بيسكوف: لسنا قريبين من توقيع اتفاق مع أوكرانيا
البعث- وكالات:
نفى المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن تكون روسيا وأوكرانيا اقتربتا من توقيع اتفاق لإنهاء الأزمة الحالية مشيراً إلى أن العمل على ذلك لا يزال مستمراً.
وقال بيسكوف في تصريح للصحفيين اليوم إن الوفد الروسى جاهز لإجراء مفاوضات على مدار الساعة مع الوفد الأوكراني ولكن لا يوجد حماس من قبل الجانب الآخر مبيناً أن المحادثات التي بدأت أمس ستستمر اليوم عبر الفيديو.
وتعليقاً على قرار محكمة العدل الدولية بضرورة وقف العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا قال بيسكوف إن روسيا لا يمكنها أن تتفق مع هذا القرار ولن تأخذه في الاعتبار مشيراً إلى أن أي قرار يحتاج إلى موافقة الطرفين.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية أن تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن حول الرئيس فلاديمير بوتين غير مقبول وقال بيسكوف: “رئيسنا شخصية دولية حكيمة وبعيدة النظر ومثقفة ومثل هذه التصريحات التي أدلى بها بايدن غير مسموح بها على الإطلاق وغير مقبولة ولا تغتفر والأهم من ذلك أنه لا يحق لرئيس الدولة الذي قصف الناس في جميع أنحاء العالم لسنوات عديدة أن يصرح بها”.
في الأثناء، جددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا التأكيد على أن وسائل الإعلام الغربية تنشر الأكاذيب حول العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وتتجاهل جرائم كييف في دونباس.
وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي بموسكو اليوم “إن النظام النازي في كييف ارتكب أبشع الجرائم في دونباس طوال السنوات الثماني الماضية والغرب يتجاهل هذه الجرائم ويزور الحقائق وينشر الأكاذيب حول العملية الروسية”.
وأوضحت زاخاروفا أن ما نقلته وسائل إعلام أمريكية من مزاعم عن غارة روسية على مبنى المسرح في ماريوبول “كذب محض” حيث أن المتطرفين الأوكرانيين هم من قاموا بتفجيره مشيرة إلى أن هناك الكثير من الفيديوهات والصور المزورة التي جهزتها سلطات كييف وجرت عمليات المونتاج عليها في دول حلف شمال الأطلسي ناتو لاتهام روسيا لكن الحقيقة ستظهر وسيعاقب من قام بالجرائم.
وحول دعم الولايات المتحدة برنامجاً بيولوجياً عسكرياً سرياً في أوكرانيا أوضحت زاخاروفا أن موسكو تطالب كييف وواشنطن بتقديم جميع المعلومات حول الأسلحة البيولوجية والنشاط العسكري في المختبرات على الأراضي الأوكرانية مشيرة إلى أن الإصرار على الصمت وإخفاء الحقائق وعدم الاستعداد للحديث عن ذلك في محافل المنظمات الدولية أمر يثير القلق.
ولفتت زاخاروفا إلى أن موسكو لا تستبعد إمكانية استخدام آليات المادتين 5 و6 من اتفاقية حظر تطوير وإنتاج الأسلحة البيولوجية التي بموجبها يجب على الدول الأطراف أن تتشاور مع بعضها البعض في حل المسائل المتعلقة بأهداف الاتفاقية وتنفيذ أحكامها والتعاون في إجراء أي تحقيقات في الانتهاكات المحتملة.
وفيما يخص المفاوضات الروسية الأوكرانية بينت زاخاروفا أن المفاوضات مستمرة عبر الفيديو وتجري مناقشة القضايا العسكرية والإنسانية والسياسية مشيرة إلى أن مطالب روسيا واضحة للغاية فهي تريد إزالة النزعة النازية من أوكرانيا والحد من تسلحها وتحويلها إلى دولة محايدة .
ولفتت زاخاروفا إلى أن الأمانة العامة للأمم المتحدة تتخذ موقفاً متحيزاً مثيراً للقلق بشأن الأحداث في أوكرانيا وقالت “إننا ندعو الأمين العام أنطونيو غوتيريش ومرؤوسيه إلى العودة للتقيد الصارم بوضع الموظف المدني الدولي ما يعني ضمناً موقفاً متساوياً يهدف إلى إيجاد فرص للحوار والتعاون”.
وأضافت زاخاروفا تعليقا على تقارير إعلامية أن براتيسلافا قررت تزويد كييف بمجمعات صواريخ مضادة للطائرات من إنتاج سوفيتي: “إذا تم اتخاذ مثل هذا القرار – ليس بالنسبة فقط لسلوفاكيا، ولكن أيضا بالنسبة لدول أخرى، فإنهم يخلقون مشاكل لأنفسهم .. إنهم يخلقون مشاكل مباشرة بأيديهم.. الأمر نفسه ينطبق على تجنيد المرتزقة”.
