“الأم” بريشة الشاب الفنان رامي ديب
درعا – دعاء الرفاعي
لم تغب صورة الأم عن لوحات الشاب رامي ديب، الذي حاول أن يجسد معاناة الأم في نضالها وكفاحها لتكون جنباً إلى جنب مع زوجها وأبنائها، ولا شك في أن فكرة رسم تلك السيدة وتصوير معاناتها بدأت تنداح في مخيلة رامي قبيل عيد الأم، فتبحث الحواس عنها لإيصالها إلى المتلقي من خلال نوافذ تطل على الذاكرة المعاشة، كي تترجم هذه الفكرة، وليحولها رامي إلى صورة تتشكل رويدا رويدا في ذهن المتلقي، وبقدر وصفة ودقة ملاحظته ينشأ معماره الفني بحركاته وخطوطه وانحناءاته بما يختزنه من تخيلات تساعده على وصف المشهد.
يتناول رامي في لوحاته التي تعبر عن الأم تلك المرأة المناضلة من نافذة التعابير ومزجها بلون أسود دون أن يشاركه أي لون آخر، فرسم لنا الأم عبر لوحة تعبر عن مسؤولياتها فهي المدرسة والملجأ الآمن والشمعة المضيئة ومهما كبرت تبقى هي الوحيدة التي تتحمل الصعاب من أجل فلذة كبدها، ورسم لنا تلك الأم التي تضع يدها على خدها وهي حزينة ومحتارة من شيء ما وطفلاها حولها يضعان رأسيهما على كتفها والآخر في حضنها كأنها ملجأ الآمان بعد كل ذلك التعب والشقاء، ولم يغفل الفنان رامي عن رسم تلك الأم التي تروي قصة النوم لطفلها وتضع يدها على رأسه لتشعره بالأمان والحب، ونسج عبر لوحة من لوحاته لوحة فنية جميلة لتلك الأم التي تنسج وتغزل طريق الحياة لأبنائها، وتضيء لهم عتمة الليل.