سلتنا في تصفيات كأس العالم تاهت في دهاليز عدم الاستقرار والتأهل ممكن بشروط!
البعث الأسبوعية-عماد درويش
لا أحد يستطيع أن ينكر أن منتخبنا لكرة السلة للرجال لم يحقق النتائج المرجوة منه في تصفيات كأس العالم حيث لعب مباريات النافذة الثانية وحقق فيها فوزه الوحيد على البحرين مقابل خسارة أمام إيران، وسبق له وأن خسر أمام كازاخستان مرتين ليحتل المركز الثالث بالمجموعة، وهذا ما جعل منتخبنا الذي لطالما كنا نتغنى بنتائجه فيما مضى وبالأساطير من اللاعبين الذين تعاقبوا عليها خلال العقود الماضية وحققوا خلالها الكثير من الإنجازات العربية والدولية موضع نقد الشارع الرياضي.
أخطاء كثيرة
نبدأ من المباراة قبل الأخيرة مع البحرين حيث قدم منتخبنا أداء قوياً ونجح من خلالها من تقديم صورة مشرقة، لكنه ارتكب الكثير من الأخطاء خاصة بالربع الأخير حيث كان دفاع منتخبنا عبارة عن شوارع ساح فيها لاعبو البحرين، حتى تساءلت كوادر السلة عن الجدوى من الفوز إذا كان بهذه الطريقة.
الجميع توقع أن يلعب منتخبنا أمام إيران بشكل مغاير لمباراة البحرين وأن يعمد المدرب على تلافي الأخطاء التي تم ارتكابها، وتفاءل الجميع خيراً بعدما شاهد منتخبنا يقدم مباراة جيدة بالنصف الأول منها، إلا أن الأخطاء لم يتم تلافيها ففي النصف الثاني وتحديداً بالربع الأخير انهار منتخبنا وكان دفاعنا هشاً ما سمح لمنتخب إيران من رفع الفارق لينهي المباراة لمصلحته بفارق 12 نقطة، وكان من الممكن الاستفادة من قدرات بعض اللاعبين ومنحهم وقتاً أكثر بالمشاركة مثل عبد الوهاب الحموي وطارق الجابي الذي لم يشارك مطلقا.
تغيير المدربين
هاتان الخسارتان أكدتا أن منتخبتا بحاجة ماسة للاستقرار الفني والتدريبي، فمن غير المنطق أن يتم تغيير مدرب المنتخب في كل نافذة، والمدرب الإسباني الحالي للمنتخب خافيير هو المدرب الثالث للمنتخب بعد الأميركي جوزيف ساليرنو والروسي ميخائيل تيرخوف، وهذا بالفكر التدريبي حالة غير صحية حسب آراء الكثير من النقاد.
ولنكن واقعيين ومنطقيين في الحديث فبناء على المعطيات الراهنة برياضتنا أولاً وكرة السلة تحديداً فنحن بحاجة لكثير من التحضير لأي منتخب، فالمعسكرات المحلية والخارجية فقط لا تصب بمصلحة اللعبة، بل هي بحاجة للمشاركة بالبطولات العربية والدولية لنعرف أين مستوانا، فمدرب المنتخب الحالي لم يقم بتدريب المنتخب سوى عشرة أيام قبل المشاركة بالنافذة الثانية وهي فترة قليلة لتحضير المنتخب، لذلك نجد أنه لم يتعرف على قدرات اللاعبين وإمكانياتهم خاصة الذين يلعبون خارج الدوري المحلي ولم يقم باختيار اللاعبين بنفسه بل قام اتحاد السلة بهذه المهمة، الأمر نفسه كان مع المدربين ساليرنو وميخائيل ، وهذه الموضوع يتحمله كما أسلفنا اتحاد اللعبة.
منتخب هزيل
النتائج التي حققها المنتخب حتى الآن “حسب كوادر اللعبة” دار حولها جدال واسع وخاصة حول اللاعبين، سواء اللاعب المجنس أم باللاعبين من أصول سورية أو استبعاد الأفضل على الساحة السلوية ، وحتى في طريقة تحضير المنتخب الذي كلف الملايين من الليرات ، ورغم كل ذلك فإن المنتخب لم يقنع ، فكل تلك المصاريف لم تنفع سلتنا من التقدم على اللائحة الدولية التي يصدرها (الفيبا) بل تراجع ترتيبنا ثلاث مراتب وهو ما جعل الاتحاد الدولي يصنف منتخبنا بالمستوى الرابع لقرعة للنهائيات الآسيوية التي تأهل لها منتخبنا، وهذا يؤكد أن العمل والمنهجية التي يتبعها الاتحاد غير صحيحة.
