تحت رعاية الرئيس الأسد.. بدء أعمال المؤتمر العام الثالث عشر للاتحاد العام للفلاحين
دمشق- بشير فرزان – ميس بركات
تحت رعاية السيد الرئيس بشار الأسد بدأت أمس أعمال المؤتمر العام الثالث عشر للاتحاد العام للفلاحين تحت شعار “الأمل بالعمل.. الأمل بالزراعة” في مجمع صحارى بريف دمشق، ويناقش المؤتمر على مدار يومين التقارير المقدمة، كما يضع رؤية مستقبلية للمرحلة القادمة وينتخب مجلسا جديدا للاتحاد ومكتبا تنفيذيا ولجنة تفتيش ومراقبة، في وقت تضع فيه سورية القطاع الزراعي في سلم أولوياتها وضمن خططها الاستراتيجية، وذلك من خلال توفير كل مستلزمات الإنتاج الزراعي وتقديم كل الدعم الممكن للفلاحين والمزارعين لتحقيق المردود المطلوب خاصة بما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية.
ويأتي ذلك بعد انتخابات نزيهة وشفافة تعزز الممارسة الديمقراطية كما هو واضح في الحزب والمنظمات الشعبية والنقابات المهنية، وذلك تجسيداً لتوجهات الرئيس الأسد في كلمته أمام مجلس الشعب في دوره التشريعي الثالث: “القطاع الأهم هو الزراعة لأنه الأقدر على دعم دورة الاقتصاد بحكم دوره في مجتمعنا واقتصادنا منذ الأزل”،.. و”المطلوب في هذا المجال أن نعطي الأولوية للزراعة وأن تتعاون مختلف الوزارات المعنية من أجل دفع هذا القطاع بأسرع وقت ممكن.. ومن الضروري في هذا الإطار أن نوفر الدعم لكل الصناعات التي تدعم الزراعة.. جزء من هذه الصناعات قد يكون صناعات غذائية.. وجزء آخر قد يكون مستلزمات صناعات لمستلزمات الإنتاج.. وقد يكون للمنتجات الحيوانية. لدينا وزارات عديدة متعلقة أو معنية بالقطاع الزراعي، لدينا مديريات مركزية، لدينا شركات إنشائية، لدينا جمعيات فلاحية وفوقها الروابط والاتحادات واتحاد الفلاحين، من ينسق بين كل هذه الجهات في دعم الزراعة التي نقول إننا ندعمهاوالخطط تدعمها؟.
كما كان الرئيس الأسد قد أوضح : “لابد من خلق برامج عامة في الزراعة للقطاعات الاستراتيجية، أو برامج قطاعية معينة في الزراعة ربما نركز فيها على الزراعات غير الاستراتيجية….” والبرنامج هو خطة واضحة المهام”.
وبهذه المناسبة، ألقى ممثل السيد الرئيس بشار الأسد في رعاية حفل افتتاح المؤتمر الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين العام المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي كلمة نقل فيها تحية ومحبة الرئيس الأسد لأعضاء المؤتمر وتمنياته لهم بالنجاح بصياغة قرارات نوعية تجيب على الأسئلة والقضايا المطروحة في القطاع الزراعي، الداعم الأهم للاقتصاد الوطني والحامل الأكبر لاستمرار حياة المجتمع وتقدمه.
ولفت الرفيق الهلال إلى أنه يكفي مؤتمر الفلاحين فخراً أن يعقد برعاية الرئيس الأسد، وهذا تعبير عن اهتمام سيادته بالقطاع الشعبي العريض الذي يرسم بعمله وجهده علاقة الإنسان بالأرض، ويختزل المفهوم الجوهري للوطن، وهو التفاعل والتكامل بين الإنسان والأرض، مؤكداً أن هذه الرعاية هي حافز للفلاحين لتكثيف جهودهم بغية تعزيز صمود الوطن وتصديه، ويسهم في إعادة بناء وتطوير القطاع الإنتاجي الأول في الاقتصاد الوطني واللبنة الأساس في نهضة المجتمع.
