منتخبنا الكروي يمضي في لبنان آخر سفراته!
ناصر النجار
غادر المنتخب الوطني لكرة القدم إلى لبنان عصر أمس الاثنين ليخوض مباراته التاسعة مع لبنان ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات مونديال قطر 2022.
وخيراً فعلت اللجنة المؤقتة عندما ألغت فكرة إقامة معسكر استعدادي للمنتخب، ووفرت نفقات لا طائل منها لمباراة لن تقدم ولا تؤخر على صعيد الترتيب والنقاط وآمال التأهل، وقد احتل منتخبنا قاع المجموعة بنقطتين من تعادلين مع الإمارات والعراق، وست خسائر، لكن الأسف الكبير يكمن بالحالة التي وصل إليها منتخبنا الكروي، وقد رأينا اللاعبين يعزفون عن المشاركة به بعد أن كان حلماً لأي لاعب، وقد وضح لهم أن الأمور لا تسير بالطريق الصحيح، فالمنتخب كما تبيّن للجميع يعيش على المحسوبيات، وتعرّض بمسيرته في التصفيات لمطبات كثيرة كانت نتيجتها الفشل الكبير إدارياً وتنظيمياً وفنياً.
الأخطاء الإدارية والتنظيمية لم تتوقف، فالبلاغ الذي استدعي به واحد وثلاثون لاعباً قبل عشرة أيام اعتذر منهم أكثر من عشرة لاعبين لدواع مختلفة، وهذا يؤكد على عدم وجود متابعة للاعبين في أنديتهم وملاعبهم، فهناك لاعبون اعتذروا بسبب الإصابة، ولاعبون اعتذروا لأسباب نفسية وشخصية، ولو كان هناك تنسيق مسبق لما وقعت إدارة المنتخب بالحرج في هذا الموضوع.
مدرب المنتخب غسان معتوق، وهو مدرب طوارئ سيتابع مهمة من سبقه في التدريب، وكان مساعداً في المرحلة السابقة، تكلم في المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر اتحاد كرة القدم قبل السفر إلى لبنان عن المستقبل، ولم يأت على سيرة المباراة التي تنتظر منتخبه، ومما قال: “أتمنى أن يكون الاتحاد الجديد على قدر المسؤولية، والقيام بخطة عمل واضحة وبعيدة المدى للنهوض بالكرة السورية على وجه العموم”.
عندما يبتعد مدرب المنتخب عن ذكر تفاصيل منتخبه وخطته للمباراة القادمة والتفاصيل المهمة فهذا يعني أنه ينعي كرتنا، وأن التشاؤم هو عنوان مباراتنا القادمة، وإذا كان كلام مدرب المنتخب مملوءاً بالتشاؤم، فكيف سيكون حال اللاعبين؟!.
بكل الأحوال، منتخبنا غادر بمن حضر من لاعبين، ويغيب عنه أبرز نجومه وأوراقه الرابحة، ولا أحد يعتقد أنه عازم على تحقيق نتيجة مرضية ترد الصاع صاعين للبنان من باب حفظ ماء الوجه بعيداً عن موقعنا وطموحنا في التصفيات.
مشكلة كرتنا أنها متمسكة بالقشور، ولو أن اللجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم عزمت على لقاء لبنان وبعده العراق بمنتخب شاب لكان الوضع أفضل، فالخسارة خسارة بأي منتخب، لكن الفائدة التي يمكن أن نجنيها من منتخب شاب مندفع ستكون أكبر، وسيكون القاعدة التي يمكن البناء عليها للمستقبل، وعلى سبيل المثال: ما الفائدة من اصطحاب أربعة حراس مرمى، بعضهم أكل الزمن عليهم وشرب، ولو كان بين المدعوين أحد من حراسنا الشباب الذين نتوسّم بهم الخير ربما كانت الصورة أنقى.
لا شك أن طواويس المنتخب يمنعون حدوث هذا الأمر حتى لا تضيع عليهم الغنائم والمكاسب، ومعهم لفيف الإداريين والمتنفذين الذين يبحثون عن السياحة والسفر والمهمات والحقائب والهدايا، وقد باتت أهم من أي مكسب رياضي.
لم تعد تعنينا النتائج، وما ستؤول إليه نتيجة منتخبنا مع لبنان أو العراق، لكننا نستبشر خيراً بنهاية عهد أسود عاشته كرتنا بظل من لا يفهمون كرة القدم، ولا يعرفون عنها إلا الفائدة الشخصية والسياحة والسفر.
على ذكر الفوائد والمنافع فإن منتخبنا سيرافقه بشكل رسمي أكثر من عشرين إدارياً، بينهم عضوان من أعضاء اللجنة المؤقتة، أما من تحت الطاولة فالمغادرون كثر، منهم من هم داخل أسرة كرة القدم، ومنهم إعلاميون، ومنهم متطفلون.