“اليمن.. سبعة أعوام من الصمود”.. ندوة لاتحاد الكتاب العرب
“البعث” – علاء العطار
تطوي الحرب في اليمن عامها السابع في وجه العدوان الصهيو – أمريكي وأدواته العربية في المنطقة، ولا يزال الشعب اليمني يسطر ملاحم البطولة والصمود مدفوعاً بصمود أخويه السوري والفلسطيني، ما زاده إيماناً وتمسكاً بالقضايا العربية الجوهرية، التي يسعى العدوان إلى طمسها.
واحتفاء بهذا الصمود والإباء، نظم اتحاد الكتاب العرب، بالتعاون مع قناة “المسيرة” اليمنية، ندوة بعنوان “اليمن سبعة أعوام من الصمود”، أكد في مستهلها سفير اليمن لدى سورية، عبد الله صبري، أن هذه الفعالية تعبّر عن “الأواصر المشتركة وعن وحدة الموقف والمصير”، بين الشعبين اليمني والسوري اللذين سطّرا “ملحمة غير مسبوقة من الصمود في مواجهة العدوان والإرهاب والمؤامرات الخارجية، وكانا في مستوى التحدي الذي يليق بتاريخهما وحضارتيهما”.
وثمّن صبري الدور المحوري الذي أدّاه اتحاد الكتاب العرب في خدمة ثقافة المقاومة وهوية الأمة العربية والإسلامية الأصيلة، إلى جانب دور قناة المسيرة التي “اتخذت من المقاومة خطاً لا تحيد عنه، ومن القضية الفلسطينية مساراً لا تتخلف عنه، ومن مظلومية شعبنا اليمني في مواجهة العدوان والحصار عنواناً لصدق الكلمة والحقيقة لا غير”.
بدوره، أكد رئيس اتحاد الكتاب العرب، د. محمد الحوراني، أن شعب اليمن يزداد إصراراً على مبادئه وتمسّكاً بدفاعه عن أرضه وثوابته، بالرغم من عنف الحرب وإرهابها، وأن القضية الفلسطينية تزداد حضوراً ورسوخاً في وجدان الشعب اليمني وذاكرته العربية الأصيلة، بالرغم من انحياز المجتمع الدولي إلى القاتل ودفاعه عنه، رغبة في الحصول على مزيد من النفط والمال العربيين”، مشيراً إلى أن النظام الرسمي العربي يزداد “تشرذماً وضياعاً وعجزاً أمام الجرح اليمني الذي لا يزال نغّاراً بسبب ضعف هذا النظام وابتعاده عن قضاياها المصيرية”.
وقال د. الحوراني: “هي حرب جعلت الشعب اليمني أكثر تمسكاً بثوابته ومبادئه وقيمه النبيلة في رد الظلم عن نفسه، ورفض الخنوع والخضوع للسياسات العدوانية، وقد أسهم بعض الدول إلى جانب الكيان الصهيوني في تدمير اليمن وتجويع أهله، وضرب مؤسساته وبناه التحتية، رغبة في السيطرة على مقدّرات هذا الشعب العظيم، وجعل اليمن منطقة من مناطق السيطرة والنفوذ الصهيوني، وساحة من ساحات تنفيذ المخططات الغربية والرجعية العربية. لكن الأحداث في ليبيا وسورية واليمن وغيرها من الدول العربية أثبتت أن هذه المخططات محكومة بالهزيمة والإخفاق”.
أما الباحث السياسي د. بسام أبو عبد الله فقد رسم خريطة ذهنية تربط بين الحرب في سورية والحرب في اليمن وعلاقتهما بالقضية الفلسطينية، ولفت إلى أن الحربين بدأتا في شهر آذار، بالرغم من الفاصل الزمني بينهما، ورأى أن قوى العدوان والأدوات هي نفسها في الحربين. وقال إن من أسرار صمود الشعب اليمني أصالته وجذوره التاريخية، وطموحه للاستقلال الحقيقي والسيادة الوطنية، ورفض التبعية والاستعباد، ودور الشهداء والإعلام والحرب النفسية، إلى جانب تطور القدرات العسكرية، مبيناً أن صمود سورية أعطى لليمنيين دفعاً وقوة وإيماناً.
كما لفت إلى أن العقوبات والحصار هي أحد أخطر الأدوات التي تستخدمها قوى العدوان بغية كسر إرادة الصمود عبر التجويع والموت البطيء، ورأى أن عوامل الحصار والعقوبات ذات شقين، أولهما “موضوعي يرتبط بالصراعات الإقليمية والدولية، وثانيهما “ذاتي يرتبط بتفعيل الطاقات الكامنة الذاتية، وتنظيمها، واستثمارها بشكل أمثل وتخفيف جوانب الهدر والفساد”.
من جهته قال أنور رجا، القيادي في الجبهة الشعبية – القيادة العامة: إن “الحرب التي شهدها اليمن وسورية حرب استباقية شنت لنزع أسلحة العقيدة والكرامة والمبدأ”.
وأشار حميد رزق، مدير البرامج السياسية في قناة “المسيرة”، إلى أن اليمن “خرج أقوى مما كان عليه قبل سنين الحرب، فيما أمسى التحالف أوهى وأخزى، وتجاوز اليمن الانتصار لنفسه إلى الانتصار لقضايا أمته، لإدراك أبناء اليمن وقيادته أن العدو واحد والمؤامرة القذرة واحدة”.