الدفاع الروسية: تدمير 3920 مرفقاً للبنية التحتية العسكرية في أوكرانيا
البعث – وكالات:
لليوم التاسع عشر على التوالي، تستمر العملية العسكرية الروسية على الأراضي الأوكرانية ضمن الإطار الذي وضعته القيادة العسكرية الروسية مركّزة على تدمير أكبر قدر من البنية العسكرية الأساسية للجيش الأوكراني واجتثاث المتطرفين النازيين الذين يتخذون من السكان المدنيين دروعاً بشرية لتقليل الخسائر في صفوفهم وإيقاع أكبر قدر من الضحايا في صفوف المدنيين، وذلك لاتهام الجيش الروسي بارتكاب مجازر بحق المدنيين، الأمر الذي يجعل القوات الروسية تتريّث في اقتحام المدن الكبرى.
وفي التفاصيل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير 3920 مرفقاً للبنية التحتية العسكرية في أوكرانيا منذ بدء العملية الخاصة قبل 19 يوماً.
وقال المتحدث باسم الوزارة اللواء ايغور كوناشينكوف في إحاطة إعلامية اليوم: تم تدمير 3920 مرفقاً للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية وتدمير 1267 دبابة وغيرها من الآليات المدرعة و124 من راجمات الصواريخ و143 طائرة مسيرة و457 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و1028 من المركبات العسكرية الخاصة.
وأضاف كوناشينكوف: إن القوة الجوفضائية الروسية أسقطت الليلة الماضية 4 مسيرات أوكرانية بما فيها واحدة من طراز بيروقدار “ت ب2″، كما دمّر الطيران العملياتي والتكتيكي والطيران المسير 187 هدفاً أوكرانياً بما في ذلك مركزان للإدارة ومنظومة صاروخية واحدة من طراز “بوك ام 1” ومحطة رادار للتصويب وتحديد الهدف وراجمتان للصواريخ ومحطتان للراديو الالكتروني ومستودعان للذخيرة ومواد الوقود والتشحيم و31 موقعاً لمرابطة المعدات القتالية.
وبيّن كوناشينكوف أن القوات المسلحة الروسية واصلت عملياتها الهجومية وخرجت إلى مشارف بلدات فوديانويه وسلادكويه وستبنويه وتارامتشوك وسلافنويه وتقدمت لعمق 11 كيلومتراً خلال الساعات الـ 24 الماضية.
وأشار كوناشينكوف إلى أن مجموعة من قوات جمهورية لوغانسك التي طوّقت في وقت سابق مدينة سيفيرودونيتسك تخوض معركة ضد القوميين المتطرفين في الضواحي الشمالية الشرقية للمدينة.
وفي خبر لاحق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن تدمير الجيش الروسي لجميع نقاط إطلاق النار التي استخدمها النازيون الجدد وقواتهم في ضواحي مدينة ماريوبول وفي المناطق السكنية.
ووفقاً لبيان وزارة الدفاع الروسية أصبحت مدينتا ميليتوبول وخيرسون تحت السيطرة الكاملة للقوات المسلحة الروسية.
وكان الجانب الروسي قد اقترح إنشاء 10 ممرات إنسانية في 14 آذار، ووافقت السلطات الأوكرانية على ثلاث منها، واقترحت 11 مساراً إضافياً، كما سمحت عملية فك الحصار حول ماريوبول بفتح ممرات إنسانية وبدء إجلاء السكان.
في سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها سلّمت جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين أسلحة ومعدات قتالية اغتنمها الجيش الروسي من القوات الأوكرانية.
وأوضحت الوزارة في بيان أن هذه الغنائم تركتها القوات المسلحة الأوكرانية وكتائب القوميين المتطرفين وكتائب الدفاع الإقليمي الأوكرانية، إضافة إلى أسلحة كانت مخزنة في المستودعات أو تم تعطيلها في سير العملية العسكرية الخاصة التي تنفذها روسيا.
وأكدت الوزارة أن الأسلحة والمعدات القتالية سواء منها ذات الصنع السوفييتي أم التي أرسلتها الدول الغربية إلى أوكرانيا يجري تسليمها إلى جمهوريتي الدونباس بعد التأكد من صلاحيتها وسلامتها التقنية وإصلاحها.
ولفتت الوزارة إلى أن الجيش الروسي استولى خلال العملية الخاصة في أوكرانيا على كميات كبيرة من المعدات القتالية وسيجري استخدامها لاحقاً لتحرير أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
وفي جمهورية دونيتسك الشعبية، ارتفع عدد ضحايا الهجوم الذي شنته القوات الاوكرانية باستخدام (صاروخ توتشكا او) اليوم على مدينة دونيتسك اليوم إلى 26 قتيلاً بينهم أطفال.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن وزارة الصحة في الجمهورية قولها: إن عدد الضحايا ارتفع إلى 26 قتيلاً بينهم طفل نتيجة القصف الذي استهدف الجمهورية.
