دوامة التخبط تتواصل في أنديتنا وكل الحلول غائبة..!.
ناصر النجار
في رياضتنا كل يوم تتجدد المشاكل وتتزايد، خاصة في أنديتنا، ففي اليومين الماضيين مررنا على مشكلتين جديدتين وغريبتين بآن معاً: الأولى: استقالة رئيس نادي الاتحاد، والثانية استقالة مدرب جبلة بعد خمسة أيام من توقيع العقد، وهذا يدل على أن هناك شيئاً خاطئاً تسير به الأمور، فموضوع نادي الاتحاد أكبر من أن نصفه بكلمات بسيطة، بل هو حكاية مستمرة، فمنذ أن كانت الإدارة السابقة تسيّر النادي بخطا ثابتة، كان (الخلل) يلعب في مصنع القرار بالاتفاق مع أبواق إعلامية مأجورة، فتمت إقالة إدارة النادي المنتخبة وتعيين غيرها، ونوّهت “البعث” وقتها إلى أن الإدارة الجديدة غير مستوفية للشروط القانونية، وبعض أعضائها لا يحق لهم أن يكونوا ضمن الإدارة دون أن نجد لهذا الكلام آذاناً مصغية، ومع ذلك لم تصمد هذه الإدارة وطالها التعديل أكثر من مرة، وهي الآن بعهدة أربعة أعضاء فقط بعد استقالة رئيس النادي وعضوين، وللتاريخ والذكرى فإن إدارة نادي الاتحاد لم تعرف الاستقرار أو الرخاء منذ موسمين، وانعكس ذلك على الألعاب والنتائج، وأيضاً عانت من هذا الأمر إدارة نادي حطين التي تغيرت وتبدلت أكثر من مرة، والكرامة مازال يعيش بين التخبط والفوضى، ونادي الوحدة أموره ليست أفضل، وكلنا بات يعرف قصته، فبعد أن كان أكثر الأندية استقراراً طاله التخريب من أوسع الأبواب، والحرية بوضع أكثر سوءاً.
بقية الأندية ليست أفضل، ولسنا هنا بوارد استعراض مشاكلها وعثراتها، فالأندية على سبيل المثال غير قادرة على الاستقرار، والحفاظ على المدرب، أو تأمين متطلبات العمل الفني في كرة القدم، أما بقية الألعاب فحدث ولا حرج، ويكفي أنها تعيش على هامش الاهتمام والدعم في كل الأندية بلا استثناء.
وإذا حاولنا وضع يدنا على الجرح لكانت كرة القدم خير مثال على ما يجري من فوضى وتخبط، والأوضاع الكروية بكل الأندية غير مستوية أو صحية، حتى نادي تشرين الذي يضرب به المثل لولا محبوه لعاش أوضاعاً صعبة، وجاره جبلة يعيش أزمة كبيرة، لدرجة أن مدربه الجديد لم يصمد أكثر من خمسة أيام.
لذلك علينا أن نتساءل: لماذا تراجعت أنديتنا في الموسمين الماضيين بالذات وكثرت مشاكلها ولم تعرف الاستقرار والنضوج؟.
الجماهير لم تعد مقتنعة بالأعذار التي يتحدث بها أصحاب الشأن الرياضي عن أزمات وكورونا وخلافه، لأن الحلول موجودة وكثيرة، لكن أياً منها لم يظهر، حتى قانون الاحتراف مازال نائماً منذ سنتين، ولا ندري متى سيصدر، ونحن إذا اعترفنا أن هناك أزمات، إلا أننا لم نجد الأشخاص القادرين في الرياضة على إدارة أزماتها، بل وجدنا العكس، وعندما نفشل في مواجهة المشاكل التي تعترض الأندية، وليست لدينا القدرة على حلها، فإن أنديتنا ورياضتنا ستتراجعان وتعيشان في دوامة لا نهاية لها.