“موس كبّاس”!
غسان فطوم
حادثة طعن أحد التلاميذ لزميله بـ “موس كبّاس” في إحدى مدارس مضايا أثارت أكثر من إشارة استفهام حول دور إدارات المدارس في ضبط سلوك الطلاب لجهة منعهم من إدخال مثل تلك الأدوات المؤذية بل القاتلة وأشياء أخرى ضارة إلى الصف، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا يتم تفتيش التلاميذ في الاجتماع الصباحي قبل الدخول إلى القاعات الدرسية، خاصة أن هذه الحادثة ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة إذا لم تنجح الإدارات المدرسية في ضبط المدارس؟.
ربما لا نبالغ بالقول إن تكرار مثل هذه الحوادث ما هو إلا دليل على أن العنف في المدارس بات مشكلة خطيرة عندما يصل الأمر إلى حد استخدام السكاكين داخل حرم المدرسة، الأمر الذي يتطلب استنفاراً من قبل المؤسسة التربوية للبحث عن الأسباب والحلول من أجل ضمان حسن سير العملية التعليمية والتربوية دون مشكلات، ومن جانب آخر ثبت بالدليل القاطع أن غالبية الأسر عاجزة عن ضبط سلوك أبنائها فيما يتعلق بالاستخدام الصحيح والمفيد لوسائل التواصل الاجتماعي، فالجريمة التي حدثت جاءت على خلفية تعليقات على الفيسبوك سببت خلافاً بين المجرم والضحية.
بالمختصر، الحادثة، رغم أنها ليست بجديدة، يجب ألا تمر مرور الكرام، فمن خلالها يتضح أن هناك العديد من المدارس بعيدة عن عين الرقابة، وأن الأجهزة الإدارية التي تقودها غير مؤهلة جيداً للتعامل مع التلاميذ، ما يشير إلى غياب دور الموجّه والمرشد الاجتماعي والنفسي المطالب بتقصي حالات العنف وكافة المشكلات في المدارس بما فيها التوعية من الآثار الخطيرة لمواقع التواصل الاجتماعي، وعليه لا بد من العمل على إيجاد الحلول بالتعاون مع الأسرة والجهات المختصة، فالمدارس يجب أن تبقى المنارة لإعداد وبناء جيل واع ومسؤول وقادر على تحمّل المسؤولية، ولا نقبل أن تكون مكاناً لتصفية الحسابات بين التلاميذ والطلاب في ظل غياب المتابعة والمساءلة والاختيار الصحيح لطاقمها من إداريين ومعلمين ومدرّسين!.
gassanazf@gmail.com