دار الأوبرا تحيي الذكرى الأولى لرحيل الأيقونة السورية ميادة بسيليس
“ما حدا يخوفكم عن بعض يفرقكم، الأيام اللي جايه انتو الحكاية” على وقع تأثير صوت ميادة بسيليس هيمن الحزن على مسرح الأوبرا الذي طالما أشعلته بالتصفيق والمرح، في الاحتفالية الأنيقة والراقية والمبهرة بالتنظيم والإضاءة والديكور والشاشة التي ساندت كل العناصر بصور وصوت بسيليس في الذكرى الأولى لرحيلها، والتي أقامتها دار الأوبرا وأحيتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بقيادة المايسترو عدنان فتح الله وبمشاركة الموسيقي سمير كويفاتي.
وكانت روح بسيليس حاضرة بكل التفاصيل لاسيما بفيلم الافتتاح “حكاية ميادة بسيليس الأيقونة السورية” الذي دمجت فيه صور الراحلة منذ صغرها وامتزجت مع مقاطع غرافيك، اختزلت مسيرة حياتها الخاصة مع الموسيقي سمير كويفاتي وحكاية مشروعهما المشترك، وركز على الحفل الأخير الذي أصرّت بسيليس على إقامته رغم شدة وطأة المرض عليها.
بسيليس التي نثرت بذور الحب في كل مكان وسكنت قلوب السوريين والعرب كانت سفيرة الأغنية السورية، إضافة إلى التراتيل والترانيم الدينية ومشاركاتها بالشارات الدرامية، من الصعب أن يرتقي إلى صوتها أحد، وستبقى في قلوب محبيها.
وقد قدمت الفرقة الوطنية للموسيقا العربية أجمل أغنياتها بمشاركة ليندا بيطار وسناء بركات ونانسي زعبلاوي وشهد برمدا، وحضور البيانو الأساسي في موسيقا كويفاتي للعازف إياد جناوي ومن ثم سمير كويفاتي، وحضور الأكورديون- وسام الشاعر- مع التركيز على بعض الآلات كصولو أو مرافقة ضمن الأغنيات مع مشاركة الكورال.
فبدأت شهد برمدا بتدرجات الآهات المتناغمة مع الموسيقا الخافتة والوتريات الرقيقة “هوى تاني”، وبنمط غنائي إيقاعي مختلف على تأثير اللحن الراقص النشط والنغمات الإيقاعية بالصوت للكورال ودور الأكورديون بالفواصل ومع الفرقة غنت سناء بركات” ياغالي بضلك غالي” الأغنية التي يعشقها جمهور ميادة، وتميزت بالانتقالات الصوتية وتكرار ياغالي مع الخط الإيقاعي والمؤثرات الإيقاعية وأفرد المايسترو فتح الله مساحة للإيقاعيات وارتجالات الآهات.
ثم انتقلت إلى الأغنية العاطفية الهادئة فغنت “مين قلك تفتح كل شبابيك سوا” وسُبقت بصولو التشيللو ومرافقة الناي ومن ثم الفرقة.
أما ليندا بيطار فأبدعت بغناء ” على عيني على عيني سلامك وكلامك” وتكرار الجمل الصوتية “آه ياعيني” بدور القانون والبزق والدرامز والناي ضمن تشكيلة الفرقة، لتغني أشهر أغنية لبسيليس التي كانت سبب شهرتها في أرجاء الوطن العربي”كذبك حلو” مع نغمات البيانو والفلوت ثم الأكورديون لتصل إلى المقطع الحزين” بتتذكر شو مشينا” ومع ضربات الدرامز الخفيفة والساكسفون وفاصل الفلوت ثم امتدادات الصوت بـ”كذبك حلو”.
وتابعت نانسي زعبلاوي مع الفرقة ودور القانون “عم تسألني مين قلي”، ومع مرافقة البزق غنت ” لو غبت ومشيت”.
شعر تليد الخطيب
مفاجأة الاحتفالية كانت بآهات وترانيم ميادة بسيليس على ضوء الشموع وإلقاء الإعلامي باسل محرز قصيدة شوق، كتبها الشاعر تليد الخطيب تعبّر عن مشاعر سمير كويفاتي ووجع الغياب:
سلام على الروح يوم الغياب
وقلب حبيب ضناه العذاب
مضيت إذاً يا حبيبة عمري
سقى الله أرضك دمع السحاب
لتأتي القفلة
وداعاً وداعاً إلى أن يحين اللقاء.
حكايتي مع ميادة
ولأول مرة بعد رحيل بسيليس يقف سمير كويفاتي على المسرح ويعزف على البيانو وحده دون أن تكون رفيقة العمر معه، لكنه لم يكن وحده كانت معه الفرقة والمايسترو والجمهور، فشكر السيدة الدكتورة وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح والأب إلياس زحلاوي ودار الأوبرا ممثلة بالمايسترو أندريه معلولي والمايسترو عدنان فتح الله وكل الموسيقيين والقائمين بكل تفاصيل الحفل، الذي سيعاد في حلب مدينة ميادة، فعزف مع الفرقة ترنيمات آهات الجناز، ثم قدم أغنية لحنها من كلمات هيثم حسن تحكي قصته مع ميادة غناها من الكورال الشاب فادي زرقا، ورافقه مع البيانو محمد نامق على التشيللو ومارلا صحناوي على الفلوت:
في أناقة بالحزن
بسمة على تم الفرح
دمعة وصلاة ورمان
هيك الوفا
“إنت بقلبي”
المحطة الأخيرة كانت بإبداع ليندا بيطار “إنت بقلبي” مع تشكيلة الفرقة ودور الغيتار والنحاسيات والدرامز ثم امتدادات صوتها “إنت بقلبي”
واختتمت الاحتفالية بأغنية جماعية “ياجبل ما يهزك ريح” وربما قاربت كل مغنية زاوية ما من صوت بسيليس التي جمعت بصوتها كل الأصوات وكل الحب.
ملده شويكاني