رئيس وزراء الباكستان للأوروبيين: “لسنا عبيداً”
هيفاء علي
قال رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، مخاطباً مبعوثي الاتحاد الأوروبي، إن بلاده “ليست عبداً” للأوروبيين، مشيراً إلى مطالبة الاتحاد الأوروبي إسلام أباد بإدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. وأكد أن بلاده لن تدعم أي دولة في حالة حرب، لكنها ستدعم جهود استعادة السلام. وأضاف: ما الذي كسبناه من دعمنا لحلف شمال الأطلسي في أفغانستان، بخلاف خسارة 80 ألف شخص و150 مليار دولار، هل اعترف الناتو بتضحياتنا؟ هل كتب سفراء الاتحاد الأوروبي يوماً رسالة يشيدون فيها بجهودنا في أفغانستان؟ في المقابل، تمّ إلقاء اللوم على باكستان لفشل الناتو في أفغانستان.
وكان قرابة 20 سفيراً من الاتحاد الأوروبي حثّوا، من خلال رسالة إلى رئيس الوزراء الباكستاني، إسلام أباد على التصويت ضد روسيا في جلسة خاصة للجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن العملية العسكرية في أوكرانيا، إلا أن السلطات الباكستانية رفضت الإذعان لهذا الطلب، وبقيت باكستان على الهامش إلى جانب الصين والهند وعدة دول أخرى.
في الواقع، لم تتوقف الدول الأوربية وواشنطن عن تجييش العالم برمته ضد روسيا، ولم توفر وسيلة أو طريقة إلا واتبعتها لفرض عقوباتها الاقتصادية الكيدية، حيث بلغت درجة الوقاحة بتوريط الرياضة والفن في فرض العقوبات على طريقتهما. وكانت روسيا قد أطلقت العملية العسكرية في دونباس منذ أسبوعين لحماية هذا الإقليم الذي يتعرّض للقصف من قبل النازيين في أوكرانيا منذ 8 أعوام، ولحماية حدودها من التهديد الغربي، حيث يسعى الناتو لضمّ أوكرانيا إلى صفوفه وزرع قاعدة عسكرية على أعتاب روسيا، ورغم كل المحاولات التي سعت بها روسيا للحصول على ضمانات أمنية من الناتو بعدم تجاوز الخطوط الحمر التي وضعتها، والالتزام بوعوده التي قطعها بعدم التوسّع شرقاً، إلا أن الناتو أصرّ على صمّ أذنيه، وحرّض أوكرانيا على استفزاز روسيا، وطبعاً المستفيد الأكبر من هذا الأمر هي واشنطن التي تسعى لمنع روسيا من توريد الغاز إلى أوروبا على أن تقوم هي بتزويدها به، وثانياً لتعطيل خط “نورد ستريم2″ الذي كان سينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا ودول أوربية أخرى عبر أوكرانيا.
وبما أن أوروبا ليست مستقلة بقرارها بل هي تابعة لـ”شرطي العالم” بشهادة واعتراف كبار الساسة والمحلّلين الأوربيين، فقد انصاعت للضغوط الأمريكية، وشنّت حملة التجييش والتحريض ضد روسيا، وبقية القصة معروفة للقاصي والداني!.