وإذا كان تطور كرة السلة سيبدأ من القاعدة بخطوات سليمة ومدروسة وفق استراتيجية بعيدة المدى، فإن المعطيات الموجودة والخطوات التي خطاها اتحاد السلة في هذا الاتجاه ما زالت غير مطمئنة، بعد هذه المستويات الهزيلة والفوارق الرقمية والطابقية التي ظهرت فيه أنديتنا هذا الموسم، والتي أكدت بالدليل القاطع أن سلتنا ما زالت بعيدة كل البعد عن مواكبة التطور الحاصل في مثيلاتها في البلدان المجاورة.
ضعف الاهتمام
التراجع الذي تعيشه اللعبة آخذ بالازدياد أكثر نظراً لضعف الاهتمام بها من إدارات الأندية التي لم تعتد تهتم بها مثل السابق بسبب الضائقة المادية التي تعيشها، والمدهش أن كل الاجتماعات التي يجريها اتحاد السلة تتفق على أن المرحلة التي تمر بها سلتنا بالغة التعقيد وشائكة، ويخرجون بتوصيات ووعود لا تلبث أن تتلاشى، فإعادة بناء اللعبة لا يقف عند مشاركة في بطولة عربية أو قارية بل هي بحاجة لإعادة بناء من جديد على أرض صلبة ،ووضع روزنامة عمل طويلة ونظام دوري جديد ومتطور للفئات العمرية مع إمكانية الفرض على إدارات الأندية المشاركة بدوري الفئات العمرية الصغيرة، والاهتمام بهذه الفئات ولا يحق لأي ناد المشاركة بدوري الرجال إذا لم تتوفر لديه فرق هذه الفئات، مع عدم نسيان تعيين كوادر فنية عالية المستوى لهذه الفئات والعمل على تطوير مستواها ومن ثم التفكير في بناء منتخب أولمبي أعمار لاعبيه صغيرة وزجه بالمشاركات والبطولات الخارجية لاكتساب الخبرة قبل الزج به بالبطولات الآسيوية والتصفيات المونديالية وتوفير له كل الأجواء التدريبية المثالية مع ضمان استمراريته على مدار العام.
لاعبون شباب
الخلاصة أن منتخبنا بحاجة لتطعيمه بالشباب ودعمه على الأقل بأربعة لاعبين من صغار السن يكونون ضمن الـ12 لاعب من لاعبي المنتخب وبناء منتخب أولمبي، وهذه المهمة ملقاة على عاتق الاتحاد، حيث صرح رئيس الاتحاد بأكثر من مناسبة أن أعمار لاعبي المنتخب والدوري عامة بحدود 35 عاماً وهو سن كبير نسبياً للاعبي السلة، والسؤال الذي يطرح نفسه :ما فائدة إقامة دوري تحت 23 و19 سنة إذا لم يتم دعوة هؤلاء اللاعبين لتجربتهم في المنتخب الوطني؟ كما يجب العمل على ملف اللاعبين المغتربين وحسم مسألة انضمامهم للمنتخب وأن يكونوا من طراز السوبر، فما قدمه اللاعبيون المغتربون مع المنتخب حتى الآن غير كافٍ بالمطلق.
تأهل صعب
المدرب الوطني عدي خباز أشار لـ”البعث الأسبوعية” إلى أن النتائج التي حققها منتخبنا غير مرضية، وبهذه العقلية فإن سلتنا لن تتأهل إلى نهائيات كأس العالم، فالمناخ الرياضي غير مناسب فمن لا يستطيع الفوز على كازاخستان وإيران لن يستطيع الفوز بالدور المقبل على استراليا والصين واليابان وغيرها من الدول الآسيوية المتطورة، مضيفاً: أقصى حدودنا هو الوصول للدور المقبل، فموضوع تأهلنا لكأس العالم هو حلم بحاجة لشروط أساسية عبر البناء من القواعد،كنا نتمنى من اتحاد السلة أن يدعو منتخبنا الوطني الأولمبي (تحت 23) سنة وأن يشارك فيه في البطولة العربية، حتى لو خسر المباريات سيكون قد اكتسب الخبرة من خلال هذه المشاركة ومن ثم يتم زج اللاعبين مع المميزين من المنتخب الأول الذي عانى من كبر أعمار لاعبيه، ولو شارك المنتخب في البطولة لكان استفاد من مبارياتها الرسمية والقوية، ولكان أكثر نضجاً وقوة وتوازناً ولكانت فرصة للمدرب للتعرف أكثر على اللاعبين بكل تفاصيلهم.