الجفاف يهدد “المتة” في الأرجنتين
تمثل المتة “أحد أنواع الشاي” مشروباً وطنياً في بلدان عدة في أمريكا الجنوبية، لكنّ النبتة تواجه في الأرجنتين خطراً كبيراً من جرّاء الجفاف الذي يدمّر المزروعات في شمال البلاد، على الرغم من تسجيل معدلات قياسية في الإنتاج والاستهلاك.
في هذه الفترة من السنة، من المفترض أن تكون حقول الشجيرات الضخمة خضراء، لكنّها تظهر بنّية على مد البصر، في ظل عدد محدود لا يزال أخضر اللون وتتكسّر الجذوع اليابسة بسهولة بين الأصابع.
ويقول ألبرتو مولر، المهندس الزراعي أثناء المشي بين الشجيرات المزروعة في كولونيا ليبيغ إنّ الشجيرات “احترقت كما لو أنّها وُضعت في الفرن”.
وعادةً ما تكون المنطقة ذات التربة الغنية بالحديد والمناخ شبه الاستوائي والتي لا تشهد مواسم جفاف، مثالية في هذه الفترة من السنة لزرع نبتة البهشية البراجوانية المُستخدمة في إنتاج مشروب المتة التقليدي المنعش الذي يحوي مواد مضادة للأكسدة، ويعود أصله إلى شعوب جواراني.
ولم تشهد مقاطعة كورينتس أمطاراً منذ ثلاثة أشهر، في أسوأ موجة جفاف تتعرض لها المنطقة منذ أكثر من 70 عاماً، وهو ما “فاقمته الحرارة التي وصلت إلى 45 درجة مئوية”.
ويقول نائب رئيس تعاونية ليبيغ الزراعية أورلاندو ستفاس: إنّ “النباتات ذبلت بالكامل، ومات 60 % منها، ما يمثّل خسائر بملايين الدولارات”، وتكمن المفارقة في أنّ النبتة المستخدمة في تصنيع المتة والتي تمثل الأرجنتين ثاني أكبر منتج لها في العالم بعد البرازيل والمصدّر الرئيسي لها (خصوصاً إلى تشيلي والصين وسوريا ولبنان وإسبانيا)، حقق إنتاجها فيها أرقاماً قياسية؛ إذ بلغت كمية الأوراق المحصودة 882 ألف طنّ.