وأشار الهلال إلى أهمية شعار المؤتمر (الأمل بالعمل.. الأمل بالزراعة)، والذي يستند في جزئيته الأولى إلى الشعار الذي اختاره السيد الرئيس عنواناً لحملته الانتخابية باعتباره توجهاً عاماً لجميع قطاعات الشعب، إضافة إلى أهمية توقيت المؤتمر المتزامن مع الذكرى السنوية لثورة الثامن من آذار التي أسست لنهضة شاملة طالت كل مساحات الواقع في سورية، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وغيرت معالم وطننا، ومهدّت لـ “التصحيح المجيد” الذي انطلق بالعمل إلى أهداف نوعية. وكان أكبر دليل على نجاح ثورة آذار هو الحقد الذي جمع كل أعداء الدنيا في عدوان واسع النطاق ضد هذا البلد الذي لا ذنب له سوى أنه يريد أن يعيش بكرامة وعزة.
وأكد الرفيق الهلال أن سورية مستمرة في تصديها وبناء مستقبلها كما تريد، لا كما يريد أعداء الوطن، مستذكراً ما طرحه الرئيس الأسد في كلمته أمام مجلس الشعب عندما أكد على توجهين ضروريين: أولهما تطوير طرق إدارة القطاع الزراعي وإعادة هيكلته بما يستجيب لمتطلبات النهوض، والثاني التنسيق والتخطيط المشترك والمستمر بين الجهات المعنية بهذا القطاع، رسمية ونقابية. واعتبر الهلال أن هذين التوجهين يشكلان قاعدة تطوير القطاع من الناحية الإدارية، وهذا يتطلب استخدام الحلول العلمية والصيغ الأكثر عصرية حداثة بغية تعزيز إنتاجيته ودوره، مشدداً على أن هذا القطاع هو أساس الأمن الغذائي، خاصة وأننا نواجه حربا غذائية تجويعية غير مسبوقة على مستوى العالم قاطبة.
وأشار الرفيق الهلال إلى أن الفلاحين هم جنود الوطن، وهذا مفهوم حقيقي بكل ما للكلمة من معنى، والفلاحون والحرفيون والعمال يشكلون كُلاًّ متكاملاً متفاعلاً لا يمكن فصل احد أركانه عن الأخر، لافتاً إلى أن أهمية العمل المجتمعي تكتسب مضمونا نوعيا في هذه المرحلة، فالحرب التي نتعرض لها متعددة الأوجه التقت فيها جميع أنواع العدوان لكن سورية صخرة ثابتة ممانعة.
ولفت الهلال إلى ما يحدث على الساحة الدولية حيث قال: “الآن تقوم الدنيا ولم تقعد في الغرب” لأن روسيا تريد الدفاع عن أمنها الإقليمي، فيما الغرب يحتل الدول ويرتكب المويقات ويكيل بمكيالين وفق مصالحه الخاصة، ولقد آن للتاريخ أن يخضع للتصحيح، وهناك نظام عالمي جديد يولد عملاقاً قادراً على القول “كفى”، وصوت الحق يُرفع الآن في وجه المجرمين، ولنا الفخر نحن السوريين أننا من المساهمين الأوائل في بناء هذا النظام العالمي الجديد ونحن مستمرون في بنائه مع أصدقائنا في محور المقاومة والاستقلال العالمي.
وقال الرفيق الهلال إن “البعث” منذ نشوئه كان مؤمناً بأن الفلاحين في جهدهم وعملهم هم الأقرب إلى جوهر الحياة المجتمعية وهم الذين يمدون هذه الحياة بترياقها الأساسي. ومنذ نشوئه كان البعث من الفلاحين ولهم، واستمر البعث في نضاله مع الفلاحين وصولاً إلى ما نحن عليه الآن من منجزات أضحت مكوناً طبيعياً في حياة المجتمع، وتابع: اليوم ونحن نحتفل بالذكرى الـ 75 لولادة “البعث” نؤكد لكم من جديد أن الحزب منكم ومعكم في كل توجهاتكم بقيادة القائد الذي نفخر به السيد الرئيس بشار الأسد.
