بكين: لا يمكن ضمان الأمن في منطقة واحدة عبر توسيع الكتل العسكرية
أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن أمن أي دولة لا يمكن أن يكون على حساب أمن الدول الأخرى كما أنه لا يمكن ضمان الأمن في منطقة واحدة عبر توسيع الكتل العسكرية داعياً إلى احترام الشواغل الأمنية لجميع البلدان.
وقال وانغ خلال اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا نقلته وكالة شينخوا “إن موقف الصين الأساسي بشأن القضية الأوكرانية مفتوح وشفاف ومتسق” مشيراً إلى أن الصين تؤيد دائماً احترام سيادة ووحدة وسلامة أراضي جميع الدول.
وجدد الوزير الصيني دعوة بلاده للمجتمع الدولي لإيجاد حل للأزمة الأوكرانية من خلال المفاوضات وقال “إن الصين تدعم جميع الجهود الدولية البناءة التي تفضي إلى تسوية سياسية للأزمة”.
وحث وانغ أوكرانيا على تحمل مسؤوليتها لضمان حماية المدنيين عموماً وسلامة المواطنين الصينيين فيها وقال: “الحكومة الصينية تولي أهمية كبيرة لسلامة المواطنين الصينيين في أوكرانيا وإن عملية إجلاء الصينيين المغتربين والطلاب من أوكرانيا جارية”.
إلى ذلك شدد وزير الخارجية الصيني خلال اتصالات هاتفية بشأن الوضع في أوكرانيا مع كل من وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل وإيمانويل بون المستشار الدبلوماسي للرئيس الفرنسي على موقف الصين المؤيد لمفهوم الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام ولاحترام وحماية سيادة ووحدة وسلامة أراضي جميع الدول والالتزام الجاد بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة.
وقال وانغ إنه عقب الجولات الخمس المتتالية من توسع حلف “الناتو” شرقاً يتعين أخذ مطالب روسيا المشروعة بشأن الأمن بجدية وحلها بطريقة مناسبة.
وجدد وانغ تأكيد الصين على أن أمن أي بلد لا يمكن أن يأتي على حساب الإضرار بأمن الآخرين ولا يمكن ضمان الأمن الإقليمي من خلال تعزيز أو حتى توسيع الكتل العسكرية وإنه ينبغي احترام الشواغل الأمنية المعقولة لجميع البلدان كما ينبغي التخلي تماما عن عقلية الحرب الباردة.
ودعا الوزير الصيني جميع الأطراف إلى ضبط النفس اللازم للحيلولة دون تدهور الوضع في أوكرانيا أو حتى خروجه عن نطاق السيطرة وينبغي حماية سلامة أرواح المواطنين وممتلكاتهم بشكل فعال كما ينبغي على وجه الخصوص الحيلولة دون حدوث أزمات إنسانية واسعة النطاق.
وعبر وانغ عن دعم الصين وتشجيعها جميع الجهود الدبلوماسية التي تؤدي إلى التسوية السلمية للأزمة الأوكرانية وترحيبها بإجراء المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
وقال وانغ إن قضية أوكرانيا تطورت في سياق تاريخي معقد وينبغي أن تكون أوكرانيا جسرا للتواصل بين الشرق والغرب وليست خطا للمواجهة بين الدول الكبرى مؤكداً أن الصين تدعم أوروبا وروسيا في جهودهما الرامية إلى إجراء حوار على قدم المساواة بشأن قضية الأمن الأوروبي، والتمسك بمفهوم الأمن غير القابل للتجزئة وتشكيل آلية أمنية أوروبية متوازنة وفعالة ومستدامة في نهاية المطاف.
وعبر وزير الخارجية الصيني عن إيمان بلاده بأن مجلس الأمن الدولي ينبغي أن يلعب دوراً بناء في حل القضية الأوكرانية وأنه يجب وضع السلام والاستقرار الإقليميين وكذلك أمن جميع البلدان في المقام الأول كما ينبغي أن تؤدي الإجراءات التي يتخذها مجلس الأمن إلى تخفيف التوتر بدلاً من تأجيجه وأن تساعد في دفع تسوية القضية من خلال الوسائل الدبلوماسية بدلاً من زيادة تصعيد الوضع.
وأشار إلى معارضة الصين الاستشهاد عن عمد بالفصل السابع في قرارات مجلس الأمن للسماح باستخدام القوة والعقوبات وقال إن الصين بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن ودولة رئيسية مسؤولة كانت دائماً تفي بأمانة بالتزاماتها الدولية وتلعب دوراً بناء في حماية السلام والاستقرار العالميين.
وذكر وانغ أنه عندما يتعلق الأمر بمسألة السلام والأمن فإن الصين دولة رئيسية تتمتع بأفضل سجل مضيفاً إن الصين لم تغز قط دولا أخرى، ولم تشن حروبا بالوكالة ولم تسع إلى مناطق نفوذ ولم تنخرط في أي مواجهة بين كتل عسكرية وان الصين تتمسك بطريق السلام والتنمية وتلتزم ببناء مجتمع مشترك للبشرية.
وأكد الوزير الصيني مواصلة بلاده رفضها الراسخ لجميع أشكال الهيمنة والقوى القوية وستدافع بحزم عن الحقوق والمصالح المشروعة والقانونية للدول النامية خاصة الدول صغيرة ومتوسطة الحجم.