“المعالجة الفيزيائية”.. دراسة أكاديمية لعلاج الحالات المرضية بالطرق الطبيعية
دمشق- حياة عيسى
رغم تطور العلوم الطبية باختصاصاتها المختلفة ووجود الأيادي الماهرة، إلا أن هناك بعض الحالات الحرجة التي يقف عندها الطب والتدخل الجراحي عاجزاً عن تقديم اللازم، لخطورة الوضع الصحي الذي يعيق أو يمنع التداخل الجراحي، وخاصة عند المسنين، لذلك يتمّ التوجّه نحو بعض الاختصاصات الطبية الأخرى كالمعالجة “الفيزيائية” التي تعتبر أحد الفروع الصحية التي تقدّم خدمات للأفراد، بهدف علاج الحالات المرضية بالطرق الطبيعية والفيزيائية من خلال تطوير الحركة والحفاظ عليها وإعادتها إلى الحدّ الأقصى والقدرة الوظيفية في جميع مراحل الحياة.
نائب نقيب المهن الصحية، رئيس الجمعية السورية للمعالجة الفيزيائية، محمد هادي مشهدية بيّن في حديث لـ”البعث” أن المعالجة الفيزيائية تشمل أيضاً فحص وتقييم الحالة المرضية بالكامل، بالإضافة إلى تقديم الخدمات في الظروف التي تكون فيها الحركة مهدّدة بسبب الشيخوخة أو الإصابات أو الأمراض أو العوامل البيئية، لافتاً إلى أن مهنة المعالجة الفيزيائية تعتبر مهنة صحية مستقلة، والمعالج الفيزيائي الحاصل على ترخيص مزاولة المهنة يكون اختصاصياً مجازاً درس ضمن جامعة العلوم الصحية، أو تقنياً درس دراسة متوسطة ضمن معهد تقانة، ولاسيما أن دراسة العلاج الفيزيائي عالمياً هي دراسة أكاديمية تلزم المعالج الفيزيائي بالخضوع لبرنامج جامعي أكاديمي لمدة أربع سنوات ثم سنة امتياز، وبعدها يمكن أن يتابع دراسة الماجستير والتحضير للدكتوراه باختصاصاتها المختلفة، أما في سورية فهناك معاهد التقانة الصحية والطبية، إضافة إلى إحداث جامعة العلوم الصحية في جامعة البعث منذ عام ٢٠٠٥ .
وأشار مشهدية إلى أن المعالجة تسمح للمعالج التدخل بمجموعة إجراءات، حيث يطبق العلاج على المرضى بعد جراحة القلب والصدر لتأهيلهم للعودة لحياتهم الطبيعية من خلال بروتوكول معيّن وخطة خاصة للعلاج التنافسي، كما يطبق العلاج الفيزيائي أيضاً على مرضى العنايات المشدّدة المصابين بمتلازمة التعب العضلي، وعلى مرضى الحروق نتيجة الانكماشات العضلية التي تصيب بعض الأماكن، وعلى الحالات العصبية، سواء اعتلال النخاع الشوكي كإصابة الأطراف السفلية أو الشلل الرباعي أو حتى على مستوى الإصابة الدماغية، ويطبق أيضاً في حالات الوذمات اللمفاوية، بتر الثدي، وهناك نتائج كبيرة لتلك العلاجات، ولاسيما بعد تقييم الحالة من المعالج المختص ووضع البرنامج العلاجي المناسب، وذلك بعد تشخيص الكادر الطبي، سواء كان طبيب عظمية، أو عصبية، أو حتى طبيب وعائية، وكل حالة هي عبارة عن بصمة تقييم لحالة المريض.