رياضةصحيفة البعث

دوري الظل يدخل مراحله الحاسمة والملاحظات بالجملة

ناصر النجار

أمتار قليلة تفصل الفرق المرشّحة من دوري كرة القدم في الدرجة الأولى (الظل) عن العبور نحو دوري الأضواء، السباق صار في الأمتار الأخيرة، والمتنافسون يعدون الأيام قبل أن يقيموا احتفالات التأهل وتحقيق الإنجاز المطلوب.
المجد، النادي الدمشقي العريق الذي عوّدنا على مقولة الصاعد الهابط، يدخل المنافسة بقوة، وقد وصل إلى المربع الذهبي كمتصدر للمجموعة الجنوبية، ولكن قد يعيقه المال في حال عودته.
جرمانا، وصيف المجموعة الجنوبية، يحاول العبور نحو الأضواء، وهو فريق فتي يأمل أن يكون الفريق الثاني من ريف دمشق بعد حرجلة الذي يحظى بهذا الشرف، وجرمانا لا يملك الخبرة المطلوبة في مواجهة فرق الممتاز، وأيضاً سيقف المال عائقاً أمام تشكيل فريق قادر على الصمود، وإن تأهل سيكون ذلك للمرة الأولى بتاريخه.
من المجموعة الشمالية ثلاثة فرق تتنافس على بطاقتي المربع الذهبي: الجزيرة حجز مقعده كمتصدر للمجموعة، ويبقى عليه الفوز على مورك أضعف الفرق، وسيواجه جرمانا في التصفية الأخيرة في مباراتي ذهاب وإياب، وعليه أن يتفوق بمجموع المباراتين ليعود إلى الأضواء.
الجزيرة ناد عريق له صولاته وجولاته بالدوري، لكنه في السنوات العشر الأخيرة تراجع كثيراً، وعانى أكثر من الغربة واللعب خارج أرضه، كما سيعاني من الوضع المالي كون كرة القدم تستنزف كل مدخرات الأندية الكبيرة فكيف بالأندية الفقيرة أو التي لا تملك الاستثمارات والموارد.
البطاقة الثانية يتنافس عليها الحرية والساحل، ولقاء الثلاثاء القادم بينهما سيكون الفاصل بتأهل أحدهما لمواجهة المجد في السباق نحو الأضواء.
الحرية ناد عريق يحمل سابقاً لقب بطولة الدوري والكأس، لكنه اهتز كثيراً في العقدين الماضيين ولم يبق مقعده دائماً بدوري الممتاز، بل إنه يحل فيه ضيفاً بين الفينة والأخرى، والساحل ذاق طعم الأضواء وهبط في الموسم الثاني، ومحاولاته هذا الموسم للعودة لم تكن جادة على الوجه المطلوب، الفريقان متشابهان بمشاكلهما المالية والإدارية، وصعود أحدهما للممتاز لن يحمل الفرح المطلوب لأنه سيكون عبئاً على الفريقين ولو من الناحية المالية.
مورك والكسوة والعربي عرفت حجمها وحدودها فوصلت إلى دور الثمانية، وتوقفت خشية ورطة ليست بالحسبان، وبالفعل كانت الدراسة واقعية ومتناسبة مع حجم الإمكانيات المالية والفنية.
الفريق المؤهل لدخول الدوري الممتاز كان من المفترض أن يكون المحافظة، لأنه يملك كل مقومات الأندية الكبيرة من منشآت ضخمة، واستثمارات، وإمكانيات مالية كبيرة، ومدربين محترفين، لكنه لم يملك الإرادة والتصميم للعودة إلى الدوري الممتاز، ولا ندري ما الأسباب الحقيقية وراء ذلك، وشعرنا من خلال هذا الموسم والموسم الذي سبقه أنه ارتضى بالموقع الذي هو فيه دون أدنى تفكير بالعودة إلى دوري الممتاز.
بالمحصلة العامة، دوري كرة الظل عديم الفاعلية، لا يمت في الكثير من فرقه ومبارياته إلى كرة القدم، وربما كان شبيهاً بدوري الأحياء الشعبية، وبقاؤه على شكله الحالي كارثة كروية لأنه أحد أسباب تدهور كرتنا.