دراساتصحيفة البعث

“العقدة الميتة” لا تفك إلا من الشخص الذي ربطها

ترجمة: عائدة أسعد

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” في 2 آذار الجاري مقالاً بعنوان “الصين طلبت من روسيا تأجيل حرب أوكرانيا إلى ما بعد الأولمبياد”. وكتبت نقلاً عن مزاعم مسؤولين أمريكيين أن لدى الصين بعض المعرفة بشأن الخطة العسكرية الروسية، وبات من الواضح أن مصدر الصحيفة كالعادة هو الاستخبارات الأمريكية.

وبحسب محلّلين سياسيين: لا داعي لإضاعة دقيقة واحدة في دحض هذه الكذبة السخيفة، فالكذب لن يجعل من الصين شيطاناً كما يتوقع صنّاعه، بل يثبت حقيقة واحدة فقط، وهي أن الولايات المتحدة تحاول نسج شبكة استخبارات في جميع أنحاء العالم والتجسّس على الجميع.

إنها شبكة الاستخبارات نفسها التي ضلّلت رئيساً للولايات المتحدة سابقاً لشنّ حرب على العراق من أجل زجاجة من مسحوق الغسيل في عام 2003 تحت مزاعم استخدام الأسلحة الكيماوية. ويبدو أن الفريق الحالي في البيت الأبيض لم يتعلّم شيئاً من خطأ سلفه القديم، كما أنه يؤشر إلى المكان الذي تنتبه إليه وسائل الإعلام الأمريكية بعد 10 أيام من بدء الصراع،  ولا تزال “صحيفة نيويورك تايمز” منشغلة باختلاق الشائعات حول الصين، بدلاً من المساهمة قليلاً في كيفية إنهاء الأزمة في أوكرانيا.

في الواقع، يعلم الجميع سبب تصاعد أزمة أوكرانيا إلى ما هي عليه اليوم، فالتوسّع المستمر لمنظمة حلف شمال الأطلسي باتجاه الشرق هو الذي أضاف الضغط الجغرافي الروسي، وفاقم الوضع في أوكرانيا، ومن الواضح أن السياسات العدائية الأمريكية وراءه، وما تجدر الإشارة إليه أنه في وقت مبكر من تسعينيات القرن الماضي حذّر جورج كينان سفير الولايات المتحدة السابق لدى الاتحاد السوفييتي من هذا الخطر، لكن حكومة الولايات المتحدة لم تسمع صوته!.

وبعد تفاقم أزمة أوكرانيا هذه المرة، ألقى كاتب العمود في صحيفة “نيويورك تايمز” توماس فريدمان باللوم على قرار الولايات المتحدة بشأن توسّع الناتو باتجاه الشرق، والذي تسبّب في الفشل، لكن الحكومة الأمريكية بقيت صمّاء مرة أخرى!.

ربما يحتاج السياسيون الأمريكيون إلى التعلّم من المصطلح الصيني التقليدي بأن “العقدة الميتة لا يمكن أن تفكك إلا من قبل الشخص الذي ربطها”. وتماماً مثلما قال وانغ وينبين المتحدث باسم وزارة الخارجية عند سؤاله عن كذبة “نيويورك تايمز”: حان الوقت لمن تسبّبوا في أزمة أوكرانيا للتفكير مرة أخرى في الدور الذي لعبوه فيها، وتحمّل مسؤولياتهم واتخاذ الإجراءات بدلاً من توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين.