يحتفظ بـ 1000 كاسيت توثق حياة سكان غابات بارغواي
يحوي صندوق من الورق المقوى في منزل ماتيو سوبودي تشكوينو، في البارغواي، مئات من علب الكاسيت البلاستيكية التي تسجل ذكريات شعب الأيوريو من سكان الغابات الأصليين على امتداد أربعة عقود، وكان الرجل قد شرع في تسجيل ذكريات الأجداد بهدف الحفاظ جزئياً على ثقافة سريعة الزوال، بأمل أن يسعفه في ذلك تحول مشروعه أخيراً إلى فيلم وثائقي بعنوان “لا شيء سوى الشمس”، والذي حاز على عدد من الجوائز.
ونقلت صحيفة “غارديان” البريطانية عن تشكوينو قوله: “هنا في منزلي لدي أكثر من ألف شريط كاسيت لتاريخ وأغنيات شعب الأيوريو”، وهو يحتفظ بها جنبا الى جنب مع جهاز التسجيل الخاص به في كوخه الخشبي في كامبو لورو في الباراغواي.
وكان الرجل قد بدأ في تجميع مقابلاته مع شعب الأيوريو من الصيادين وجامعي الثمار في غابة تشاكو في عام 1979، بعد رؤيته المبشرين يستخدمون مسجلات أشرطة لتوثيق تجاربهم.
ويعرف عن الأيوريو أنهم كانوا ضحايا المبشرين في أربعينيات القرن الماضي الذين سعوا لنقلهم إلى مستوطنات مثل كامبو لورو، وبدءاً من الثمانينات، تم تجريف وحرق حوالي خمس غابة تشاكو، وقد بات عدد سكان الأيوريو اليوم حوالي 5 الاف، مع وجود عشرات المجموعات العائلية الصغيرة لا تزال تعيش في الغابة.
وقال تشيكوينو الذي خرج من الغابة عندما كان طفلاً ومات والديه بعد ذلك بوقت قصير: “أنا رجل عجوز الآن، ولا اعرف عدد السنوات التي سأعيشها. سيبقى العمل الذي أقوم به لأحفادنا وأطفالنا”.
وأخرج الفيلم الذي تم تصويره عن مشروع هذا الرجل، فهو أرامي أولون، وفاز بالعديد من الجوائز بما في ذلك أفضل فيلم وثائقي طويل في المهرجان الكندي “لوننبورغ دوك” وجائزة الأفلام الوثائقية اللاتينية “سينلاتينو رنكونتر دي تولوز” كما تم ترشيحه لجائزة “أي دي إيه” للأفلام الوثائقية المرموقة. وتم تقديمه ضمن أفلام البارغواي لجوائز الاوسكار لهذا العام على الرغم من انه لم يصل القائمة، كما تم إعلانه من قبل مجلس بارغواي باعتباره ذات أهمية ثقافية وتعليمية وتاريخية.
ويتطرق إلى موضوعات حيوية عن الأجداد، مثل كيفية احتواء جذور نبتة “التشيكوي” على الماء، وهي هبة من السماء في فترة الجفاف، والتي غالبا ما يتعذر الوصول إليها خلف الاسلاك الشائكة للممتلكات الخاصة.
ووفقاً لـ “غارديان” يتم حالياً رقمنة تلك التسجيلات من قبل المنظمة الحفاظ على التراث اينيشياتفا امولوكودي، حيث من الموضوعات المتكررة في التسجيلات كيف تم خداع عائلات الأيوريو او إجبارهم على مغادرة الغابة، كما يمكن الاستماع الى ذكريات رجل مسن كيف لمح هو وزوجته الرجال على ظهر الخيل وركضا مذعورين في اتجاهين مختلفين عبر الشجيرات، مضيفاً: “لم نر بعضنا مرة أخرى”.