صحيفة البعثمحافظات

“طموحك.. تميز” استثمار المستقبل بعقول الحاضر

حلب – غالية خوجة 

كيف نبني الحياة إذا لم نبدأ من بناء الإنسان؟ وكيف يكون استثمار العقول من أجل تفعيل الحاضر واستثمار المستقبل، إن لم يكن هناك تشابكية تفاعلية؟ وكيف يبتعد التفوق عن مفهومه المباشر الفردي إلى مفهومه الأشمل كظاهرة اجتماعية ممنهجة وهادفة وبنّاءة بهوية ثقافية وطنية؟

هذا ما أجابت عنه فعاليات الدورة الثانية “طموحك تميز” من ملتقى التفوق الجامعي الذي أقامه الاتحاد الوطني لطلبة سورية، واستمر لثلاثة أيام بجامعة حلب، وعقدت جلساته على مدرج معهد التراث، واختُتم بحفل تكريمي على مدرج الشهيد باسل الأسد، وبدأ بعرض بانورامي على الشاشة الإلكترونية لمسيرة أيام الملتقى في حلب، ثم التأكيد على إصرار المتميزين على استمداد قوتهم من تضحيات أكرم بني البشر، وشموخ الجيش، ومواصلة المسيرة الوطنية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، لردّ الوفاء بالوفاء، وذلك من خلال كلمتهم التي ألقتها لجين الشامي.

المجتمع والمستقبل

تميّز الملتقى بجلساته الحوارية التي ناقشت 4 محاور: ربط المتميز بالمجتمع، الحياة الجامعية.. فرص وتحديات، المستقبل في عيون المتميزين، قصص نجاح المتميزين، كما تميّز بملامح مساراته التنموية والإصرار على المزيد من بناء العقول والإنسان بالعمل والإمكانات الداعمة على كافة الصعد الحياتية، ومنها دعم وزارة التعليم، ووزارة الاقتصاد، وغرفة التجارة والصناعة، والجهات المختصة الرسمية والخاصة من أجل الوصول إلى أفضل النتائج في استثمار العقول التي ستنهض بمستقبل الوطن، وذلك من خلال التركيز على الفعل التنموي لا الإنجاز الفردي، كما صرّح عماد العمر عضو المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني لطلبة سورية.

تكريس التفوق 

ما المشترك بين دورتي الملتقى؟.. بدءاً من دورة الملتقى الأولى التي أقيمت في دمشق والتفوق متواصل لمحاورة ومناقشة الحياة الجامعية والفرص والتحديات والمستقبل في عيون المتميزين وأدوارهم الإيجابية، وهذا ما أكدت عليه دارين سليمان رئيسة الاتحاد الوطني لطلبة سورية، لافتة إلى دور الملتقى في تعزيز لقاء المتميزين من كافة الجامعات السورية الذين تحدوا وما زالوا يتحدون الظروف الصعبة من أجل تطوير الأمل بالعمل، مشيرة إلى إشراك الأطراف التفاعلية لتتكامل مع المتميز الأكاديمي، مثل هيئة التميز والإبداع، والحائزين على الجائزة الذهبية بمعرض الباسل للإبداع والاختراع، ورواد الأعمال، وذلك من أجل تكريس ظاهرة التفوق كحالة اجتماعية وثقافية مهمة في مسيرة البناء وإعادة الإعمار.

طائر الفينيق

وركّز د. ماهر كرمان رئيس جامعة حلب على عدة نقاط أساسية، منها غاية الملتقى وكيفية استثماره الحقيقي للطاقات البشرية من خلال الروح الواحدة، والقدرة على العمل وتأسيس المشاريع الصغيرة، وابتكار المناسب لإعادة الإعمار لأن سورية طائر الفينيق الذي يخرج من الرماد.

الوطن ينتظركم

وأكد د. بسام إبراهيم وزير التعليم العالي والبحث العلمي على أهمية الملتقى، وكيف سيكون المتميزون مشاريع باحثين وأعضاء هيئة تدريسية وطلاب دراسات عليا، لتأمين حاجة المجتمع والبيئة التمكينية اللازمة المتحايثة مع خطط الدولة والمنهجية الاستراتيجية، وتابع: وبناء على توصيات الملتقى الأول صدر إعلان المعيدين لاستيعاب 643 معيداً، وإعلان للبعثات العلمية بـ600 فرصة، فالمستقبل والوطن بانتظاركم.

قصص وراء الكواليس

وعن مشاركتها في الملتقى أخبرتنا الطالبة رحيق سمير علي – جامعة حماة: أسعدتني زيارتي الأولى لحلب، ومشاركتي الأولى في هذا الملتقى الذي كان رائعاً من الناحية الاجتماعية وتبادل الخبرات والمعارف والمهارات، وتحديت الصعوبات كوني ومنذ الصف السابع وأنا مسؤولة عن البيت وإخوتي بسبب انفصال الوالدين.

بينما شعرت شذى نزار علي- جامعة طرطوس- حاصلة على جائزة الباسل لأربع سنوات، بالفخر لأنها شعرت أنها متميزة في بلدها من خلال ما يقدمه الاتحاد الوطني لطلبة سورية، واسترسلت: تجربتي مع الملتقى أضافت لي الكثير من خلال جلسات الحوارات وورشات العمل والتطوير والمصطلحات المطلوبة مثل الاستراتيجية المختصرة بـ”سمارت-SMART” لتحقيق الأهداف المستدامة، وباشرت العام الماضي بمبادرة “أونلاين” الارتقاء بالمرأة السورية لريادة الأعمال غير الربحية وهي عمل تطوعي لمساعدة الآخرين، وبذلك أكون قد تحديت معاناتي أثناء الحرب كوني ولدت وتربيت في دمشق لكننا انتقلنا إلى طرطوس.

وبدورها، حدثتنا ميليا النيساني- جامعة البعث بحمص عن قصتها: انقطعت عن الدراسة 15 سنة بسبب استلامي مسؤولية البيت و13 أخاً وأختاً بعد وفاة أمي، وخضت سوق العمل، ثم أعدت الثانوية عام 2014 متحدية الحرب، وكنت الخريجة الأولى في قسم الآداب- اختصاص مناهج البحث في التأريخ، وحالياً، أدرس الماجستير وأتابع الدراسات العليا، وأقدّم مساعدة للطلاب من خلال حلقات البحث والطريقة المنهجية في كتابة البحث. وتابعت: تأثرت بالملتقى وما قدّمه على صعيد الأفكار والمعلومات الجديدة والمعارف الاجتماعية، وجعلني التفوق أشعر بالمسؤولية أكثر.