الكرملين: لا صحة للتقارير الإعلامية حول تعرض الوزير شويغو لمشاكل صحية
البعث – وكالات:
بحث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم خلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي آخر تطورات العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
ونقل موقع روسيا اليوم عن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف قوله إن وزير الدفاع سيرغي شويغو شرح التقدم الذي تم تحقيقه حتى الآن في العملية العسكرية الخاصة وتقديم المساعدة الإنسانية للمدنيين وضمان الأمن وإعادة عمل البنية التحتية الحيوية في الأراضي المحررة.
وأشار بيسكوف إلى أنه جرى خلال الاجتماع التطرق إلى مواضيع متعلقة بكيفية التصدي للعقوبات الامريكية والغربية وتم النظر بالتفصيل في سير عملية التفاوض مع أوكرانيا وأعرب المشاركون عن الأسف للتلكؤ من الجانب الأوكراني.
في الأثناء، أعلن الكرملين اليوم عدم صحة التقارير الإعلامية حول تعرض وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو لمشاكل صحية مشيراً إلى أن غيابه العلني هو بسبب انشغاله في قيادة العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين اليوم إن “وزير الدفاع لديه الآن الكثير من المهام إذ ان هناك عملية عسكرية خاصة جارية في أوكرانيا كما أن الوقت ليس مناسباً للنشاط الإعلامي”.
ودعا بيسكوف الصحفيين إلى عدم تصديق التقارير الإعلامية حول صحة شويغو ووجههم للتواصل مع وزارة الدفاع الروسية.
بدورها أعلنت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالنتينا ماتفيينكو أن اللقاء بين الرئيس فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ممكن لكن بشرط الصياغة الأولية للاتفاقيات بين البلدين.
وقالت ماتفيينكو في حديث مع التلفزيون الصيني “سيكون الاجتماع ممكناً عندما يتفق الجانبان الأوكراني والروسي على جدول الأعمال وتتم بشكل ما صياغة الوثيقة النهائية التي ينبغي أن يتم إقرارها أما بخلاف ذلك فسيتم نشر الأمل في أن الرئيسين سيجتمعان الآن ويتحدثان ولن تكون هناك نتيجة وبالتالي لا داعي لعقد مثل هذه اللقاءات”.
وأضافت “روسيا مستعدة لهذا الشكل من اللقاء لكن بشرط وجود الوثائق النهائية له حتى يعطي النتائج المرجوة”
في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب يحاول تسييس الملف الإنساني في أوكرانيا وإضفاء طابع معاد لروسيا عليه.
وأوضح لافروف خلال لقائه رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير بموسكو اليوم أن الوضع الإنساني شرق أوكرانيا استمر في التدهور خلال السنوات الثماني الأخيرة جراء جرائم سلطات كييف على الرغم من إبرام اتفاقات مينسك القاضية بوقف الأعمال القتالية في منطقة دونباس ولكن الغرب لم يلحظ كل ما قام به النازيون عندما دمروا الأحياء السكنية والبيوت والمشافي والمدارس في دونباس وأودوا بحياة آلاف المدنيين.
وبيّن لافروف أن الدول الغربية تحاول تسييس الملف الإنساني في أوكرانيا وإضفاء طابع معاد لروسيا عليه وهذا ما بدا واضحاً في رفضها بمجلس الأمن أمس مشروع القرار الروسي بشأن الوضع الإنساني بأوكرانيا والذي كان سيساعد في حل الكثير من التحديات على الأرض وخصوصاً تلك التي يواجهها فريق الصليب الأحمر.
وشدد لافروف على أن موسكو مهتمة بحل المسائل الإنسانية في أوكرانيا وخاصة إجلاء المدنيين وتقديم المساعدات الإنسانية معرباً عن أمله أن تساعد زيارة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تقدم المساعدة لجميع المدنيين بعيداً عن أي تسييس في اتخاذ خطوات تحرز تقدماً بهذا المجال.
بدوره أكد ماورير أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر خلال سنوات الحرب في إقليم دونباس حظيت بدعم روسيا فيما يخص الجهود الإنسانية الرامية إلى حماية المدنيين معرباً عن قناعته أن محادثاته في موسكو اليوم وزيارته إلى كييف الأسبوع الماضي ستتيح ترتيب المسائل الواجب العمل عليها بغية تحسين الوضع الإنساني.
واقترح رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر التركيز على ثلاث نقاط وهي تسهيل الوصول إلى المساعدات الإنسانية وتعزيز البنى التحتية اللوجيستية الخاصة بالصليب الأحمر داخل روسيا بغية زيادة فعالية عمل اللجنة في دونباس والأراضي الأوكرانية الخاضعة لسيطرة القوات الروسية.
ولفت ماورير إلى أن اللجنة قدمت في هذا الصدد طلباً لافتتاح مكتب خاص بالصليب الأحمر في مدينة روستوف اون دون جنوب روسيا مشدداً على أن ذلك سيكون “نقطة بداية جيدة لتفعيل جهودنا”.
في السياق ذاته قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن عدم التصويت على مشروع القرار الروسي بشأن الوضع الإنساني في أوكرانيا سلط الضوء على الذين يعتبرون تسييس الملف الإنساني أهم من تقديم المساعدة الإنسانية للأوكرانيين.
