معالم قاتمة تواجه بايدن في عام الاقتراع
ترجمة: عائدة أسعد
في أول خطاب له عن حالة الاتحاد، والذي جاء في وقت التضخم الهائل في الداخل وجدول أعمال البيت الأبيض المحلي المتعثر، أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى جهود كبيرة لعام انتخابي.
وفي حين أن الصراع في أوروبا الشرقية بين روسيا وأوكرانيا حصل على الوقت الأكثر في خطابه الذي دام 62 دقيقة، وألقاه قبل أيام، إلا أن الشرطة والوباء والتضخم كانت من الموضوعات الرئيسية.
لقد أدى التقاء القضايا الملحة إلى تجديد التدقيق في سياسات بايدن الخارجية والمحلية، وجلب تحديات جديدة إلى رئاسته المتقلبة في عام انتخابي محفوف بالمخاطر، حيث من المرجّح أن يضع اتجاه بلاده على مفترق طرق مرة أخرى.
وفيما يتعلق بقضية تمويل الشرطة وجّه بايدن توبيخاً سريعاً للجناح التقدمي في حزبه الديمقراطي وقال: “يجب أن نتفق جميعاً على أن الجواب ليس قطع تمويل الشرطة إنما تمويل الشرطة”، فقبل عامين اندلعت احتجاجات في جميع أنحاء البلاد بعد مقتل جورج فلويد على يد شرطة مينيابوليس في أيار 2020 مما أثار حركة وقف تمويل الشرطة على الصعيد الداخلي. كما أظهرت بيانات مكتب التحقيقات الفدرالي ارتفاع جرائم القتل بنسبة 30 في المائة من عام 2019 إلى عام 2020 في الولايات المتحدة، وأدّت مسألة الموارد المخصّصة لعمل الشرطة إلى حدوث صدع في الحزب الديمقراطي.
كما دعا بايدن في خطابه إلى عدم تقسيم الناس في الولايات المتحدة بسبب الوباء، وكشف أن الإدارة الأمريكية كانت مستعدة إلى حدّ كبير للخروج من الوباء، ومع ذلك تقترب البلاد من مراحل قاتمة تتمثل في 80 مليون إصابة، ومليون حالة وفاة ذات صلة، وتعمل أجزاء كثيرة من البلاد على تخفيف القناع والقيود الأخرى، وحذر بايدن من أنه “يجب أن نستعد للمتغيرات الجديدة”.
لقد أشار مراقبون إلى أنه تمّ إزالة الأقنعة بسبب استطلاعات الرأي السياسية التي أظهرت أن أغطية الوجه إلى جانب الإجراءات الاحترازية الأخرى كانت قضية خاسرة قبل انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في تشرين الثاني القادم، وتراجعت معظم المدن والولايات الأمريكية عن القيود، ولكن التضخم ربما يكون القضية السياسية المحلية الأكثر إلحاحاً بالنسبة لبايدن. فقد قال ديزموند لاكمان، الزميل البارز في معهد أمريكان إنتربرايز: “قبل الأزمة الروسية الأوكرانية كانت الولايات المتحدة تعاني من مشكلة تضخم وكانت ستجبر مجلس الاحتياطي الفيدرالي على رفع أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم”. بينما تحدثت كيم رينولدز وهي تشغل منصب الحاكم الثالث والأربعين الحالي لولاية أيوا منذ عام 2017 عن ردّ حزبها الجمهوري بعد الانتهاء من خطاب حالة الاتحاد ومفاده: “بدلاً من دفع أمريكا إلى الأمام يبدو الأمر كما لو أن الرئيس بايدن وحزبه أعادانا بالزمن إلى الوراء إلى أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات عندما كان التضخم الجامح يضرب العائلات وكانت موجة الجريمة العنيفة تجتاح مدننا وكان الجيش السوفييتي يحاول إعادة رسم خريطة العالم”.