من افتعل الفوضى في أوكرانيا؟
عناية ناصر
اختلقت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) الأزمة في أوكرانيا، بسبب رفضهما المطالب المحقّة لروسيا التي تقدّمت بها في 21 كانون الأول 2021، وكان أبرزها أن تكون أوكرانيا محايدة، وأن تلتزم بعدم الانضمام إلى الناتو.
وقد رفض الرئيس الأوكراني زيلينسكي اتفاقية “مينسك”، التي كانت الصيغة الوحيدة لحلّ المأزق، حيث تنصّ الاتفاقية أن على الحكومة الأوكرانية التفاوض مع جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك الشعبيتين فيما يتعلّق باستعادة استقلالهما الذاتي السابق، وكذلك الحقوق اللغوية والثقافية، قبل الانقلاب الأوكراني في عام 2014. وتركت هذه الإخفاقات الناطقين بالروسية في دونباس يعانون وحدهم من الهجوم العسكري المتزايد من قبل الحكومة الأوكرانية، المليئة بالأحزاب النازية الجديدة، المحرّضة بالأسلحة والأموال الغربية.
لذلك، فإن كل ما سبق هو نتيجة ثلاثة عقود من نكوص الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عن تعهدهما في أوائل التسعينيات لـ غورباتشوف، آخر رئيس سوفييتي، بأن الناتو لن يتوسّع “بوصة واحدة شرقاً”.
ومع ذلك، وبدلاً من حلّ نفسه، خلال الثلاثين عاماً الماضية -تمّ إنشاؤه لحماية دول شمال الأطلسي من الخطر المزعوم للشيوعية- قام الناتو بالتوسّع لمسافة 800 كيلومتر إلى الشرق، واعترف بأربع عشرة دولة انفصلت عن الاتحاد السوفييتي السابق، أو كانت أعضاء سابقين في حلف وارسو. وتمركزت القوات العسكرية والبحرية الغربية -بما فيها الكندية- في الدول الأعضاء الجديدة هذه، وقام الناتو بتركيب أنظمة صواريخ وأجرى تدريبات مكثفة بالقرب من الحدود الروسية. ومن الواضح أن خطة الولايات المتحدة كانت لمصلحة تحالفها العسكري العدواني، الناتو، كي يتوسّع حتى يصل إلى كلّ حدود روسيا، بهدف تقطيع أوصالها بشكل أكبر وتعزيز هيمنة الولايات المتحدة على القارة الأوروبية بأكملها.
واعتقد المجلس العسكري الأوكراني أنه من خلال الانقلاب الذي جرى في كييف عام 2014، بتحريض من الولايات المتحدة، يمكنه فرض إرادته على منطقة دونباس، لكن روسيا ورغبة منها في حماية سكان منطقة دونباس، قرّرت الاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوهانسك.
لقد تسبّبت حكومة ترودو الكندية بأضرار من خلال دعمها انقلاب عام 2014 وتسليح وتمويل المجلس العسكري، ناهيك عن اتخاذ تدابير اقتصادية قسرية ضد روسيا لسنوات عديدة، لذلك يجب على الحكومة الكندية الاهتمام بشؤونها الخاصة والخروج من أوكرانيا، والانسحاب من عصابة اللصوص المعروفة باسم الناتو، وإنهاء كلّ مشاركتها في مغامرات عسكرية استفزازية في أوكرانيا ولاتفيا ورومانيا والبحر الأسود. بالإضافة إلى ذلك، يجب على حكومة ترودو إعادة توجيه 350 مليار دولار كندي، المقترحة لشراء الطائرات المقاتلة الجديدة المستوحاة من الناتو، والسفن الحربية، والطائرات بدون طيار، نحو البرامج الاجتماعية والأسلحة الدفاعية، كما يجب عليها التوقيع والتصديق على معاهدة حظر الأسلحة النووية، والامتناع عن قبول أي شخص مرتبط بكتيبة “آزوف” النازية الجديدة في أوكرانيا بصفة لاجئين.