من جانب أخر لفتت المتحدثة بخصوص العلاقات مع واشنطن، إلى أنه لا توجد الآن عملية مفاوضات نشطة بين روسيا والولايات المتحدة، والاتصالات محدودة: “روسيا حتى اللحظة الأخيرة، حتى الساعات الأخيرة، كانت تنتظر الولايات المتحدة في أوروبا لإجراء مفاوضات، لكن الجانب الأمريكي لم يصل.. لامفاوضات نشطة حاليا”.
وفيما يخص انسحاب روسيا من مجلس أوروبا، أوضحت زاخاروفا أن موسكو انسحبت من مجلس أوروبا بسبب أفعالهم، ولم تكن تنوي أن تغدو “فتى يتعرض للضرب”.
وأضافت قائلة: “لقد حد (مجلس أوروبا) من حقوقنا كعضو في هذه المنظمة، لقد حدوا ببساطة من حقوقنا: أن نحرم من حقوقنا، وندفع المستحقات، وألا نكون قادرين على الدفاع عن وجهة نظرنا”.
وحول إمكانية استبعاد روسيا من مجموعة العشرين، قالت زاخاروفا إنه “لا معنى للتعليق على التصريحات الافتراضية حول استبعاد روسيا من مجموعة العشرين فهي بلا معنى وغير مناسبة.. رغم محاولاتهم. ولو كان بمقدروهم لكانوا وحدهم قد بقوا على الأرض”.
في سياق متصل، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده تدرس خيارات اقتصادية بديلة وتوسيع مجالات العمل مع الشركاء لتجاوز العقوبات الغربية المفروضة عليها.
وقال بوتين أثناء ترؤسه اليوم اجتماعاً بخصوص التنمية في القرم: نلتقي معكم قبيل ذكرى إعادة انضمام القرم إلى روسيا ونتذكر جميعاً الشجاعة والوطنية اللتين أظهرهما سكان القرم وسيفاستوبول في ذلك الحين عندما شكلوا جداراً في طريق النازيين الجدد والراديكاليين الذين دبروا انقلاباً سلطويا في كييف.
وأضاف بوتين: الناس في القرم وسيفاستوبول اتحدوا وانتصروا واتخذوا خيارهم الحر ليكونوا مع روسيا ولقد أثبتت السنوات الماضية أن هذا القرار كان صحيحاً وجاء في الوقت المناسب ويكفي النظر لما يحدث في دونباس لإدراك ذلك.
وأشار بوتين إلى أن العقوبات غير المسبوقة التي فرضت على روسيا رداً على إطلاقها عملية عسكرية في أوكرانيا تؤثر على خطط التطوير في شبه جزيرة القرم مشيراً في الوقت ذاته إلى أنها “توفر فرصاً مالية جديدة”.
وأوضح بوتين أنه يمكن في هذه الظروف للشركات الروسية الكبرى ومنها المصارف التي امتنعت حتى الآن عن ممارسة أنشطتها في القرم بغية تفادي العقوبات من قبل الغرب بدء عملها هناك بهدوء حيث لم يعد هناك أي شيء للتخوف منه.
فيما أكد نائب رئيس مجلس الأمن القومي الروسي ديمتري ميدفيديف أن السلوك الذي اتبعته الدول الغربية تجاه بلاده في السنوات الأخيرة هو سلوك إجرامي وغير أخلاقي.
وقال ميدفيديف في قناته على تلغرام اليوم “إن سلوك دول العالم الغربي تجاه روسيا في السنوات الأخيرة مثير للاشمئزاز وإجرامي وغير أخلاقي بالرغم من حقيقة أننا أردنا بصدق أن تكون لدينا علاقة جيدة معهم”.
وأضاف ميدفيديف “إن توسع حلف شمال الأطلسي “ناتو” نحو حدودنا والحرب الاقتصادية والمعلوماتية التي اندلعت ضد بلدنا على جميع الجبهات والتهديدات والترهيب والتعامل الشرس مع مواطنينا في الخارج لا نهاية لها وكل ذلك هو سبب التفاقم الشديد للوضع الدولي الذي يعيشه العالم بأسره هذه الأيام”.
وشدد ميدفيديف على أن خطط الغرب في اخضاع وتقسيم روسيا لا يمكن أن تتحقق لأن لديها ما يكفي من القوة لرد كل الأعداء مشيراً إلى أن بلاده ستواصل الكفاح من أجل تحقيق نظام عالمي لا مكان فيه للنازيين المهووسين والأكاذيب التاريخية والإبادات الجماعية.
إلى ذلك، قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن حلف شمال الأطلسي “الناتو” لن يتدخل في الصراع الدائر في أوكرانيا.
وأضاف شولتس اليوم الخميس في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، “هناك شيء واحد يجب قوله بوضوح وبشكل لا لبس فيه لن يكون هناك تدخل عسكري من الناتو، لكن الغرب سيواصل تقديم الدعم المالي والإنساني لهذا البلد، إضافة إلى الإمدادات العسكرية”.
وكان المتحدث باسم مجلس الوزراء الألماني شتيفن هيبيشترايت، قد أكد أمس الأربعاء، رفض برلين فكرة إرسال عسكريين من قوات حلف شمال الأطلسي إلى أوكرانيا.