لافروف: واشنطن تمنع كييف من الموافقة على الحد الأدنى من المطالب الروسية في المفاوضات
حمل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف واشنطن المسؤولية في فرض موقفها على الحكومة الأوكرانية في المفاوضات المتواصلة بين موسكو وكييف والتي تهدف لوقف العمليات القتال في أوكرانيا.
وشدد لافروف في كلمة ألقاها اليوم السبت أمام المشاركين في المسار الدولي من مسابقة “زعماء روسيا”، على أن موسكو أيدت دائما حل جميع القضايا دبلوماسيا، مضيفا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وافق بعد بدء موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا على اقتراح رئيسها فلاديمير زيلينسكي إطلاق مفاوضات سلام.
ولفت وزير الخارجية الروسي إلى أن مشاركة الوفد الأوكراني في المفاوضات كانت شكلية في البداية، لكن لاحقا “تم تحسين بعض الحوار”.
وتابع: “وذلك على الرغم من أنه يشعر دائما أن الأمريكيين على الأرجح يمسكون بيد الوفد الأوكراني ولا يسمحون له بالموافقة على الحد الأدنى على الإطلاق، حسب رأيي، من المطالب”. وأكد لافروف أن “العملية لا تزال تمضي قدما” على الرغم من كل العوائق.
لافروف: عمليتنا العسكرية في أوكرانيا أفشلت مشروع الغرب المعادي لروسيا
وأعتبر لافروف أن ما يجري حاليا في أوكرانيا وما حولها يمثل ذروة النهج الذي بدأ الغرب اتباعه بحق روسيا منذ أوائل تسعينيات القرن الماضي “عندما أدرك أن روسيا لن ترضخ لإملاءاته وأن لديها رأيا خاصا بها”.
وتابع أنه لم يكن لروسيا أي خيار آخر سوى إطلاق عمليتها العسكرية في أوكرانيا، مضيفا أن موسكو بهذه الخطوة “تمكنت من إحباط مشروع الغرب المعادي لروسيا”.
وأعرب الوزير عن أمله في أن تتوج العملية الروسية في أوكرانيا بتبني وثائق شاملة تخص هواجس موسكو، منها المسائل الأمنية ووضع أوكرانيا الحيادي مع تقديم ضمانات أمنية إليها، بالإضافة إلى حظر القوانين التي تشجع على النازية وتخالف حقوق الناطقين باللغة الروسية.
وقال الوزير إنه “من الصعب أخذ السياسات التي ينتهجها الرئيس زيلينسكي على محمل الجد”، مشيرا إلى أن “الحياة كشفت عن قيمة أقواله”.
وأشار لافروف إلى أن تصريحات الرئيس الأوكراني عن عدم تقديمه أي دعم إلى النازيين الجدد في بلده تتناقض مع أفعاله.
ووجه عميد الدبلوماسية الروسية انتقادات شديدة اللهجة إلى الغرب متهما إياه بأنه “سحق بقدميه ما يسميه قيمه ومبادئ السوق الحرة وحرمة الممتلكات الخاصة وأدلة البراءة”.
وشدد لافروف على أن روسيا منذ بداية عهد الرئيس بوتين مطلع العقد الأول من القرن الـ21 كانت منفتحة على التعاون مع الغرب بصيغ مختلفة، كانت بعضها قريبة من علاقات تحالفية، معربا عن أسفه إزاء عدم حصول ذلك.
وقال: “لا نزال بطبيعة الحال منفتحين على التعاون مع أي دول، منها دول غربية، لكننا لا نعتزم التقدم بأي مبادرات في ظل السلوك الذي اختاره الغرب”.
وحمل لافروف الولايات المتحدة المسؤولية عن مطالبة جميع الدول بالتوقف عن التعاون مع روسيا، مشيرا إلى أن “توجيه مثل هذه المطالب والإنذارات النهائية إلى الصين والهند ومصر وتركيا يعني على الأرجح إما انفصال زملائنا الأمريكيين عن الواقع أو معاناتهم من عقدة التفوق المطلق”.
تعاون روسيا والصين سيتوطد والغرب فقد مصداقيته كشريك اقتصادي
كما اتهم لافروف الغرب بـ”تقويض أسس النظام العالمي”، مشددا على أن تعاون موسكو وبكين سيتعزز في هذه الظروف.
وقال لافروف، متحدثا عن أفق التعاون بين موسكو وبكين: “هذا التعاون سيتوطد، وفي ظروف تقويض الغرب بشكل صارخ جميع الأسس التي يعتمد عليها النظام العالمي، يتعين علينا كدولتين كبريين التفكير في كيفية مواصلة حياتنا في هذا العالم”.
وتابع: “لدينا الكثير من العمل للقيام به، وزعيمانا وغيرهما من أعضاء الحكومتين ووزارتا خارجيتنا يعملون بنشاط ضمن إطار الحوار التقليدي الدوري”.
ولفت الوزير إلى أن الغرب في المرحلة الحالية يطرح أمام نفسه هدف “القضاء على روسيا والانتقال إلى مواجهة الصين”، مشيرا إلى أن الغرب يرى في بكين خطرا بسبب نموها الاقتصادي الذي بدأ بعد موافقة الصين على قواعد اللعبة الاقتصادية الدولية.
وخاطب لافروف الغرب القول: “إنها (الصين) في ملعبكم حاليا وتحقق فوزا عليكم وفقا لقواعدكم. هل يعني هذا لكم أن الوقت حان لتغيير قواعد اللعبة؟ يبدو أن الأمر كذلك”.
وشدد الوزير على أن سلوك الغرب في الملف الأوكراني وعقوباته ضد روسيا وقضايا أخرى يؤكد “غياب مصداقية له إما كمنطقة تنشأ فيها العملات الاحتياطية الرئيسية أو كشركاء اقتصاديين أو كدول يمكن تخزين احتياطيات الذهب فيها”.
وتابع: “إنهم سيقومون بمجرد سرقتها” (هذه الاحتياطيات).