إياب الدوري الكروي الممتاز يبدأ وسط صخب الاتهامات وردود الأفعال
ناصر النجار
ضمن الأجواء الضبابية التي تسيطر على كرتنا، مع تبادل الاتهامات وردود الأفعال من أطراف عدة، ينطلق إياب الدوري الكروي الممتاز يوم الخميس المقبل بمباراة واحدة، على أن تقام بقية المباريات يوم الجمعة.
ويخشى بعض المراقبين أن تنعكس التصريحات النارية لرئيس اللجنة المؤقتة سلباً على ساحة المباريات من خلال ردود الأفعال التي يمكن أن يكون لها نصيب في الملاعب من أجل تفشيل اللجنة المؤقتة وهي تعيش مرحلة صعبة من زمن كرتنا الأسوأ الذي نعاني فيه على الصعيدين المحلي والخارجي.
لا شك أن الحلول المثلى أن تقود اللجنة المؤقتة إياب الدوري بصلابة، وأن تبسط نفوذها بقوة القانون على الدوري من خلال التعامل الحازم والعادل مع كل حالات الشطط التي من الممكن أن تحدث، ونتمنى ألا نجد في ملاعبنا ما يسيء إلى قدسية الرياضة وأخلاقها.
وبعيداً عن ردود الأفعال فإن الحالة العامة للدوري لا تطمئن مع اشتداد المنافسة على مواقع الصدارة، وعلى مواقع الهبوط، والمشكلة في الإياب أنه لا مكان في الوسط، ولا فرصة أخرى للتعويض، لذلك ستهب الفرق منذ صافرة البداية للبحث عن موطئ قدم دافئ على جدول الدوري، ومثل ذلك المتنافسان الوثبة وتشرين اللذان يتصارعان على القمة، بينما سيعتبر الجيش البعيد عن المنافسة هذا الموسم المباريات عبارة عن مرحلة استعداد جدي لمباراته المرتقبة في بطولة دوري أبطال آسيا التي ستقام منتصف الشهر الجاري مع التعاون السعودي، ولا شك أن الوحدة الذي يحتل موقعاً لا يحسد عليه من المفترض أن يستغل هذا الموسم في البناء والتفكير بالمستقبل وهو يلعب على المرتاح دون ضغوط.
جدول مباريات الدوري يفرض على الأندية التعامل معها باستنفار وجدية كاملة، وأي تهاون ستدفع الأندية ثمنه غالياً من نقاطها، فالجدول سيكون مضغوطاً بمراحله، ومزدحماً بمبارياته، وستلعب الفرق بواقع مباراة كل أربعة أيام من أجل إتمام الدوري في موعده، حسب النظام الدولي، وحسب مقترح الفيفا الذي فرض نهاية الموسم في 15 أيار المقبل، وهذا الضغط سيكون له أثر على الفرق غير الجاهزة بدنياً، وهنا يأتي دور المعد البدني والمعالجين في كل فريق لتهيئة اللاعبين لمثل هذا الضغط الذي لم يعتادوا عليه في الأشهر السابقة وعاشوا فيها برخاء ودلال، وهذا الأمر يفرض على اللاعبين أن يتعاملوا بجدية تامة في المباريات، وأن يتجنبوا الإصابات والبطاقات قدر الإمكان حتى لا يكلّفوا فرقهم أعباء الغياب غير المتوقع، وبالنظر للفرق بشكل عام فإن النجاح ببرنامج الضغط سيكون حليف الفريق الذي يملك صفاً احتياطياً قوياً قادراً على تعويض غياب الأساسيين، وستكون فرصة للبديل ليثبت أهليته بتمثيل فريقه أفضل تمثيل.
الضغوط بلا شك ستؤثر على كل مفاصل اللعبة وليس على الفرق وحدها، ومنها الحكام الذين مازالوا في قفص الاتهام وقد نالوا نصيبهم من النقد في المباريات الأخيرة من دور الـ 16 بكأس الجمهورية، لذلك نأمل من لجنة الحكام أن تكون طرفاً في نجاح المباريات، وأن تعمل لتعيين الحكم المناسب للمباراة المناسبة، والكلام نفسه موجّه إلى الحكام والمراقبين ليكونوا طرفاً في نجاح المباريات من خلال التحضير الجيد، وتطبيق القانون على الجميع، والتعامل مع كل الفرق بحيادية تامة بعيداً عن المؤثرات والضغوط الخارجية.
وإذا تعاملت اللجنة المؤقتة مع كل تفاصيل الدوري بجد وصرامة، واجتهدت لجنة الحكام في الدوري بتعيين الحكم الأفضل للمباريات، وتعامل الحكام مع المباريات بروح المسؤولية الكاملة، فإننا سنشهد مباريات نزيهة وجميلة خالية من القيل والقال، ونظيفة من الشغب والشطط الذي نكرهه في ملاعبنا.