بدوره، أكد أحمد صالح إبراهيم، رئيس اتحاد الفلاحين، في كلمته، تزامن انعقاد المؤتمر مع الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الثامن من آذار التي كان باكورتها تأسيس الاتحاد العام للفلاحين، في الرابع عشر من كانون الأول عام 1964، كتعبير عن تطلعات الجماهير في إنشاء أول تنظيم فلاحي في القطر والوطن العربي، ليكون الأداة البشرية المسلحة بالوعي القومي لافتاً إلى أن الفلاحين يمثلون الأكثرية الساحقة من السكان ويكون الإنتاج الزراعي المورد الأساسي في الدخل القومي، لافتاً إلى تعاظم دور الفلاحين من خلال التقدم الذي حققه التنظيم بالممارسة وإعداد الأطر وضرورة توسيع قاعدة التنظيم فكان لابد من دمج التنظيمين النقابي والتعاوني لتوحيد جهود الفلاحين وتعزيز دورهم في خلق الاقتصاد التعاوني الزراعي فكان قانون التنظيم في عام 1974 منعطفاً بارزاً في حياة الفلاحين في كافة المجالات التنظيمية والسياسية والزراعية، واشار ابراهيم إلى المعاناة التي يعيشها الفلاحون اليوم بسبب سوء المناخ والنقص الكبير في مستلزمات الإنتاج لتتضاعف المسؤولية بالتكاتف مع الحكومة ليكون التوجه نحو إقامة تعاونيات إنتاجية بالتعاون مع الأمانة السورية للتنمية في بعض المحافظات، وتوقيع اتفاقية مع منظمة أكساد والتي يتم العمل عليها بشكل جدي لتوفير الغراس والمزروعات العطرية. وأكد أيراهيم كذلك التعاون التام مع وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي بدءا من الخطة الزراعية إلى الحصاد والتسويق،وكشف عن وجود رؤية مستقبلية تقوم على نشر الوعي وثقافة الاعتماد على الذات خاصة في مجال السماد العضوي كبديل أساس عن الأسمدة الكيميائية، لتكون الفائدة مضاعفة من خلال استثمار المواد الأولية المتوفرة لدى كافة الفلاحين.
من جهته، أكد حسان قطنا وزير الزراعة أن انعقاد المؤتمر العام لاتحاد الفلاحين يجسد اليوم تجربة ديمقراطية فريدة لافتاً إلى عمل الاتحاد خلال مسيرته على تنفيذ قانون تنظيم الفلاحين الذي شكل نقلة نوعية من شكل الاستثمار الزراعي الإقطاعي إلى أشكال جديدة ضمنت حق الفلاح المستثمر الفعلي للأرض في الحصول على حقوقه لقاء جهده فالأرض لمن يعمل بها.
ولفت قطنا إلى أن القطاع الزراعي أثبت خلال الأزمات أنه قطاع قادر على مواجهة التحديات واستمرار توفير الأمن الغذائي للشعب الصامد، وتواصلت جهود الفلاحين على مدى الأعوام العجاف من حرب وجفاف وتغيرات مناخية واستطاعوا توفير احتياجات السكان من المنتجات الزراعية وهذا يدل على انهيار المؤامرة تحت أقدام الشعب الصامد بقيادة سياسية حكيمة، مشيراً إلى الدور الكبير الذي لعبه الاتحاد كشريك فاعل في إحداث نهضة في الإنتاج الزراعي، وبما يحقق مصالح كل من الفلاح والدولة والمواطن، وقال إن النظام التعاوني الذي يقوم عليه الاتحاد ساعد في دفع عجلة الإنتاج الزراعي وتوفير مستلزماته، ولفت إلى عمل الوزارة على وضع استراتيجيات وبرامج لازمة لتطوير الزراعة وتحقيق الاحتياجات الوطنية من المنتجات الزراعية بالتنسيق مع كافة الوزارات والاتحادات والنقابات ذات الصلة، مؤكدا الدور الفاعل للاتحاد العام للفلاحين في إعداد الخطط الإنتاجية الزراعية وتتبع تنفيذها.
حضر المؤتمر حموده صباغ رئيس مجلس الشعب، والمهندس حسين عرنوس رئيس مجلس الوزراء، ومحمد الشعار نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية، والرفاق أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي وأعضاء القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية، ومحمد حسان قطنا وزير الزراعة والإصلاح الزراعي ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية وعدد من أعضاء مجلس الشعب.