صحيفة البعثمحليات

مشفى الأمراض الجلدية والزهرية الجامعي.. نقص في الأدوية واللشمانيا الأكثر انتشاراً

دمشق لينا عدرة

اعتمد مشفى الأمراض الجلدية والزهرية الجامعي خطة عمل لاستكمال ما تم إنجازه في الفترات السابقة، بدأت بوضع هيكلية جديدة، وتحويل مكتب القبول لغرفة انتظار تتسع لحوالي 50 مريضاً، ما ساهم بتخفيف الازدحام لنسبة وصلت لـ 60% إضافة للبدء بعمليات ترميم ضرورية بسبب قدم البناء.

وبيّن مدير عام المشفى، الدكتور علي عمار، أن إدارة المشفى تعمل ضمن مسارين أساسيين: الأول تعليمي يُخرّج طلاباً ملمين بكل الجوانب التعليمية، والثاني خدمي يقدم العلاج للمرضى، منوّهاً في حديث لـ “البعث” إلى أن معاناة المشفى مع النقص الحاصل في الأدوية لا تختلف عن معاناة باقي المشافي، مؤكداً أن قرار الاستجرار المركزي معيق للعمل إذ يتوجب مخاطبة وزارة التعليم العالي عند شراء الأدوية، والتي بدورها ستخاطب وزارة الصحة، لتقوم الأخيرة بتجميع الطلبات، وهذا ما يحمّل المريض أعباء شراء الأدوية على نفقته الخاصة، وأضاف: أنا هنا لا أتحدث فقط عن مشفى الجلدية، فالأمر ينسحب على كل المشافي، فبعض القرارات نظرياً قد تكون صحيحة، إلا أنها على أرض الواقع أثبتت فشلها، وفي مثل هذه الحالات يتوجب علينا إما تعديل القرار إذا كان بالإمكان وسد الثغرات الموجودة فيه، أو إلغاؤه لأن العلاج إما أن يكون مجانياً أو لا.

وأوضح عمار أن 90% من المرضى يراجعون العيادة فقط، وهناك من يقيم في المشفى لأخذ العلاج، حيث يوفر له المشفى أدوية تصل تكلفة بعضها لملايين الليرات، مشيراً إلى أن معالجة بعض الحالات الجلدية قد يستغرق فترة زمنية طويلة تصل في بعض الحالات لأشهر، خاصة التي تتطلب أدوية سرطانية، وأدوية بيولوجية تُعطى في الحالات الخاصة كأمراض الصدف، أو كتلك التي تحتاج لمغاطس.

وبين عمار أن أكثر الحالات المرضية التي تراجع المشفى هي إصابات اللشمانيا، مبيّناً عزم إدارة المشفى على تطوير المركز الخاص باللشمانيا وتوسيعه وتنظيمه لإجراء أبحاث ودراسات نتيجة الانتشار الكبير لها، منوّهاً إلى احتواء المشفى على مركز ومخبر للتحري عن طفيلي اللشمانيا، إضافة إلى عيادة خاصة.

وفي ذات السياق، بين الدكتور نضال حمادي رئيس قسم الأمراض الجلدية والزهرية أن التنقلات والهجرة التي حدثت في الحرب أدت إلى ازدياد الإصابة باللشمانيا، مع تأكيده على الأثر الإيجابي للعلاج المبكر، خاصة مع توفره في وزارة الصحة، لتنحصر مسؤولية الوقاية منها على عاتق وزارة الزراعة عن طريق رش ومكافحة الذبابة الناقلة، مؤكداً انتشار أمراض جلدية أخرى كـ “حب الشباب والأمراض الجلدية المستعصية” يتم تحويلها للمشفى كون أن لديها خزع واستئصال جراحي، منوّهاً بالإقبال اللافت على اختصاص الجلدية الذي يعتبر من أكثر الاختصاصات رغبة، خاصة من قبل الطالبات، حيث سجلت جامعة دمشق أعلى معدلات هذا العام.

في الوقت الذي أشار فيه عمار إلى أن هناك جهوداً كبيرة تبذل لإصلاح جهاز يعتبر الوحيد في سورية يعالج أمراض سرطانات الجلد، ويعمل حالياً بطاقة 30% فقط، ورغم أن عمره الافتراضي قد انتهى، بين حمادي أنه لايزال يعالج بعض الحالات، علماً أن العدد انخفض للربع بعد أن كان سابقاً يعالج 50 حالة يومياً، مع الإشارة لتكلفة إصلاحه المرتفعة، حيث تعمل اليوم رئاسة الجامعة على التعاقد مع الشركة المعنية بإصلاحه لوضعه في الخدمة بأقرب وقت، مؤكداً على خصوصية هذا الجهاز وعدم توفره حتى في المراكز الخاصة.

وفي خطوة حديثة، تمت إضافة عيادة تجميلية في المشفى تُمكّن طلاب الدراسات العليا من معالجة أكبر عدد ممكن من الحالات، ما سيزيد من خبرتهم، حسب ما أوضح عمار الذي أكد على وجود تعديات كثيرة على موضوع التجميل، خاصة مع تراجع الرقابة في الوقت الحالي، علماً أنها كانت في الفترات السابقة جيدة، مبيّناً أن حقن البوتوكس على سبيل المثال يحتاج لإجراءات محددة، ولبرنامج أكاديمي يتقيد به الطبيب، لأن أي حقن في غير مكانه قد تكون نتيجته الشلل، إضافة لما قد يحدث من اختلاطات كثيرة، ما يجعلنا أمام نتائج كارثية عند توجّه المريض لطبيب غير اختصاصي، أو لصالون تجميل، موضحاً أن هناك فرقاً بين التجميل والجراحة التجميلية التي تخص كل العمليات التي يمكن إجراؤها للمريض “من شد للبطن والأجفان وعمليات الأنف، إضافة للعمليات الترميمية الكبيرة كالندبات والحروق التي يندرج من ضمنها بند يتعلق بالتجميل كحقن البوتوكس والفيلر”، مشيراً لاحتواء المشفى على عيادة تجميلية تتعلق فقط بموضوع البوتوكس والميزو والفيلر وشد الوجه بالخيوط، إضافة لعمليات جراحة صغرى ليست تجميلية، لذلك لا يمكن القول إن هناك عيادة جراحية تجميلية في المشفى، منوّهاً في ختام حديثه إلى الجهود التي تبذلها رئاسة جامعة دمشق ووزارة التعليم لجهة الإسراع بعمليات الترميم، وتوفير كل ما يلزم خدمة للطالب والمواطن.

يذكر أن المشفى أُسس في أربعينيات القرن الماضي، وعُرف عند معظم سكان دمشق بـ “مشفى الغرباء”، ويعتبر من المشافي المظلومة إعلامياً، علماً أنه الوحيد المتخصص بالأمراض الجلدية والزهرية، ليس فقط على مستوى القطر، وإنما أيضاً على المستوى الإقليمي.