حرب الغلاء!
ليس سهلاً على أصحاب الدخول المحدودة أن يستفيقوا كلّ يوم على موجة غلاء “تسونامية” تكتسح في طريقها كل شيء، وتجعل الناس وأرباب الأسر على وجه التحديد في حيرة من أمرهم!.
وقد زاد في الأمر سوءاً اتساع هوة الفقر وتعاظم الفجوة ما بين الدخل والإنفاق، وتراجع قوة الليرة الشرائية وجنون الأسواق وحيتانها الذين لا يجدون من يضبطهم، على عكس التصريحات الحكومية التي تبدو غير مدركة لحقيقة الموقف وخطورته والعواقب الخطيرة المحتملة. ولربما تسبّب التسرع في تطبيق قرار إعادة توزيع الدعم لمستحقيه، وما رافق ذلك من أخطاء في قواعد البيانات التي اعتمدت، بخسارة الأمرين معاً: الدعم وضبط الأسواق!.
أما وبعد أن وصل الحال إلى ما يشبه المحال من الانفلاش والاستهتار، فلا بد من صحوة رسمية بصلاحيات استثنائية تكون قادرة على محاصرة تجار الأزمات والمحتكرين وسادتهم، وتفكيك شبكاتهم، لنتمكن من إعادة القطار للسكة ومحاصرة المتاجرين بلقمة الناس وتفاصيل حياتهم، وهذا لن يكون إلا بالحضور القويّ الفاعل للمؤسّسات والجهات ذات العلاقة والفريق الاقتصادي، الذي يتحمّل ما جرى ويجري، من خلال إعلانها حرباً مفتوحة على الغلاء وأخواته. فما ربحناه بحربنا على الإرهاب لا يجوز أن نخسره في حرب الاقتصاد، والسوريون الذين صمدوا، ودحروا عتاة الحرب والمنغمسين فيها، لا يصح أن يسمحوا لحفنة مستغلة أن تنتصر عليهم بحرب التجويع والحصار الشرسة التي تُشنّ علينا. وهذه بالدرجة الأولى مسؤولية الدولة بكل ما للكلمة من معنى.
وائل علي