بين إحصائيات 2010 و2021.. تراجع هائل في الحوادث المرورية
دمشق – لينا عدره
ليس مصادفةً أن يشكل المرفق المروري أحد أهم مقاييس التطور العالمية، بعد الطب والهندسة – حسب تصنيفات الأمم المتحدة – لما يتمتع به من أهمية كبرى في حياة الشعوب، حيث اعتبرت حوادث الطرق من بين أول عشرة أسباب للموت في العالم، لتأتي إحصائيات وزارة الصحة السورية، قبل عام 2009، وتؤكد أن حوادث المرور تندرج في المرتبة السادسة، أو السابعة، للوفيات بعد أمراض الأورام والقلب. ولكن ما حدث هو أن إحصائيات إدارة المرور في وزارة الداخلية سجلت تراجعاً ملحوظاً في أعداد الحوادث المرورية، وأعداد ضحاياها، ابتداء من العام 2010، حيث بلغ إجمالي عدد الحوادث في ذلك العام 31492، وعدد جرحاها 15236، بوفيات وصلت لـ 2118، لينخفض عدد الحوادث لـ 11349 ومعه الجرحى لـ 7452 والوفيات لـ 549، في العام الماضي 2021.
وانطلاقاً من هذا “التراجع”، المسجل في خانة التقدم والإيجابية، ولأهمية نشر الثقافة المرورية، أقامت مديرية الإعلام التنموي في وزارة الإعلام، اليوم، بالتعاون مع وزارة الداخلية، واللجنة الإعلامية المرورية التي تضم مختلف وزارات الدولة المعنية بالمرفق المروري (نقل وتربية وأوقاف وتعليم إضافة لمختلف المنظمات الشعبية)، ورشة عملٍ حول قضايا السلامة المرورية، وذلك في مبنى الوزارة.
مدير إدارة المرور في وزارة الداخلية، رئيس اللجنة الإعلامية، العميد جهاد عادل السعدي، أكد في تصريحٍ خاص لـ “البعث” ضرورة تسليط الضوء والتعاون على صعيد إيجاد بعض الحلول للحوادث المرورية التي كثرت في الفترة الأخيرة، وأدت إلى نتائج مفجعة، خاصة بين فئات الشباب، مشدداً على أن التوعية المرورية والوصول للسلامة المرورية هو السبيل الأمثل والأفضل للحد من الحوادث المرورية، وأن “التوعية الإعلامية بمختلف أنواعها، المقروءة والمسموعة والمرئية، إضافة لمواقع التواصل الاجتماعي” تشكل أحد أهم مصادر التوعية المرورية. موضحاً أن الورشة ستعتمد في ختام عملها على أسلوب عمل ونهج جديدين، وأن استمرار عقد الندوات وحملات التوعية بإشراف اللجنة الإعلامية – وقد زادت خلال الأشهر الأربعة الأخيرة عن 150 ندوة في مختلف المحافظات، تركز معظمها في المدارس والجامعات – والعمل على بث الوعي المروري لدى فئة الشباب، وتأسيس جيل يتحلى بالفكر المروري والتوعية المرورية، بات، وفي هذا التوقيت بالتحديد، حاجة ماسة وأكثر من ضرورية. ذلك أننا – يضيف العميد السعدي – بتحلينا بالوعي المروري سنساهم حكماً بالتخفيف والحدّ من هذه الحوادث.
ولفت مدير إدارة المرور في وزارة الداخلية، إلى أن النسبة الأكبر للحوادث المفجعة تحدث على الاوتوسترادات والطرق الخارجية، وليس داخل المدن، مثل اوتوستراد دمشق – ريف دمشق، واوتوستراد حمص – طرطوس – اللاذقية، إضافةً إلى اوتستراد درعا الذي يربط سورية مع الأردن، أي أن الحواث تكثر على الشبكة المركزية التي تربط بين المحافظات وعلى الاوتسترادات الدولية، وذلك بسبب السرعة الزائدة وعدم التقييد بقواعد المرور وضعف الوعي لدى البعض، وكشف أن الوزارة اتخذت مزيداً من الإجراءات التي قد تخفف أو تحد من الحوادث، كنشر المزيد من كاميرات المراقبة وزيادة عدد الرادارات.
وتطرق العميد السعدي، في هذا المجال، إلى الدور المهم الذي يضطلع به المجتمع الأهلي، ممثلاً بالجمعية السورية للوقاية من حوادث الطرق، والتي أقامت بالتوازي العديد من الندوات التخصصية، مؤكداً على تعزيز التشاركية بين المجتمع المحلي والحكومي، على ألا تكون تشاركية لحظية بل مستمرة وشاملة، لا أن تقتصر على عيد المرور أو المناسبات الاحتفالية.
الدكتور عربي المصري، الأستاذ في كلية الإعلام في جامعة دمشق، بين أن الدور الرئيسي للورشة يتمحور حول الطرق التي يجب إتباعها لكي يمارس الإعلامي دوره في التوعية الإعلامية، إضافة إلى التركيز على نوع الصحافات التي يمكن أن يطرقها ليوصل رسالة إعلامية مؤثرة، يجب أن تكون جذابة بشكلها، وقادرة على شد انتباه الناس، لأنها مرتبطة بحياتهم وبخط دفاعهم الأول عن البقاء، خاصة وأن هذه الرسالة تعني كل الناس، ما يساعدها على الوصول إليهم، وشدد د. المصري على توظيف صحافة البيانات، وصحافة الحلول والتقارير، التي تساعد في إيصال الرسالة للناس، وتستطيع أن تزيد من وعيهم تجاه هذه المسألة، سواء كانوا من قادة المركبات أو من هم في محيطها، ولربما من هذه النقطة يستمد هذا النوع من الورشات خصوصيته، فهي تشكل نوعاً من التنبيه لخطر عدم التقييد بقواعد السلامة المرورية، ما يُظهِر الحاجة الكبيرة لتعاون مختلف الجهات بهدف حمايةً المجتمع من خلال ترسيخ وتكريس مفاهيم السلامة المرورية.