وكان مجلس الأمن فشل أمس في تمرير مشروع قرار روسي يدعو لضمان إجلاء المدنيين وتوفير الحماية الكاملة لهم وللكوادر الطبية وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وذلك بعد امتناع 13 عن التصويت فيما صوتت روسيا والصين لصالح المشروع.
ونقلت وكالة تاس عن نيبينزيا قوله عقب التصويت على مشروع القرار الروسي “نأسف لفشل مجلس الأمن في تمرير القرار الذي كان من شأنه تسهيل حل هذه القضايا الإنسانية.. ومع ذلك ما زلنا نعول على أعضاء المجتمع الدولي المهتمين بصدق لفعل أي شيء لتخفيف الوضع الإنساني في أوكرانيا ومعاناة السكان المدنيين هناك”.
وأضاف نيبينزيا “إن التصويت سلط الضوء على أولئك الذين يعتبرون أن تسييس الملف الإنساني أكثر أهمية من مساعدة الأمم المتحدة في تقديم المساعدة الإنسانية للأوكرانيين” مشدداً على “أن عدم وجود قرار من مجلس الأمن بهذا الشأن سيعقد حياة العاملين على الأرض في المجال الإنساني ويمكن الجانب الأوكراني من تجاهل التزاماته بشأن إرساء وقف إطلاق النار ونقل الناس من خلال الممرات الإنسانية”.
ورفض نيبينزيا الاتهامات الغربية بشأن إمكانية استخدام روسيا سلاحاً كيميائياً وبيولوجياً في أوكرانيا قائلاً “هذا اتهام يتخطى كل الحدود.. لدينا وسائل أخرى لخوض العمليات القتالية ونحن لا نحتاج إلى استخدام الأسلحة الكيميائية والبيولوجية” معتبراً هذه الاتهامات أمراً غير لائق.
بدوره أكد سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنتونوف أنه لا يحق لدولة ترعى الإرهاب الدولي وتسببت بدمار الكثير من البلدان وزهق ملايين الأرواح أن تلعب دور الحكم أو تتحدث عن جرائم الحرب.
وشدد أنتونوف في تصريح صحفي وفقاً لوكالة نوفوستي على أن تصريحات الخارجية الأمريكية بشأن “جرائم الحرب” المزعومة في أوكرانيا تتجاوز إطار المنطق السليم وعلى أن محاولة واشنطن منح نفسها حق تحديد من هو “مجرم الحرب” تثير النفور مشيراً إلى أن الغرض من مثل هذه الاتهامات الأمريكية هو محاولة “شيطنة بلدنا في عيون الجمهور للتحريض على روسيا”.
وقال أنتونوف “لا يمكن من حيث المبدأ أن تلعب دور الحكم دولة تتحمل مسؤولية قتل مئات آلاف الأرواح في كل العالم وتدمير العديد من الدول والتسبب بعشرات الكوارث الإنسانية وخلق بؤر الإرهاب الدولي”.
إلى ذلك، حذرت وزارة الخارجية الروسية اليوم من أن رد موسكو على طرد دبلوماسيين روس من بولندا سيكون مؤثراً بالنسبة لـ (وارسو).
وقالت الوزارة في بيان “إن القرار الذي اتخذته السلطات البولندية أمس بإعلان 45 موظفاً في السفارة الروسية أشخاصاً غير مرغوب فيهم يعتبر خطوة متعمدة نحو التدمير النهائي للعلاقات الثنائية التي دأب شركاؤنا البولنديون على تفكيكها بشكل منهجي منذ فترة طويلة”.
وأضاف البيان “إن المسؤولية الكاملة عما يحدث والعواقب المحتملة تقع بالكامل على عاتق السلطات الحالية في وارسو” مشدداً على أن روسيا لن تترك هذا الهجوم العدائي دون رد وسيكون مؤثراً بالنسبة لهم.
ولفت البيان إلى أن وارسو شرعت بتصعيد خطير في المنطقة ليس انطلاقاً من المصالح الوطنية لكن بناء على توجيهات من الناتو تقوم على أساس الكراهية السافرة لروسيا والتي اعتمدت نهجاً رسمياً.
وقالت بولندا أمس إنها قررت طرد 45 دبلوماسياً روسياً للاشتباه في ضلوعهم بالتجسس كما لم تستبعد وارسو طرد السفيرة الروسية أيضاً.
كما أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو اليوم طرد 12 جاسوساً عملوا دبلوماسيين أوكرانيين في بيلاروس.
ونقلت وكالة نوفوستي عن لوكاشينكو قوله: إن مجموعة كاملة من 12 أوكرانيا مارست التجسس في بيلاروس لذلك تم طردهم جميعاً وكلهم نشطوا تحت غطاء العمل الدبلوماسي.
وأعلن جهاز المخابرات البيلاروسي أول أمس أنه قام بتصفية مجموعة تجسس أوكرانية كانت تعمل في البلاد تحت غطاء دبلوماسي.
ولفت البيان إلى أن أكثر من عشرين شخصاً عملوا في البعثة الدبلوماسية لأوكرانيا وكان نصفهم على الأقل موظفين محترفين في إدارة الاستخبارات الرئيسية بوزارة الدفاع الأوكرانية وجهاز المخابرات الخارجية الأوكراني.
من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الخارجية البيلاروسية أناتولي غلاز أمس: إن بلاده قررت بعد ذلك خفض عدد الدبلوماسيين الأوكرانيين على أراضيها إلى خمسة أشخاص.