علامات استفهام كثيرة على أداء اتحاد الجودو!
تتميز رياضات ألعاب القوة- رغم احتوائها على شيء من العنف- بجماهيريتها حول المعمورة، وفي بلدنا تحظى الرياضات ذات الجذور اليابانية بالحصة الأكبر من هذه الجماهيرية، ولكن خلال السنوات الأخيرة لمسنا تراجعاً مقلقاً لحساب ألعاب أخرى دخلت منذ سنوات قليلة، فما سبب هذه الظاهرة؟ ومن يتحمّل مسؤوليتها؟.
يتداخل فيما تعانيه الرياضات القتالية العريقة كالجودو عاملان رئيسيان: الأول يرجع لتسويق عالمي تجاه الفنون القتالية المختلطة، والكيك بوكسينغ، والمواي تاي، والثاني تقصير المسؤولين عن هذا الاختصاص، وبمقارنة بسيطة بين بداية هذا العام والذي قبله نجد فارقاً في نشاطات اتحاد الجودو والسامبو والكوراش، فإلى الآن لم يقم الاتحاد سوى بنشاط واحد يتمثّل ببطولة الجمهورية التي أقيمت منذ أسبوع تقريباً دون الإعلان عن أية دورة أو معسكر أو مشاركة خارجية، وهنا نصل لنقطة مهمة، التواصل مع الإعلام لنشر أخبار وتفاصيل اللعبة والاتحاد على حد سواء، ففي حين نجد باقي اتحادات ألعاب القوة تتسابق لإيصال أخبارها ومستجداتها، نلاحظ تقاعساً يصل لحد عدم الاكتراث في الجودو، فلا مجيب عن أسئلتنا، ولا رد على تواصلنا، رغم أن الإعلام الرياضي هو أحد أسرع وأجدى طرق التسويق المتبعة في العالم، وإغلاق الأبواب بوجه الإعلام لا يمكن أن يفهم إلا ازدراء للمسؤولية المنوطة بمجلس الاتحاد.
الغريب أن اتحاد اللعبة، ومنذ بداية الدورة الانتخابية الجديدة، لم يسلم من الخلافات الداخلية حول مقعد رئيس الاتحاد، وتوزيع اللجان على الفائزين بالانتخابات، ووقتها قام المكتب التنفيذي بإيجاد حل مقبول إلى حد ما عندما شكّل اللجنة العليا للفنون القتالية، ووضع تحت جناحها كل الألعاب التي كانت تشكّل عبئاً على اتحاداتها بهدف تنشيطها، ومنها الآيكيدو التي نالت حرية نظرية من الجودو، ومع ذلك تستمر المناوشات بينهما من حين لآخر،
كل هذا ولم نتطرّق إلى التفاصيل، فأي بعثة للجودو، باستثناء بعثات البطولات العربية، نجدها مقتصرة على لاعبين أو ثلاثة على الأكثر، مع فارق كبير في المستوى، صحيح أننا ابتعدنا عن المنافسة بسبب سنوات الأزمة، وهذا أدى لتراجع في الأداء نتيجة عدم الاحتكاك، لكن الناظر لحال الجودو الأنثوي لا يقنعه هذا الكلام، فتألق لاعباتنا في البطولات العربية والإقليمية مؤشر كبير على وجود مشكلة في الاتحاد، أي أن ما يحصد هو بفضل طفرات ومواهب نادرة، وإلا لكانت النتائج من كلا الجنسين، فكيف إن علمنا أن أي معسكر يكون فيه عدد الذكور أضعاف عدد الإناث؟.
سامر الخيّر