بايدن يواجه “بلداً متشائماً” عشية خطاب “حالة الاتحاد”
يلقي الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم خطاب “حالة الاتحاد” أمام “بلد متشائم للغاية” كما أوردت صحيفة واشنطن بوست، وأردفت الصحيفة، أن الأمريكيين يشعرون بقلق متزايد إزاء اقتصاد بلادهم الذي يتدهور تحت مرأى رئيسهم ومعظمهم يعارضون طريقة إدارة الأخير لعدد من القضايا المهمة. هذا القلق أدى، بالضرورة، إلى تراجع شعبية بايدن ومن خلفه حزبه الديمقراطي.
ويعتبر هذا أول خطاب لبايدن عن “حالة الاتحاد”، وهو خطاب سياسي تقليدي سنوي للرؤساء أمام الكونغرس. وكان يفترض أن يلقيه بايدن في كانون الثاني أو شباط إلا أنه تأجل بسبب انتشار متحور “أوميكرون”.
وجرياً على عادة الرؤساء الأمريكيين، سيستغل بايدن، عملية الجيش الروسي الخاصة لحماية دونباس ونزع السلاح من أوكرانيا، لصرف نظر الشعب الأمريكي عن سياساته الداخلية ورفع الشعبية المتراجعة لحزبه الديمقراطي، وتقول صحيفة، نيويورك تايمز، في هذا الصدد، أن الخطاب في الأصل كان يفترض أن يركز بشكل أساسي على أجندة الرئيس الداخلية والترويج لمشاريع اجتماعية، يعول عليها بايدن لرفع شعبيته، ويصفها بالطموحة، لكن العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا فرضت نفسها.
وبالعودة إلى ما يتوقع أن يتضمنه الخطاب، قال مسؤولون في الإدارة، إن بايدن سيشيد بإنجازات الإدارة في تعزيز قوة الاقتصاد الأميركي وخلق استجابة عالمية موحدة للعملية العسكرية الروسية، وإن القضيتين الرئيسيتين اللتين سيركز عليهما هما الاقتصاد وجائحة كورونا.
ومن المتوقع أن يشير بايدن إلى استمرار التعافي من الركود الناجم عن الوباء الذي تسبب في فقدان الملايين لوظائفهم. وأن يسلط الضوء على انخفاض معدل البطالة وزيادة النمو في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، وإضافة أكثر من ستة ملايين وظيفة منذ توليه منصبه العام الماضي.
لكن هذه الصورة المتفائلة تأتي وسط قلق متزايد بين الأميركيين من التضخم الذي وصل إلى مستويات لم تشهدها البلاد منذ عقود، وهو ما أدى إلى تراجع في شعبية بايدن قبل أشهر من انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، مما زاد مخاوف الديمقراطيين من فقدان هيمنتهم على مجلسيه.
ومن المتوقع أن يدعو بايدن الكونغرس إلى تبني خطته الاجتماعية التي أسماها “البناء مجدداً على نحو أفضل” وهي مشروع ضخم للاستثمارات الاجتماعية والبيئية يفترض أن تؤمن الرعاية لجميع الأطفال الأميركيين والمسنين وتساعد البلاد في مواجهة تغير المناخ والمنافسة مع الصين.
وقال المسؤولون في الإدارة، نقلاً عن نيويورك تايمز، إن الرئيس سيدافع عن الخطة بالقول إن إقرار التشريع سيكون فاعلاً في محاربة التضخم. ومن المتوقع أيضا أن يدعو المشرعين إلى التصديق على مرشحيه لعضوية مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي أشار إلى أنه سيتخذ قريباً خطوات للحد من التضخم.
وقال مسؤولون إن بايدن سيعرض خطوات جديدة لمواجهة الزيادات في الأسعار الناجمة عن قلة المنافسة، من بينها مكافحة الاحتكار في شركات الشحن وفرضها رسوماً غير عادلة، والدعوة لتمرير تشريع يزيد من إشراف اللجنة البحرية الفيدرالية على صناعة الشحن.
واستبعدت، نيويورك تايمز، أن يكشف بايدن النقاب عن استراتيجية تعدها الإدارة للتعامل مع المرحلة الجديدة من الوباء، لكنه سيتحدث عن تحسن الوضع الوبائي مع الإشارة إلى عدم انتهاء الأزمة بعد.
وقال مسؤول في البيت الأبيض، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إنه سيشير إلى إحراز “تقدم هائل” على مدار الـ13 شهراً الماضية، وسيذكر الأميركيين بتوافر اللقاحات والعلاجات.
ويؤكد مسؤول في البيت الأبيض أن الإدارة لن تُقدم على، ارتكاب خطأ، العام الماضي بإعلان التحرر من كورونا قبل أن تزداد الحالات مرة أخرى بظهور متحورات جديدة، لكنه سيقول في الخطاب إن الفيروس لا يمكن التنبؤ به، وإن إدارته تتخذ خطوات للتعامل مع أي متحورات مستقبلية.
وكانت، صحيفة واشنطن بوست وبمشاركة شبكة “أيه بي سي” الإخبارية، قد نشرت استطلاع رأي، وأشارت الصحيفة إلى حالة من القلق في الولايات المتحدة إزاء تداعيات العقوبات التي فرضتها واشنطن على روسيا بذريعة ازمة أوكرانيا، وما يمكن أن يسفر عنها من ارتفاع في أسعار النفط في الوقت الذي تعاني فيه الولايات المتحدة من التضخم.
الاستطلاع الجديد وجد أن 86 بالمئة من الجمهوريين الذين أدلوا بآرائهم يعارضون بشدة أداء بايدن، كما أن نظرة أغلب الأمريكيين المستقلين لسياساته سلبية بنسبة 61 بالمئة.
أما في ما يتعلق بإجابة المستطلعة آراؤهم عن سؤال حول ما إذا كانوا يفضلون أن يكون الكونغرس المقبل في يد الجمهوريين أم الديمقراطيين، فإن 50 بالمئة من الأمريكيين أكدوا أنهم يفضلون الجمهوريين في انقلاب واضح بالآراء مقارنة بالعام الماضي.
تداعيات أخرى يواجهها بايدن في الأجزاء المتبقية من أجندته الداخلية، والتي توقفت على مدار أشهر، فبحسب الاستطلاع 58 بالمئة من الأمريكيين يعارضون طريقة تعامله مع الاقتصاد، و50 بالمئة منهم يعارضون أداءه فيما يتعلق بمعالجة ازمة فيروس كورونا.