شعب اليمن بحاجة إلى الدعم أيضاً
سمر سامي السمارة
في 15 آذار الجاري، أي مع دخول الحرب المروّعة على اليمن عامها الثامن، سعت الأمم المتحدة لجمع ما يزيد على 4.2 مليارات دولار لشعب اليمن الذي مزّقته الحرب، ولكن مع انقضاء الموعد النهائي، لم تتلقَ الأمم المتحدة سوى 1.3 مليار دولار، أي أقل من ثلث الأموال المطلوبة في إطار المساعدات الإنسانية لهذا البلد.
يقول يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: “أشعر بخيبة أمل كبيرة، شعب اليمن بحاجة إلى المستوى نفسه من الدعم والتضامن الذي شهدناه نحو شعب أوكرانيا، خاصة وأن الأزمة في أوروبا ستؤثر بشكل كبير على إمكانية حصول اليمن على الغذاء والوقود، ما يجعل الوضع المتردي بالفعل يزداد سوءاً”، وحيث إن اليمن يستورد أكثر من 35٪ من القمح من روسيا وأوكرانيا، فإن الانخفاض الحاد لإمدادات القمح سيؤدي إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية.
يقول المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في اليمن بشير السلوي: “منذ بداية الصراع في أوكرانيا، شهدنا ارتفاعاً حاداً في أسعار المواد الغذائية وصل لأكثر من 150 بالمائة، وقد أصبحت ملايين العائلات اليمنية لا تعرف كيف تحصل على وجبة الطعام التالية”.
ومع دخول الحصار والقصف المروّعين عامهما الثامن، قدّرت الأمم المتحدة الخريف الماضي أن عدد من لقوا حتفهم في اليمن سيتجاوز 377 ألف شخص. ومع ذلك، تواصل الولايات المتحدة توفير قطع غيار لطائرات التحالف، بالإضافة إلى الصيانة والتدفقات غير المشروعة للأسلحة. وهنا لابد لنا من الإشارة، إلى أنه بدون هذا الدعم، لا يمكن للتحالف مواصلة هجماته الجوية القاتلة.
وبدلاً من إدانة الفظائع التي ارتكبها التحالف من قصف وحصار لليمن، تتقرّب الإدارة الأمريكية من قادة هذا التحالف، ومع فرض عقوبات على روسيا أدّت إلى إعاقة مبيعات النفط العالمية، تدخل الولايات المتحدة في محادثات لتعتمد بصورة متزايدة على إنتاج النفط الخليجي، مقابل دعمها العبثي للحرب على اليمن!.
في الحقيقة، أدّى الحصار المفروض إلى توقف الواردات الأساسية اللازمة للحياة اليومية، ما أجبر الشعب اليمني على الاعتماد على مجموعات الإغاثة من أجل البقاء. لذا، يرى مراقبون أنه من الضرورة وقف استمرار القصف الجوي، والكفّ عن الدعم الأمريكي للهجمات ضد المدنيين اليمنيين، وتقديم التعويضات اللازمة لهم.