جماهير شعبنا تحيي ذكرى ثورة آذار.. العالم الجديد ولد من رحم الصمود السوري
كتب المحرر السياسي
تحيي جماهير شعبنا وحزبنا اليوم الذكرى التاسعة والخمسين لثورة الثامن من آذار، وسورية تكتب الفصل الأخير في الحرب ضد الإرهاب، المدعوم والمموّل من دول الغرب الاستعماري وعملائها في المنطقة، وتصنع انتصاراً يؤذن بولادة نظام عالمي جديد أكثر توازناً، بدأت ملامحه تظهر بقوة على أشلاء نظام القطب الواحد، فمن سورية انطلقت الخطوة الأولى، واليوم ما تقوم به روسيا من عملية خاصة في أوكرانيا لتحييد النازيين الجدد يمثل الخطوة المفصلية في ولادة هذا العالم الجديد القائم على التعددية.
لقد أثبتت الأحداث التي عصفت بسورية أن الصمود الكبير للشعب والجيش السوري هو نتاج طبيعي للفكر الثوري الذي تم التأسيس له منذ عام 1963، وهو الآن جاء دليلاً لا يرقى إليه الشك في تاريخ الإنسانية، ودرسا لا يمكن نسيانه، حتى إن كافة الذرائع التي جرى تحشيدها بوجه سورية فقدت بريقها في عزل الشعب السوري عن محيطه القومي العربي، رغم أن عدداً من أنظمة البترودولار وضعت نفسها في خدمة كل من يحشد قواه لوجستياً وإعلامياً من أجل أن يستسلم الشعب السوري، إلا أن إدراك الشعب السوري لحقيقة موقفه الصحيح في مواجهة العدوان كان من الأسباب الموضوعية والواقعية لذلك الصمود.
إن ما يجري على الساحة الدولية من أحداث يؤكد من جديد صوابية الموقف السوري بأن العالم تغيير انطلاقا ًمنها، وأن التاريخ سيكتب أن السوريين بصمودهم كانوا اللبنة الأولى في ولادة نظام عالمي جديد قائم على التعاون واحترام سيادة الدول واستقلالها ورفض الفوضى والاستبداد.
في ذكرى ثورة آذار، يمضي السوريون بكل عزيمة وإباء بمواجهة الإرهاب حتى اجتثاثه من جذوره، وتحرير كل شبر من أراضي الوطن من الإرهاب التكفيري الحاقد، لينطلقوا في مرحلة إعادة إعمار ما دمّرته التنظيمات الإرهابية المسلحة، مؤمنين بإمكاناتهم وقدراتهم الذاتية وإصرارهم الأكيد على النهوض ببلدهم ليصبح أقوى وأجمل مما كان عليه، ويؤكّدون في الوقت نفسه تمسّكهم بقرارهم الوطني المستقل، وبالمبادئ القومية والحضارية.