في معرضها.. وداد سليمان تستلهم من الطبيعة تشكيلات جمالية متنوعة
“رؤى فنية” هو عنوان معرض الفنانة التشكيلية وداد سليمان الفردي الذي تستضيفه صالة صبحي شعيب للفنون وسط مدينة حمص، وتقدّم فيه نحو أربعين لوحة تستمد موضوعات معظمها من الواقع والطبيعة بكل تجلياتها.
وبين الزيتي والمائي وأقلام الفحم تشدّك الفنانة وداد إلى رؤاها التشكيلية المتنوعة بأسلوبها وموضوعاتها التي تتسم ببساطة الإبداع والتجسيد، ومجانبة التكلف في تحميل مفرداتها الفنية دلالات غير مرئية، في اللوحة عندها حالة جمالية واقعية تختارها لتعبّر من خلالها عن علاقتها بالطبيعة وعشقها لكل مكوناتها دون تكلف تعبيري، تأخذ من الريف شجره ودروبه وقمحه وخيراته، وحتى انكساراته وبؤسه أحياناً الذي تراه في يباس شجرة أو جذع مقطوعة ضمن غابة باسقة الأشجار، فهي تتبنى في بعض لوحاتها حملة توعوية للحفاظ على عناصر الطبيعة ومكوناتها، ولاسيما الأشجار، عندما تجسّد في لوحات مسبّبات دمار الطبيعة المتنوعة، وقطع الأشجار الجائر. كما نرى الطفولة ببراءتها وشقاوتها وجمالها تتجسّد في لوحات عدة تشي ببراعة الاشتغال على تفاصيل الوجه والجسد وتعبيراته المتباينة، وكذلك تفرد للطبيعة الصامتة حيّزاً في معرضها من خلال لوحات متقاربة الحالة الجمالية والتوزيع اللوني وتداخل الظل والضوء، بحيث تجعل المشاهد تخرج من الحيّز المادي إلى المجال الحسي المعبّر عن تقليد فني وحياتي معاً.
“رؤى فنية” ليس المعرض الفردي الأول لوداد بل سبقته معارض عدة في صالات دمشق وحمص ومحافظات أخرى، وهي خريجة معهد إعداد المدرسين عام ١٩٨٥، انضمت إلى نقابة الفنانين التشكيليين عام ٢٠١٠، تعود لوحاتها في معرضها الحالي إلى فترات زمنية متباينة، لكن أغلبها أُنتج بين عامي ٢٠٠٠ و٢٠٢٠.
آصف إبراهيم