زيلينسكي يحظر أحزاب المعارضة
هيفاء علي
أعلن الرئيس الأوكراني عن إغلاق 11 حزباً معارضاً في أوكرانيا في ظل الصمت المطبق من قبل الأوساط السياسية والصحفية الغربية والمنظمات غير الحكومية التي تزعم أنها تدافع عن “القيم الديمقراطية”، ما دفع المحللين الأوكرانيين الى التساؤل عن ماهية وطبيعة المعارضة التي يريدها العالم الغربي، والتي لن تتحدى هذه العولمة على الفور؟
زعم زيلينسكي أن هذا القرار اتخذه مجلس الأمن والدفاع، ولم يتم عملياً قبل اعتماد تشريع يحظر انتقاد الحكومة الأوكرانية تحت طائلة الملاحقة الجنائية. وجرى اعتقال العديد من نشطاء المعارضة، ولا سيما الناشطة والمعارضة إيلينا بيريزنايا في كييف، والمعارض فيكتور ميدفيدشوك الخصم الأول الذي يدعو للحوار مع روسيا، لكن الإعلام والسياسيين الغربيين يفضلون عدم الحديث عن هذا الأمر كثيراً، والذي يكسر أسطورة الجوقة الأوكرانية اللطيفة التي تقاتل من أجل القيم الغربية (الخضوع، والإخضاع؟) ضد روسيا “البغيضة” على حد تعبير الغرب المتغطرس. وهكذا، أصبحت أحزاب المعارضة الأوكرانية الأحد عشر خارجة عن القانون “طالما استمر الصراع” على حد تعبير الرئيس الأوكراني.
قرر مجلس الأمن والدفاع الوطني تعليق نشاط عدد من الأحزاب السياسية، حيث يعتبر حزب من “أجل الحياة” بزعامة فيكتور ميدفيدشوك، من أهم هذه الاحزاب، حيث يضم 44 عضواً من أصل 450 عضوا تم انتخابهم في البرلمان الأوكراني. هذا وألصقت بفيكتور ميدفيدشوك تهم عديدة من بينها الحفاظ على علاقات ودية مع فلاديمير بوتين، الذي، وفقاً للسياسي الأوكراني، هو “إشبين” ابنته، بالإضافة الى أنه مصدر قلق لحزب “الناشي” الذي يتزعمه النائب السابق يفيني موراييف، والذي لا يضم أعضاء منتخبين. في كانون الثاني الماضي، اتهمت الدبلوماسية البريطانية موسكو باعتبار هذا السياسي “مرشحاً محتملاً” لقيادة أوكرانيا بعد الإطاحة بالحكومة بالقوة، وسرعان ما نفت الدبلوماسية الروسية بشكل قاطع هذه المزاعم.
بعبارة أخرى، سيتم تعليق عمل الأحزاب البرلمانية، وإذا كان تعليق الحياة السياسية مبرراً في زمن الحرب، عندما لا يكون الوقت مناسباً للتفكير بل للسحق، فيجب تعليق البرلمان نفسه بالكامل، وليس بشكل انتقائي. وبحسب زيلينسكي: “يجب على وزارة العدل اتخاذ جميع الإجراءات على الفور كما يجب على الجميع الاهتمام بمصالح الدولة، ومصالح أوكرانيا. لأنها لنا، مدى الحياة”. ولكن هنا يتساءل المراقبون عن العلاقة بين قمع المعارضة ورفاهية الدولة، اذ يبدو جلياً أن مصالح الجوقة الحاكمة معرضة للخطر، لذلك لجأ زيلنيسكي إلى سحق جميع الأصوات المنادية بالعقل، والمطالبة بمراعاة المصلحة الوطنية الأوكرانية والتوقف عن عرض البلد على أنه ملعب أطلسي. عندما يقول زيلينسكي “هذا لنا”، فهذا بالفعل له ولأعوانه، وعندما يتحدث عن الحياة، يتحدث جيداً عن حياته وعن أصدقائه وحاشيته، وبالتالي ما علاقة ذلك مع أوكرانيا والشعب الأوكراني هنا؟