشف عن كيفية تسليمها.
وتواصل الدول الغربية تصعيد الأوضاع العسكرية في أوكرانيا مع إعلان عدد منها عن تقديم أسلحة لأوكرانيا وذلك على خلفية العملية العسكرية الروسية الخاصة، بينما وافق الاتحاد الأوروبي على تزويد النظام في كييف بدفعات جديدة من الأسلحة، في حين أعلن مع عدد من الدول الأخرى خارج التكتل إضافة إلى كندا إغلاق مجالهم الجوي أمام الطائرات الروسية.