الجيش الروسي يبسط سيطرته على كامل أراضي مقاطعة خيرسون
في اليوم العشرين من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا لحماية سكان إقليم دونباس ومنع المتطرّفين الأوكرانيين من تنفيذ استفزازات ضدّ روسيا بإيعاز من واشنطن وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، أعلن الجيش الروسي عن إحكام سيطرته على كامل مقاطعة خيرسون، بينما يستمرّ المتطرفون الأوكرانيون باتخاذ المدنيين دروعاً بشرية والاحتفاظ بهم رهائن في مناطق القتال، وذلك في الوقت الذي لا تزال فيه المفاوضات الروسية الأوكرانية تراوح مكانها بفعل فقدان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلنسكي السيطرة على الوضع في البلاد.
فقد بسطت قوات الجيش الروسي سيطرتها على كامل أراضي مقاطعة خيرسون بجنوب أوكرانيا، حسبما أعلنت وزارة الدفاع الروسية صباح اليوم الثلاثاء.
وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف في إفادة صحفية: إن العسكريين الروس أسقطوا خلال اليوم الماضي طائرتين أوكرانيتين ومروحية و13 طائرة مسيرة، بينما دمّرت القوات الجوية الروسية 136 منشأة عسكرية أوكرانية.
واستولت القوات الروسية على نقطة محصّنة للقوميين والمرتزقة الأجانب شمال العاصمة الأوكرانية كييف، حيث تم العثور على 10 أنظمة صواريخ “جافلين” المضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة الغربية الصنع.
وذكرت الدفاع الروسية أن أنظمة “جافلين” وغيرها من الأسلحة الأجنبية المغتنمة، يجري تسليمها إلى قوات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
ودمّرت القوات المسلحة الروسية حظائر للطائرات في المطار بالقرب من كراماتورسك في دونباس، كانت بداخلها 4 طائرات هجومية من طراز Su-25 ومروحية Mi-24 و5 مروحيات من طراز Mi-8 تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية.
وحسبما أفاد كوناشينكوف، فإنه منذ بداية العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا، قامت القوات الروسية بتدمير ما مجموعه 156 طائرة مسيرة، و1306 دبابات ومركبات قتالية مصفحة أخرى، و127 راجمة صواريخ، و471 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهتون، إضافة عن 1054 قطعة من المركبات العسكرية الخاصة.
وفي شأن آخر، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، أن المسلحين في أوكرانيا يحتجزون أكثر من 7 آلاف مواطن أجنبي كرهائن.
وقال: “يحتجز المسلحون والقوميون الجدد في أوكرانيا أكثر من 7 آلاف مواطن أجنبي كرهائن، وأطقم 70 سفينة أجنبية محاصرة في الموانئ الأوكرانية”.
وأضاف: “تلقينا خلال الـ24 ساعة الماضي 11.4 ألف طلب إجلاء من أوكرانيا إلى روسيا، وتم حتى الآن إجلاء 11372 شخصاً من المناطق الخطرة في أوكرانيا، من ضمنهم 1873 طفلاً”.
وتابع: “تم بالفعل تسليم 2709 أطنان من المواد الإنسانية إلى خمس مناطق في أوكرانيا، بالإضافة إلى مناطق في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين في دونباس”.
وأشار إلى أن “الدول الغربية والأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا واللجنة الدولية للصليب الأحمر، تعمل على إخفاء حقائق الهجمات الصاروخية والمدفعية على المناطق المكتظة بالسكان في دونيتسك”.
من جهة ثانية، صرّح مدير الدائرة الثانية لبلدان رابطة الدول المستقلة بوزارة الخارجية الروسية، ألكسي بوليشوك، أن العسكريين الروس يسيطرون على الوضع في محطتي تشيرنوبل وزابوروجيه الذريتين بأوكرانيا.
وقال بوليشوك في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية: “في الوقت الراهن يشرف العسكريون الروس على الوضع في محطتي تشيرنوبل وزابوروجيه النوويتين الأوكرانيتين، وذلك بالتعاون مع الحرس الأوكراني وموظفي المحطتين. وتعمل المحطتان بنظام عادي والمستوى الإشعاعي فيهما طبيعي، الأمر الذي تؤكده الوكالة الدولية للطاقة الذرية”.
