الجمعية العمومية لاتحاد كرة القدم على صفيح ساخن.. والتعديلات الجديدة في الواجهة
البعث الأسبوعية-عماد درويش
أيام قليلة تفصل كرة القدم السورية عن موعد انعقاد الجمعية العمومية لانتخاب اتحاد جديد للعبة، بدلاً من الاتحاد السابق الذي قدم استقالته في شهر تشرين الأول من العام الماضي، بعد النتائج “السلبية” للمنتخب الأول في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022.
اللجنة المؤقتة أو لجنة تسيير أمور الاتحاد وجهت الدعوة لعقد جمعيتها العمومية العادية والمقررة في السادس عشر من الشهر الجاري بمشاركة جميع الأعضاء (مندوبي الأندية الدرجة الممتازة والأولى واللجان الفنية وروابط اللاعبين والمدربين والحكام) كما كانت قد قامت في وقت سابق بإرسال الدعوات للأندية الأعضاء بالجمعية العمومية للاتحاد لحضور الاجتماع وذلك حسب ما ينص عليه النظام الأساسي والذي يقضي بضرورة إرسال الدعوة لعقد الجمعية العمومية قبل وقت من انعقادها ومن المتوقع أن تتم خلال هذا الاجتماع مناقشة عدد من المواضيع التي تهم كرة القدم المحلية، ويلزم النظام الأساسي اتحاد الكرة بإرسال أجندة الجمعية والموضوعات المدرجة على جدول أعمالها قبل شهر من انعقادها وهو ما يعني أن الموضوعات ستحدد في الأيام القليلة القادمة .
شكل جديد
جميع المعطيات تؤكد أن الجمعية المقبلة ستكون مختلفة عما سبقها من اجتماعات بالنظر لما شهدته الفترة الماضية من أحداث تحتاج لموقف حازم خلال الجمعية العمومية والاستماع لوجهة نظرالاتحاد حولها ورؤيته المستقبلية.
وفور استلام الأندية لمحضر اجتماع الجلسة المقبلة للجمعية العمومية بدأ المسؤولون فيها برصد الملاحظات والنقاط التي لديهم حولها من أسئلة أواستفسارات إدارية أو فنية أو قانونية وذلك باعتبار الجمعية القادمة هي آخر عمومية عادية في دورة مجلس الإدارة الحالية المكلفة بتسيير العمل في الكرة السورية والتي مددت لنفسها بنفسها بعد انتهاء فترتها وذلك لظروف المنتخب الوطني الأول الذي حال دون عقد الجمعية التي كانت مقررة لانتخاب مجلس إدارة جديد قادم.
كما تتصدر التعديلات مشهد الجمعية العمومية بعد طلب اللجنة تعديل ترتيب جدول الأعمال وذلك نسبة لبعض المستجدات التي شرحتها في خطاب سابق للأندية وكذلك تعديل النظام الأساسي لاتحاد كرة القدم، وسبق أن أعلمت اللجنة المؤقتة أعضاء الجمعية العمومية قبل وقت سابق من أنها سترسل هذه التعديلات من أجل دراستها من بعض رؤساء الأندية للقيام بمراجعة التعديلات في النظام الأساسي والتي من المفترض أن تكون قامت بتنقيح جميع المواد وراجعتها تمهيدًا لتقديم مسودة جاهزة ومتوافقة مع القرارات الأخيرة التي صدرت بشأن تطبيق النظام الجديد في العمل الرياضي.
ويتوقع أن يحصل النظام الجديد لاتحاد الكرة بعد التعديل على التمرير والإجماع من الأعضاء الذين يمثلون الجمعية العمومية ويمكن أن تكون هناك بعض الآراء والأسئلة حول بعض المسائل وخاصة التي ترى بعض الأندية أهمية التطرق لها والاستفادة من السوابق الماضية.
مقترحات كثيرة
ويتضمن النظام الأساسي الجديد المقترح والذي سيتم بحث إجازته في الاجتماع فقرة تتحدث أن قرار تمديد عمل اللجنة يصبح بيدها في حال تمت إجازة الفقرة التي تتحدث عن ذلك في اللائحة وهو ما يعني أن إجازة النظام الأساسي يمكن أن يضرب عصفورين بحجر واحد في الجمعية وينهي الجدل حول مسألة طرح تمديد ولاية اللجنة المؤقتة لوقت أطول وذلك من أجل إتاحة الفرصة لتتمكن الجمعية من عقد انتخابات تأتي بمجلس إدارة جديد وسبق أن تم التمديد للجنة المؤقتة.
أما البند المالي فهو من أهم البنود التي يتم مناقشتها في الجمعية العمومية ومن ضمنه الميزانية التي دائماً ما تأخذ الوقت والبحث في أي أعمال الجمعية العمومية وذلك في إطار الإجراءات الروتينية الخاصة بأحكام الرقابة على الملف المالي في اتحاد الكرة وفقًا للتوجيهات الصادرة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) واستجابة للنظام الأساسي لاتحاد الكرة نفسه.
الأندية المنضوية تحت لواء اتحاد الكرة أبدت حماساً كبيراً من أجل المشاركة في الجمعية العمومية القادمة بغية طرح العديد من التساؤلات والمقترحات، والكثير من رؤوساء الأندية أكدوا جاهزيتهم لبحث كل البنود التي سيتم طرحها خلال لحرصهم على مصلحة الكرة السورية التي شهدت الكثير من الإخفاقات التي لازمت كافة منتخباتنا الوطنية العام الماضي، كما تنتظر الأندية أيضاً أن تتعرف الجمعية على الرؤية المستقبلية لمسابقات الكرة والتي واجهت تعقيدات كبيرة في الفترة الماضية وحدث فيها الكثير.
وقفة تاريخية
وبعيداً عن المثاليات فإن الجميع مطالب من كوادر الكرة السورية بالتعاون لانتخاب اتحاد كرة قدم قادرعلى انتشال اللعبة من واقعها المؤلم الذي عاشته خلال الفترة الماضية من تخبط في الكثير من القرارات التي تم اتخاذها، وانتخاب رئيس للاتحاد من أبناء اللعبة ومن الحريصين على إعادتها كما كانت فيما مضى قوية تخاف منها المنتخبات العربية خلال لقاءها، لا كما حصل في التصفيات المونديال الحالية حيث فقدت كرتنا هيبتها وتلقت الخسارة تلو الأخرى حتى من منتخبات مثل لبنان والإمارات وغيرها من الدول التي لطالما كانت تحلم بالخروج بنقطة التعادل أمامنا.
فمنذ تأسيس اتحاد كرة القدم في عام 1936 لم ينجح منتخبنا الوطني بتحقيق أي إنجاز يذكر، وحرم جماهير الكرة خلال ما يقارب 90 عاماً من نهايات سعيدة، وانتصارات حقيقية في ظل صعوبة العمل والمطبات والمشاكل وضعف التواصل وسوء التخطيط بالإضافة إلى قضايا الفساد.