سورية تطالب بعدم تسييس عمل اليونيسكو حيال الأزمة الأوكرانية
استنكرت سورية محاولات التسييس والاستقطاب الانتهازي التي تشهدها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونيسكو” حيال الأزمة الأوكرانية مطالبة إياها بالوقوف على مجريات الأزمة دون انتقائية ودون تحيز أو تمييز.
وقالت مندوب سورية الدائم لدى اليونيسكو السفيرة لمياء شكور في مداخلة أمام اجتماع للمنظمة اليوم حول الوضع الراهن في أوكرانيا في مختلف مجالات اليونيسكو: لطالما طالبت سورية بصفتها دولة عضواً مؤسساً في منظمة اليونيسكو منذ عام 1946 بنبذ التسييس في كنف المنظمة والعمل جنباً إلى جنب مع العديد من بناءي هذا الصرح الأممي دون هوادة في ترسيخ بناء السلام في عقول النساء والرجال ولإرساء مرتكزات التعاون الدولي متعدد الأطراف تماشياً مع روح الميثاق التأسيسي للمنظمة لتستديم حصناً منيعاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي الإنساني وتواصل دورها في تماسك الشعوب وتعاضدها في وجه الأزمات المتتالية التي تهدد الإنسانية وآخرها جائحة كوفيد19 التي مازالت دول الجنوب ترزح تحت وطأتها.
وأعربت شكور عن أسف سورية بأن مشروع القرار المقترح حول الوضع الراهن في أوكرانيا لم يرق إلى تعزيز مساعي الحوار والتفاوض لا بل إنه يقلص مساحات التسوية الفورية الممكنة كما إنه يطوق سبل درء تداعيات الأزمة الأوكرانية في الآجال القريبة لأنه في حال اعتماد القرار يؤجج النزاعات ويحول دون تمكين اليونيسكو من اتخاذ التدابير السريعة لتلبية الاحتياجات الناشئة عن تضرر مجالات اختصاصها في أوكرانيا مؤكدة ضرورة اتخاذ موقف موحد لتبني التعديل المقدم من الاتحاد الروسي وترحيب سورية أيضاً بالتعديل المقدم من السنغال.
وشددت مندوب سورية الدائم لدى اليونيسكو على مطالبة سورية منظمة اليونيسكو بالوقوف على مجريات الأحداث الراهنة في أوكرانيا دون انتقائية ودون تحيز أو تمييز ومطالبتها أيضاً المجلس التنفيذي أن يظل نبراساً للسلام لأن اليونيسكو التي ولدت في أتون الحرب العالمية الثانية تقف اليوم أمام منعطف تاريخي لولادة عالمنا الجديد.
وقالت شكور: سورية تستنكر المحاولات البائسة للاستقطاب الانتهازي الذي تشهده المنظمة حيال الأحداث الجارية في أوكرانيا ولا سيما المحاولات الحثيثة لارتهان القضايا المحورية والأساسية التي تختص بها منظمتنا وهي التربية والعلم والثقافة والاتصال ما يهدد صيرورة اليونيسكو وهويتها نتيجة استفحال ممارسة الكيل بمكيالين وازدواجية المعايير مؤكدة وجوب الحفاظ على المنظمة والنأي بها عن أن تصبح مختبراً أممياً لتكريس انشطار العالم في القرن الحادي والعشرين وشاهداً على شرذمته وتفكيكه.
وفي سياق آخر أكدت شكور أن سورية تواصل منذ عام 2011 محاربة الإرهاب حتى القضاء على فلول تنظيماته من “داعش” و”جبهة النصرة” و”القاعدة” كما تحارب التطرف ومحاولات النيل من وحدتها أرضاً وشعباً رغم استمرار الغرب في عرقلة الحل السياسي وعودة اللاجئين وعملية إعادة إعمار ما دمره الإرهاب.
ولفتت شكور إلى أن سورية مستمرة بعزيمة وإصرار في جهود النهوض من تبعات الأزمة وصون القرار الوطني السياسي والعمل على تجاوز تداعيات الإجراءات الاقتصادية الغربية غير الشرعية بالاعتماد الذاتي على مقدراتها وطاقاتها وإعادة إحياء وصون الهوية الثقافية والتراث الثقافي المادي واللامادي ومتابعة العملية التربوية والتعليمية والعمل على تحرير كل شبر من أرضها من الاحتلال بما فيها الجولان السوري المحتل.