وأضاف: إن “الجهود الرئيسية موجهة حالياً إلى منع وقوع أي استفزاز ضد مرافق البنية التحتية الحيوية هذه من جانب القوات الأوكرانية القومية المتطرفة”، مشيراً إلى الأهمية الخاصة لهذه المسألة “بعد استفزاز نظموه في الليلة من الـ3 إلى الـ4 آذار الجاري في منطقة محطة زابوروجيه النووية”.
إلى ذلك، أفاد مكتب الدفاع لجمهورية دونيتسك الشعبية بأن القوات الأوكرانية تحتجز 17 طفلاً رهائن في مدينة سلافيانسك الأوكرانية وتنوي نقلهم إلى جهة مجهولة.
ونقل المكتب أيضاً عن سكان قرى ميرنويه وغرانيتنويه وستاروإيغناتييفكا أنه تم إرسال هؤلاء الأطفال في 20 شباط الماضي إلى مدينة سفياتوغورسك.
وقال: “يوجد الأطفال حالياً في مدينة سلافيانسك، هذا ما قالوه لذويهم أثناء المكالمة الهاتفية التي جرت اليوم. كما أضافوا إنه من المخطط إجلاؤهم الإجباري إلى مكان مجهول في الساعة 14:00 اليوم الثلاثاء بتوقيت كييف”.
وطالب المكتب بإعادة الأطفال إلى أسرهم بأسرع وقت ممكن.
جاء ذلك بينما قالت قيادة القوات الشعبية بجمهورية دونيتسك: إن وحداتها المقاتلة تمكّنت حتى الآن من تحرير 93 مركزاً سكنياً في الجمهورية، بما في ذلك العديد من المدن والبلدات.
وذكرت القيادة، أن قواتها تمكنت مع حلول يوم 13 آذار الجاري، من تحرير 90 من المراكز السكنية في الجمهورية.
وأضافت القيادة في بيانها اليوم: “مع حلول يوم 15 آذار 2022 تمكنت القوات الشعبية التابعة لجمهورية دونيتسك، من تحرير 93 مركزاً سكنياً على أراضي جمهورية دونيتسك الشعبية، بما في ذلك رافنوبل وزلاتاوستوفكا وبليجنيه”.
وتحاصر القوات الشعبية، مدينة ماريوبول التي كان عدد سكانها يبلغ في لحظة إعلان قيام جمهورية دونيتسك الشعبية في عام 2014، حوالي 450 ألف نسمة، وهي بذلك تعتبر ثاني أكبر مركز سكني في الجمهورية بعد دونيتسك.
وفي السياق، قال رئيس دونيتسك الشعبية دينيس بوشيلين: إن قوات جمهوريته تمكنت من التقدم بشكل كبير في مدينة ماريوبول.
وأضاف بوشيلين، في حديث تلفزيوني: “تمكنت وحداتنا المسلحة من التقدم بشكل جدي نسبياً خلال الليلة الماضية، مع الأخذ بالاعتبار أن ماريوبول مدينة كبيرة”.
ووفقاً له، لم يتبقّ لدى القوات والفصائل الأوكرانية، إلا القليل من الإمكانيات لنقل الذخيرة والأسلحة والمؤن إلى هناك.
وقال: “في ماريوبول، تم قطع جميع الإمدادات من فترة بعيدة نسبياً، ويبدو ذلك واضحاً من طبيعة تصرّفات العدو”.
وتابع بوشيلين: “الحرب كالعادة تترافق بالخسائر، وللأسف تحدث خسائر من جانبنا أيضاً. لكن هذا لا يوقفنا بأي حال من الأحوال، بل يجعلنا نتحرك بشكل أكثر كثافة”.
وأشار بوشيلين، إلى أنه لا تزال قائمة مشكلة خروج المدنيين من ماريوبول، ويعود سببها إلى أن المسلحين الأوكرانيين يمنعون السكان من مغادرة المدينة بحرية”.
وشدّد بوشيلين، على أن المعارك لا تزال ضارية هناك، ويتم تطهير المدينة بوتيرة مستمرة.