كذلك اعلنت قيادة القوات الشعبية بالجمهورية أن القوات الاوكرانية قصفت مبنى لروضة أطفال ببلدة ياسينوفاتايا، وقالت في بيان اليوم: “قامت الفصائل المسلحة الاوكرانية بقصف روضة أطفال ببلدة ياسينوفاتايا واقتصرت الأضرار على المادية”.
من جهتها، أكدت ممثلية جمهورية دونيتسك الشعبية في مركز مراقبة وقف إطلاق النار قيام الجيش الأوكراني بقصف مراكز سكنية في الجمهورية بمدافع الهاون.
ونقلت وكالة نوفوستي عن بيان للممثلية اليوم قولها: “تم بعد الساعة 3 صباحاً تسجيل قصف مدفعي من جانب التشكيلات المسلحة الأوكرانية بما في ذلك قصف للمركز السكني نوفوسيلوفكا ومن ثم تم قصف المركز السكني (فيرخنترويتسكويه) بقذائف من عيار 122 مم”.
ولاحقاً، كشفت قيادة القوات الشعبية أن عناصر الكتائب القومية الأوكرانية المتطرفة تركوا في المواقع التي فرّوا منها في بلدة فولنوفاخا الكثير من الأسلحة الأمريكية والغربية الصنع.
ونقلت وكالة نوفوستي عن يان غاغين مستشار رئيس حكومة جمهورية دونيتسك الشعبية قوله: تم العثور على أنظمة صواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع في مواقع القوميين الأوكرانيين بعد طردهم مؤخراً من بلدة فولنوفاخا.
وعرض المستشار بحكومة دونيتسك الشعبية أحد نماذج الأسلحة الأجنبية التي تم توريدها إلى “النازيين الجدد في أوكرانيا”، مشيراً إلى أن هذا يدل على إمداد مباشر بأسلحة فتاكة من الولايات المتحدة للنازيين الجدد.
إلى ذلك، أكد رئيس جمهورية دونيتسك الشعبية دينيس بوشلين أن الجيش الأوكراني يمنع ويعترض الإمدادات الإنسانية لسكان جمهورية دونيتسك الشعبية.
وقال بوشلين لقناة روسيا 24 التلفزيونية: جرى حظر إيصال البضائع الإنسانية وعلاوة على ذلك فإن السكان المحليين الذين تمكنوا من الوصول إلى مكان آمن يشعرون بالقلق حيال هذا الأمر ويعتقدون أنه من غير المرجح أن تصل البضائع الإنسانية إلى محتاجيها من المدنيين.
ولفت إلى أن الكتائب القومية المتطرفة التابعة للجيش الأوكراني الموجودة هناك استنفدت مخزونها من الذخيرة والمواد الغذائية، لذلك يخشى المدنيون من وصول الإمدادات الإنسانية إلى هذه الكتائب ذات التوجّه القومي المتطرف.
وبخصوص قصف المسلحين الأوكرانيين لمصنع فحم الكوك في أفدييفكا أفاد بوشلين بانه قد يؤدّي إلى وقوع عواقب كارثية في المنطقة، وقال: “أما بالنسبة لعواقب تفجير مصنع فحم الكوك في أفدييفكا فقد تكون مروّعة فعلاً والعواقب وخيمة للغاية إذا لم يتم في الوقت المناسب وقف الأعمال الإجرامية من جانب العدو”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت في وقت سابق اليوم أن القوميين الأوكرانيين قبل فرارهم من ضواحي مدينة دونيتسك شرق أوكرانيا قاموا باستفزازات وأعمال تخريب في مصنع للكيماويات ما أدّى إلى انتشار حرائق ودخان سام في مناطق مدنية.
ويعتبر مصنع فحم الكوك المذكور الأكبر من نوعه في أوروبا وتبلغ طاقته الإنتاجية 6.4 ملايين طن من الفحم الخام وينتج 30 نوعاً من فحم الكوك والمنتجات الكيماوية من قطران الفحم وغاز أفران الكوك.
وفي إطار الحديث عن النتائج المباشرة للانتصارات الميدانية في ماريوبول، أعلن نائب رئيس حكومة شبه جزيرة القرم غيورغي مورادوف أنه تم ربط شبه الجزيرة ودونباس بممر بري وذلك كجزء من العملية الخاصة في أوكرانيا.
وقال مورادوف الذي يشغل أيضاً منصب ممثل القرم الدائم لدى الرئيس الروسي وفقاً لوكالة نوفوستي: “ترتبط شبه جزيرة القرم ودونباس الآن بممر بري عبر أراضي أوكرانيا كما تم الاستيلاء على الطريق السريع من القرم إلى ماريوبول”.
وأشار إلى أن هذا الطريق السريع قد يصبح بمنزلة مساعدة لتوريد السلع الإنسانية لسكان المناطق المحررة من جمهورية دونيتسك الشعبية في ظل استمرار المعارك مع القوميين الأوكرانيين.
واعتبر أنه من الضروري التفكير حالياً في التعاون بمجال نقل الشحنات عبر موانئ القرم والموانئ الرئيسة لبحر آزوف وخاصة ماريوبول وبيرديانسك لأن “هذا هو مفتاح التنمية المستقبلية للمنطقة بأكملها”.