وفي سياق آخر، قالت قيادة القوات الشعبية في جمهورية دونيتسك: تم إنقاذ جميع عمال منجم “سكوشينسكي” للفحم في دونيتسك، الذين علقوا تحت الأرض بعد قصف أوكراني.
وأضافت القيادة في بيانها: “بفضل الكفاءة المهنية لفرق الإنقاذ، تم رفع جميع عمال المناجم إلى السطح”.
في وقت سابق من اليوم، أعلنت القيادة، أن 80 عاملاً علقوا تحت الأرض بمنجم للفحم في دونيتسك بعد قصف من جانب فصائل مسلحة أوكرانية.
وذكرت أن القصف الأوكراني، تسبّب بتعطيل عمل فتحات التهوية، ويقوم المختصون بأعمال الإصلاح والترميم.
وفي تطوّر لافت، أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو أن صاروخاً باليستياً من طراز “توتشكا أو” تم إطلاقه من أراضي أوكرانيا باتجاه بيلاروس قبل يومين وتم اعتراضه.
وقال لوكاشينكو خلال اجتماع أجراه مع قادة وضباط هيئة أمن الدولة البيلاروسية اليوم الثلاثاء: “لقد قلت لكم سابقاً إنه ستكون هناك محاولات لجرّنا إلى هذه الحرب.. ومما يدل على ذلك إطلاق صاروخ جديد باتجاه أراضينا البيلاروسية، وهو صاروخ من طراز “توتشكا أو” أطلق ليلاً قبل يومين وجرى اعتراضه وتدميره فوق نهر بريبيات بنجاح بالتعاون مع زملائنا الروس”.
وتابع قائلاً: “ما معنى ذلك؟ هل يا ترى يريدون تدمير بيلاروس بصاروخ وحيد؟ إنه أمر مستحيل فهذا الصاروخ لن يبلغ أراضي بيلاروس. إذاً ما سبب هذه الأفعال؟ السبب هو سعيهم إلى استفزازنا وحملنا على خطوات جوابية. لكننا لسنا حمقى إلى هذا الحد، وإذا رددنا فسيكون ردّناً قوياً وسيشعر به الجميع. لكننا ما زلنا صابرين”.
وجاءت تصريحات لوكاشينكو بعد يوم من إعلان سلطات جمهورية دونيتسك الشعبية عن مقتل 20 شخصاً بينهم أطفال وإصابة آخرين بجروح نتيجة هجوم شنته القوات الأوكرانية باستخدام صاروخ “توشكا-أو” على مدينة دونيتسك.
وفيما يشبه الردّ على محاولة أخرى بائسة من المتطرقين الأوكرانيين لجرّ رومانيا إلى التدخّل في هذه الحرب، قال وزير الدفاع الروماني فاسيلي دينكو: إن الطائرة من دون طيار التي سقطت على قضاء بيستريتا في بلاده، كانت طائرة للبحوث والدراسات، وتم إطلاقها من أراضي أوكرانيا.
وأضاف الوزير: “لم يكن الدرون المذكور كبير الحجم جداً، ولا يزيد عرضه على المتر الواحد كثيراً. هي طائرة دون طيار للبحوث والدراسات. ولم يكن بها أي متفجرات”.
وتابع الوزير: “من الواضح أننا لا نعرف بدقة من أين أتت، إنها طائرة دون طيار سوفيتية الصنع، ولم يتم استخدامها في الخدمة العسكرية، وتم وقف تشغيلها بعد عام 1989”.
واعترف وزير الدفاع بأنه عرف بالحادث من قبل أحد السكان المحليين. في البداية أعتقد أن هذه كانت مزحة نظمها ناد للطيران الشراعي في المنطقة، لأن الوزير نفسه ولد في هذه المنطقة.
وقال: “اتصلنا بممثلي أوكرانيا، وهم يحاولون أيضاً تحديد مكان إطلاقها، لأنه من الواضح أن هذه طائرة دون طيار انطلقت من أراضيهم. على الأغلب من منطقة الكاربات، لأنها لا تستطيع التحليق لفترة طويلة”.